صفحة الكاتب : احمد العقيلي

الصورة السلبية في ردة الفعل
احمد العقيلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القانون المعروف من أن لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه . سأقدم فيه رد الفعل على الفعل لكون ما سأطرحه يختص بالثاني لا الأول ، ولكن ليس ذلك الرد الذي أجازته القوانين الإلهية أو  تلك الوضعية بل رد الفعل الذي لا تتحكم به مبررات الفاعل أو ظروف الزمان والمكان والأسباب الناتج عنها الفعل فقط بل أحيانا مشاعر المرء أو القوم حينما تتحد تجاه فعل وفاعل معينيَن وان تفرقوا في أفق استقرائهم لما يحيط بهم ، والطامة أن الرد لا ينعكس إيجاباً لتطوير أو توحيد مواقفهم الأخرى ولا يمت لتدعيم وحدتهم بصلة حتى لو كانت الايديولجية واحدة وذلك لاختلاف الروئ وتناقض القراءات مما يجعله مدعاة لتكريس صورة سلبية ترسم عنهم ، وينعكس رد الفعل ويتطور ليشمل في كثير من الأحيان كل من تفاعل بالإيجاب مع الفعل أو مع من صدر منه الفعل دون النظر لأسباب ذلك ودون التوقف عند الروابط والقواسم المشتركة معهم ليكونوا ضمن الرقعة الجغرافية التي شملها رد الفعل ، ولعل العامل السايكلوجي له اليد الطولى في ذلك مما يؤثر على رسم الصورة الحقيقية لكل من تعامل بالسلب أو الإيجاب مع الفعل نفسه . 

وقد أخذ مخططو السياسات المعادية للإسلام بمختلف مشاربهم ذلك بعين الاعتبار خلال رسمهم لإستراتجياتهم في المنطقة العربية والإسلامية محاولين في ذلك تحقيق أهدافهم التوسعية وبرامجهم العدوانية التي من أولوياتها إبعاد الفرد المسلم عن مبادئ الإسلام الحنيف وتشتيت صفوف الأمة الإسلامية وجعلها دويلات متناحرة وتجمعات تسودها شريعة القوة أي بصريح القول العودة بالأمة إلى مرحلة ما قبل الإسلام ، وللأسف الشديد نجحت تلك السياسات المعادية في ذلك نجاحاً كبيراً يتخوف منه مستقبلاً على علاقة العرب أو المسلمين فيما بينهم والشواهد كثيرة إن كانت في الشرق أو الغرب من المنطقة ، وما الحروب التي حدثت والتشنجات فيما بين الزعامات العربية والإسلامية بين الحين والآخر والتنافس المحموم بين أجهزتها الأمنية والإعلامية الرسمية منها وغير الرسمية  إضافة إلى ما تساهم فيه وسائل الإعلام المعادية بين مختلف الحكومات العربية والإسلامية من تصعيد واستنفار وتشجيع لثقافة الكراهية والعداء إلا نتائج لما ذكرناه سواء كانت معلومة لمن صدر عنهم رد الفعل كأدوات التنفيذ التي تتخذ من الدين تارةً والقومية تارةً أخرى ستاراً ومبرراً لأفعالها أو بقصور في الإدراك لديهم بما يحيط بهم وهو ما يتمتع به الأغلبية من الرأي العام العربي والإسلامي أو تنفيذاً لبرامج أسيادهم بعدما رتعوا في مستنقع الخيانة ونبتت من نتانته لحومهم فكست عظامهم وهم البعض من وعاظ السلاطين وقادة المنطقة ، وقد استطاعت تلك السياسات لأعدائنا من أن تضرب بذلك أكثر من عