صفحة الكاتب : مجاهد منعثر منشد

التجسس والجاسيوسية وعلم التخابرمن وجهة نظر الاسلام . القسم الاول
مجاهد منعثر منشد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال تعالى :ـ
وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }1.
                                                  صدق الله العلي العظيم
 موضوعنا التجسس والجاسوس والجاسوسية وعلم المخابرات من وجهة نظر الاسلام  لاسيما اعداء المسلمين يستخدمون هذه الاساليب في  علم التخابر وهذا العلم يتطور يوما بعد يوم واعداء الاسلام يستخدمون عدة وسائل للتجسس .ولايمكن ان يقف المسلمين مكتوفوا الايدي بتبريرات واهية والتباس في المفاهيم حول حرمة التجسس ضد العدو ..وليس الاسلام وحده يامر بالاساليب او الصفات المشار اليها اعلاه بل العقل والعرف يامر بذلك .
 وعلى المسلمين ان يعرفوا كل شيء عن عدوهم وان لاتقتصر معرفة العدو على العسكريين وحدهم بل تشمل المدنيين ايضا لان الحرب الحديثة اصبحت حربا شاملة تقتضي حشد كل الطاقات المادية والمعنوية .ولايمكن احراز النصر الا اذا كان كل فرد في المجتمع على مستوى المسؤولية المصيرية مع الاخذ بالحيطة والحذر .وان الحصول على المعلومات الوافية عن العدو ومعرفته تدعو الى اعداد القوة على هدى وبصيرة لمباغتته والانصار عليه .. 2.
والمعروف علنا ان عمل التجسس والجاسوسية تقوم به اجهزة الامن في كل الدول الاسلامية وغير الاسلامية .والاجهزة الامنية تتمثل في وزارة الداخلية ومن ضمنها الاستخبارات الجنائية ..ووزارة الدفاع المتمثلة في الاستخبارات العسكرية المسماة سابقا الاستخبارات الحربية. ووزارة الامن الوطني التي هي  بمثابة امن الدولة او الامن العام .وجهاز المخابرات الوطني .واسلوبهم في التجسس هدفه الرئيسي لتجنب المفاجأة  وكوسيلة لنجاحها او للتصدي للعدو. ولكن تختلف الممارسة لهذا النشاط  في بعض الاوقات ,فالاجهزة الامنية ( قوى الامن الداخلي ) تستخدم الاسلوب داخل البلاد .والاسخبارات العسكرية (الحربية ) استخدامها لهذا الاسلوب غالبا اوقات الحروب .واما اجهزة المخابرات تستخدم هذا الاسلوب في السلم والحرب يتطوير متجدد .
. وبعض الناس تستشكل العمل في جهازالمخابرات .وهذا امر طبيعي اذا كان الجهاز المخابراتي يعمل باوامر من حكومات الاستبداد ,فيكون عمل جهاز المخابرات لصالح الحكومة اي انحرافه عن العمل الاصلي الذي هوحماية البلد من الخارج .
وهناك استشكال اخر بسبب جهل المستشكل بهذا الجهاز ,فيعتبرالعمل فيه محرم بشكل قطعي حتى اذا كان عمل الجهازباسلوب شرعي صحيح مع العلم ان رجال هذا الجهاز حالهم حال ضباط الجيش اي ان ضابط الجيش يتخرج من الكلية العسكرية حاصل على شهادة البكلوريوس في العلوم العسكرية وكذلك حالهم حال ضباط كلية الشرطة .ورجال المخابرات يحصلون على بكلوريوس في اختصاصاتهم . والاختلاف هو العلم ,فذاك علوم عسكرية وهذا علم التخابر .فالمخابرات علم .وفيه عدة اخصاصات .
 و أن علم المخابرات هو موضوع يتناول باهتماماته الإنسان ، ومن هذا المنطلق ندرك أن علم المخابرات هو علم موضوعي يتناول السلوك البشري بجميع أبعاده الفكرية والانفعالية والوجدانية .. وعمليات التجسس تقوم على سلوك تفاعلي بين طرفين يعبران عن الموقف التفاعلي .ولذلك رجل المخابرات مطلوب للامرين اما اغتياله او تجنيده من قبل دول (معادية اوصديقة) او جماعات او تيارات متطرفة او احزاب .وهذا الطلب بسبب عمله من اجل حماية البلاد والعباد في بلده ,فقتله اوتجنيده هو ضعف لبلاده .ولعل هذا احد الاسباب التي تجعل رجل المخابرات مخفي وعمله سري .
ومن هذا المنطلق لابد من معرفة الترخيص الشرعي  لمواطن عمل التجسس .وكذلك معرفة حرمة التجسس في اي حالات تحديدا.
وقبل ذلك لابد من معرفة بعض التعاريف الخاصة بالتجسس والجاسوس والجاسوسية وعلم المخابرات ثم نوجز المشروع وغير المشروع في التجسس من وجهة نظر الاسلام .
يقول ابن منظور في لسان العرب الجاسوس من الجسُّ،وهو اللمس باليد،وجسَّ الرجلُ بعينه :أحدَّ النظر إليه ليستبينه ويستثبته.والجسُّ:جسُّ الخبر،ومنه التجسس،وهو طلب الخبر،وجسَّ الخبر وتجسَّسه:بحث عنه وفحصه،
والجاسوس:الذي يتجسس الأخبار، وقيل التجسس :أن يطلب الخبر لغيره،والتحسس أن يطلبه لنفسه .. 3.
و  معنى جس في مقايسس اللغة بالجيم والسين: هو تعرف الشي‏ء بمس لطيف.
والجاسوس فاعول من هذا لانه يتخبر ما يريده بخفاء ولطف .
 و في الصحاح يقول الجوهري وجسست الاخبار وتجسستها، اي تفحصت عنها، ومنه الجاسوس.
وجاء في اقرب الموارد: تجسس الخبر تفحص عنه، وبواطن الامور بحث عنها ... الجاسوس والجسيس صاحب سر الشر، وهو العين الذي يتجسس الاخبار ثم ياتي بها.والتجسس والتحسس عرفا هو التفتيش عن بواطن الامور ..و التتبع والتفحص عن بواطن الامور، سواء كان لنفسه او لغيره، وسواء كان لداعي الشر او لداعي الخير، وسواء كانت الامور خيرا او شراو كما يفعل الطبيب المداوي، ويقال: جس الارض جساً: وطئها. ومنه قول المتنبي في وصف الاسد:
يطأُ الثرى مُترفقاً في تيهه ..... فكأنه آس يجسُّ عليلا
ان الجساس هو الاسد، لانه يؤثر في فريسته ببراثنه.
وقيل: ان التجسس (بالجيم) ان يطلب المعلومة لغيره و(بالحاء) ان يطلب المعلومة لنفسه ..واما معنى التجسس اصطلاحا هو: البحث والتنقيب عما يتعلق بالعدو، من معلومات سرية باستخدام الوسائل السرية والفنية، ونقل ذات المعلومات بذات الوسائل، او بواسطة العملاء والجواسيس، والاستفادة منها في اعداد الخطط.
و الجاسوسية هي عبارة عن علم له قواعده، وأصوله التي يجب إرشاد الجواسيس إليها ليتمكنوا من إنجاز و أداء واجباتهم كما تتطلبها الغاية التي يسعون إليها. فهم يعملون في وقت الحرب والسلم ويحصلون على معلومات لتعزيز جبهة الدولة التي يتجسسون لحسابها، في حالة نشوب حرب جديدة في الحصول على معلومات عن تطور الأسلحة الحربية في الدول الاخرى وما وصلت اليه من تكنولوجيا حديثة، ومن اجل تقوية الصراع القائم بين الدول على القواعد الاستراتيجية والسيطرة على مناطق النفوذ، والاستفادة من الاضطرابات السياسية في بقاع العالم، مثل مشكلة فلسطين والعراق عن طريق دس الفتن والمؤامرت السياسية لخدمة مصالحها السياسية والاستراتيجية.  4.
ونعريف الجاسوس في القانونُ الدولي العام بانه :ـ «الشخص الذي يعمل في خفية، او تحت ستار مظهر كاذب، في جمع - أو محاولة جمع - معلومات عن منطقة الاعمال الحربية لاحدى الدول المتحاربة، بقصد ايصال تلك المعلومات لدولة العدو»5.
 .. وقد وردت لفظة «الجاسوس» في اللغة العربية بمعنى «المعين»، وربما يعود ذلك الى ان مهام الجاسوس تعتمد كثيراً على حاسة النظر، وهو ما ذهب اليه  الشوكاني حين قال: (ان الجاسوس يسمى «عيناً» لان عمله بعينه، او لشدة اهتمامه بالرؤية واستغراقه فيها، فكأن جميع بدنه صار «عيناً»
لقد نصت المادة «التاسعة عشرة» من لائحة «لاهاي» للحرب، على الاتي:
يُعدُّ جاسوساً، ذلك الذي يعمل سراً، اومن وراء ستار زائف، للحصول على معلومات في منطقة العمليات، بنية تبليغها الفريق الخصم. وطبقاً لذلك فان العسكريين - بزيهم الرسمي - حين يتسللون الى منطقة عمليات جيش العدو، بغية الحصول على معلومات، لا يُعدُّون جواسيس، ومثلهم أولئك العسكريون الذين يُكلفون علناً بمهمة تسليم مكاتبات الى جيشهم، او الى جيش العدو، ويتضمن هؤلاء من تنقلهم السفن الجوية بغية تسليم مكاتبات، أو بغية المحافظة على الاتصالات فيما بين الاجزاء المختلفة من جيوش او مناطق. واعتباراً لما تقدم فان الفيصل هنا هو: «قصد الحصول على معلومات».
واما نعريف التجسس المضاد: - هو عبارة عن مجموعة من الإجراءات البوليسية المضادة التي تتخذها إحدى الدول للمحافظة على المعلومات السرية التي تمتلكها، و منع عملاء العدو من الوصول اليها ،و الحفاظ على سرية عملياتها تجسسية واكتشاف نوايا العدو، وعمليات العدو.
وهناك تجسس سياسي وتستخدمه البعثات الدبلوماسية وهو  وسيلة رئيسية لجمع المعلومات السياسية من مصادرها العلنية، وتدعمها في ذلك اجهزة الاستخبارات المتخصصة بواسطة عملاء سريين يقومون بالتجسس لحسابها.
ويوجدتجسس اقتصادي تقوم به اجهزة التجسس لجمع المعلومات المتعلقة، بالنشاط التجاري، والمالي للدول الأخرى.
الجاسوس المزدوج: -
هو الجاسوس الذي يعمل لحساب دولتين في وقت واحد جاسوس بوجهين وهو أذكى وأخطر أنواع الجواسيس .
واما الجاسوس المسلم هوعين للاسلام و الذي تتجمع فيه هذه الصفات كالشجاعة والامانة والقول بالحق والصدق والوثوق والوفاء وغيرها .
وان هذه الاوصاف تكون من الاوصاف المقومة في العيون الاسلامية، اذ لا يتمكن الجبان من الاتيان بالاخبار الصحيحة، كما لا اعتماد على صدق من لم يكن من اهل الصدق والقول بالحق، ولا اطمئنان بغير الامين في حفظ الاسرار وعدم اشاعتها وعدم التعاون مع الاعداء والمخالفين. و ان يكونوا ذوي فراسة ومهارة وحدة حتى يصلوا الى اعماق الامور وبواطنها.
 كما ينبغي ان يبذل الجهد في استخدام من كان مهذبا من الحقد والحسد والبغضاء والعداوة ومن الرذائل الاخلاقية ليكون في عمله ناصحا للاسلام والمسلمين. ولو لم يكن غير من لم تجتمع فيه الصفات، فيقتصر على من كان قوله اقرب للواقع،قال النبي(ص): «استعينوا على كل صنعة بصالح اهلها».
قال الشاعر :ـ
واجعل من الطلائع اهل الشهامة ..   للصدق فيهم شيمة لاتخدع
لاتسمع الكذاب جاءك مرجغا ... لاراي للكذاب فيما يصنع ..6 .

 الذين يتجسسون على العدو برخصة شرعية هم مجاهدون ابطال وعملهم هذا لتجنب المفاجأة .وكذلك عملهم مظهر من مظاهر اليقضة والحذروالتأهب الدائم .وعملهم معرفة مبكرة للعدو هدفه التخطيط المسبق اي اجراء وقائي .والسيطرة على زمام الامور ,فيقول تعالى :ـ  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ  }7.
وعمل التجسس لصالح الاسلام والوطن وحماية امن العباد اذا كان تحت رعاية اسلامية وبأذن مجتهد يمنح الفاعل رخصة في عمله ,فانه بذلك يعد من المجاهدين .
ولماذا يقدم المجتهد في الاذن او الرخصة  ؟
تعتقد بعض الدول الاسلامية انها تصيب في ارسال المكلفين بهذا العمل وتمنحهم رخصة في كل شيء من اجل الوطن ,فتقع بالمحذور الشرعي وعلى سبيل المثال المخابرات المصرية عندما ارسلت رأفت الهجان المدعو رفعت علي سليمان الجمال الى اسرائيل .والظاهر ان المذكور مسلم كما عرفه المصريين .وهذا الرجل شرب الخمر وعمل الفواحش مع اليهوديات .فوجهة نظر الاسلام عمله في الكبائر حرام فالقاعدة الاسلامية تقول (لايطاع الله من حيث يعصى ) ,فالخمر والزنا من الكبائر ولارخصة فيهما ,فالقاعدة الاسلامية الاخرى تقول (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.) .فهذا الاسطورة اي الهجان بنظر المصريين خدم وطنه وخسر دينه ومصيرة الاخروي .والمخابرات المصرية التي اوصلت المذكور الى قلب المجتمع الاسرائيلي من غير المعقول ان لاتضع اسلوب معين ليبتعد جنديها عن المحرمات بمبررات مقنعة وترسله الى جهنم في الاخرة بدون حماية شرعية .
وعلى ذلك يجب ان تقوم اجهزة المخابرات الاسلامية بالرجوع الى اذن المجتهد الجامع للشرائط .وهذا المجتهد هو الشاهد في الاخرة على العباد جاز له ان يكلف ضابط او مسؤول في المخابرات ليقوم بدور المجتهد ,فيكون وكيل عنه في هذه المسائل .
والان نعود للجاسوس  الذي يتجسس على المسلمين وبلاده هذا الجاسوس بدافع الانانية يهدم المجتمع . وهؤلاء نتيجة جشعهم واطماعهم ينحرفون وهم جبناء منافقين مصابين بمرض حب النفس ربما بسبب البيئة التي يعيشون بها او حب المغامرة اوحب لقتل وكراهية المجتمع .
فالعاطفة التي تدفع الجاسوس لاختيار هذا العمل أما وطنية ودينية وايمان بضرورة الدفاع عن النفس والعرض والمال وحفظ للدين والعقيدة .ولذا يختار الجاسوس اصعب الضروف ويتحمل اصعب المشاق في سبيل تحقيق الهدف بجمع المعلومات عن العدو ,واما ان يكون بدافع الطمع والجشع وحب الذات وحبا بجمع المال واخذ الاجرة ,واما ان يكون ارضاء  لدافع نفسي نتيجة لمرض معين .8. ولذلك يمكن تفسير سلوك الجاسوس على ضوء العوامل الداخلية المتمثلة في الدوافع ,والى العوامل والظروف الخارجية المتداخلة 9.
واما المخابرات هي نظم التخابرعلى العدو .واهل الاختصاص من الباحثين يعرفون المخابرات حسب مفاهيمهم .و يقولون  عالم المخابرات هو العالم المجهول وهو عمل عقول من الدرجة الأولى .وقد اشاروا على ان نظم التخابر على العدو هى نظم معروفة من قديم الزمن...وقديما نشاط التخابر كان قاصرا على المجال الحربي .. .والمجال الحربي من ضمنه الاستطلاع  الذي هو  فرق المخابرات الحربية التي تسمى حديثا الاسخبارات العسكرية والمخابرات تمارس العمل في اوقات السلم والحرب .والان  المخابرات بأسلوبها الحديث تم تعريفها  مع نهاية القرن الثامن عشر وفيه تأسست القواعد الأولية لعلم التخابر القائم على حفظ أمن الدولة الخارجى عن طريق استقصاء المعلومات التى تهدد خطرا على الأمن القومى قبل حدوثها
وفى نفس الوقت حماية الدولة من المخابرات المعادية أو ما يعرف باسم الجاسوسية المضادة ,,
 المخابرات العامة يكون الفرد العامل فيها رجل مخابرات واعداد رجل المخابرات ليس بالامر السهل ..لذالك يرى الباحثين في هذا المجال ان جهاز المخابرات اذاتم تكليفة لمتابعة الشؤون الداخلية في البلاد لصالح نظام الحكم ,فانه يهدم نظم المخابرات من أساسها وينال من براعة الجهاز وكفاءته...ومثال على ذلك تراقب المواطنين أو تتجسس على المعارضين حتى لو كانت الحكومة حكومة استبداد فهذا الأمر لا تختص به أجهزة المخابرات لكونها تضطلع بمهام أكثر جسامة من هذه الاعمال  .. و فى سائر دول العالم لا يحق للمخابرات العامة أن تعمل داخل البلاد إلا إذا كانت القضية أصلا تمت فى الخارج وامتدت إلى الداخل. ووظيفة أجهزة المخابرات أنها تحمى الأمن الخارجى للبلاد .
معنى كلمة مخابرات: المخابرات قديماً كان يطلق عليها المستطلعين او الجنود المستكشفين أو قناصة الاستطلاع، مهمتهم جمع الأخبار او المعلومات عن جيش الاعداء وعدته و أماكن تجمعه وتحركه ويمنحه القانون الدولي حصانة.
 وظيفة المخابرات: يميز صفة المخابرات صفة السرية وهذه الصفة لها ثلاثة صفات: -
1- ان مهام المخابرات هي الحصول على أسرار الدول الاجنبية و حماية أسرار الدولة الخاصة ضد التجسس الأجنبي.
2- إن نشاط المخابرات يجب ان يمارس في سرية تامة.
3- إن انشاء جهاز المخابرات نفسه يجب ان يظل طي الكتمان. 10.
التجسس الغير مشروع .
قال تعالى :ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً . 11.
 ورد في مستدرك الوسائل عن النبي(ص): «شر الناس الظانون، وشر الظانين المتجسسون، وشر المتجسسين القوالون، وشر القوالين الهتاكون‏».
وعن ابي عبدالله(ع): «والدلالة على ذلك كله ان يكون ساترا لجميع عيوبه حتى يحرم على المسلمين ما وراء ذلك من عثراته وعيوبه وتفتيش ما وراء ذلك‏».
و قال ابا عبدالله(ع) يقول: قال رسول الله(ص): «يا معشر من اسلم بلسانه ولم يخلص (اي لم يصل) الايمان الى قلبه، لا تذموا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته‏».
قال المحقق الاردبيلي(قدس‏ سره): قوله: (ولا تجسسوا) ولا تبحثوا عن عورات المسلمين، والنهي عن تتبع عورات المسلمين في الاخبار كثير ... الخ.
 وقال في تفسير القرطبي: «ومعنى الاية خذوا ما ظهر ولا تتبعوا عورات المسلمين، اي لا يبحث احدكم عن عيب اخيه حتى يطلع عليه بعد ان ستره الله‏».
واستدل له ايضا بقوله تعالى: (ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة) 12 بدعوى ان التجسس هو بنفسه اشاعة الفاحشة.
قال المحقق الاردبيلي في ذيل الاية الكريمة: يعني الذين يريدون شيوع الفاحشة وظهورها ويقصدون اشاعتها ونسبتها الى المؤمنين تفضيحا لهم.
قال الامام الصادق(عليه السلام ): «الجهل في ثلاث: في تبدل الاخوان، والمنابذة بغير بيان، والتجسس عما لا يعني‏».
و قال امير المؤمنين الامام علي (عليه السلام ) لمالك الاشتر  : «وليكن ابعد رعيتك منك واشناهم عندك اطلبهم لمعائب الناس، فان في الناس عيوبا الوالي احق من سترها، فلا تكشفن عما غاب عنك منها، فانما عليك تطهير ما ظهر لك، والله يحكم على ما غاب عنك، فاستر العورة ما استطعت‏يستر الله منك ما تحب ستره من رعيتك‏».
 وجاء في عقاب الاعمال عن ابن عباس، عن النبي(ص): «ومن اطلع في بيت جاره فنظر الى عورة رجل او شعر امراة او شي‏ء من جسدها كان حقا على الله ان يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يبتغون عورات الناس في الدنيا» الحديث.
 الاية الكريمة واضحة الخطاب لم يقل يايايها المسلمين بل قال بارك وتعالى :ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..الخ . اي الخطاب للذين يؤمنون بقلوبهم قولا وفعلا .ومن ثم تتدرج الاحاديث بالمسلمين ..,فالتجسس محرم عليهم فيما بينهم من تتبع العورات يقول الشاعر :ـ
وأغض طرفي ما بدت لي جارتي
حتى يـواري جارتـي مأواهـا
هذا هو نوع التجسس المحرم كون  افساد المجتمع الاسلامي من اشنع المحرمات..فلايجوز التجسس على مسلم الالشبه دالة على ريبة او جناية لايعرف فعلها ..فأهل الريبة يجوز التجسس عليهم لمعرفة الجاني .فهؤلاء خطرين على الامن ولابد من معالجة شرهم .
ونختم البحث في الاسلام قاعدة المستكبرين من الكفار  تقول بان الهدف يبرر الوسائل وهذا ممنوع عندنا في الاسلام .,فالمحرمات من الكبائر كالزنا وشرب الخمر محرم في الشريعة الاسلامية ,ولايجوز نهائيا العمل في التجسس باستخدام الكبائر  حتى اذا كان العمل لصالح الاسلام .وذكرنا فيما قد سلف القاعدة الاسلامية التي تقول ( لايطاع الله من حيث يعصى ) .ومن يعمل ذلك فهو ضعف لدين المرتكب بل اللازم هو ان يحول العمل الى غيره من العيون من الذين لديهم اسلوب وذكاء في الابتعاد عن الكبائر .
ورغم ان الاسلام يرخص جواز التجسس في بعض الموارد لكن يرفض المحرمات في وسيلة التجسس .
ومثال على ذلك في زمن النظام الاستبدادي الدكتاتوري في العراق كان جهاز المخابرات يعمل لصالح النظام وليس للبلد ..وكانت من تشكيلاته المعارضات مثل منظمة مجاهدي خلق الارهابية المدعومة من الجهاز المذكور كان احد المجاهدين مكلف للتجسس على الجهاز والمنظمة في محافظة بغداد ومحافظة ديالى وكان تجسسة لصالح جهة اسلامية وطبعا عمله خاضع الى ترخيص من مجتهد جامع للشرائط .
ورغم وصول هذا المجاهد للهدفين بكل جدارة لكن كتب في اسئتفتائاته للمجتهد انه سيتعرض للحالات التالية :ـ
1.    لايستطيع الصلاة الواجبة لانه سيكون محل شبة اذا صلى وسيتاخر ايام في العمل !
2.    العاملين في جهاز المخابرات الصدامي يشربون الخمر ولابد من الجلوس معهم في سهراتهم على مائدة فيها خمر !
3.    يضطر للزواج من العاملات المعارضات في منظمة خلق لتجنيدهن لغرض المعلومات !
فكانت اجابة المجتهد على اسئلته بالشكل التالي :ـ
1.    يترك العمل اذا لايستطيع الصلاة الواجبة لانها اهم من العمل والاستشهاد بالاية الكريمة ( اذا اهديت لايضلك من لم يهتدي ) .
2.    حتى اذا لم يشرب معهم ومجرد الجلوس على مائدة الخمر موجب للعنة والفسق للمرتكب .
3.    لايجوز الزواج من الخارجيات عن الاسلام المنافقات حتى لو كان زواج متعة ..ويعتبر الزواج منهن وان كان متعة فهو زنا .
وهنا الاسلام يحمي جنوده من جهنم في الدنيا و الاخرة .وبنفس الوقت يجيز له العمل المرخص بشروط ان لايترك صلاته الواجبة ولايجلس مع من يشرب الخمر على مائدة خمر ولايتزوج من المنافقات المتجاهرات الفاسق .
وبمعنى اخر احد اغراض العمل التجسسي اصلاح الامة والعامل جزء من هذه الامة ,فكيف يتم بناء امة من الخارج ويهدم جزء من الداخل ؟ سيكون البناء مهدد بالسقوط .
وللموضوع بقية في القسم الثاني ( التجسس المشروع او الجائز) .
المصادر
1.    النساء |83  .
2.    المدخل الى العقيدة والاستراتيجية ص 151ـ 153 والجاسوسية والعلاج ص 176 .قادة الفتح الاسلامي محمود شيت خطاب ج1|ص 176.
3.    لسان العرب لابن منظور ج 2/283 .
4.    علم المخابرات (الجاسوسية ) د.حنان اخميس ..
5.    القانون الدولي العام الدكتورابو هيف ص 846 .
6.    الشاعر ابو بكر الصيرفي الاندلسي.
7.    النساء |71 .
8.    الدوافع النفسية للدكتور مصطفى فهمي ص 142.
9.    الدوافع النفسية للدكور مصطفى فهمي ص 247ـ248 .
10.         علم المخابرات (الجاسوسية ) الجزء الأول  د.حنان اخميس.
11.         الحجرات | 12.
12.         النور|19 .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مجاهد منعثر منشد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/08/25



كتابة تعليق لموضوع : التجسس والجاسيوسية وعلم التخابرمن وجهة نظر الاسلام . القسم الاول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net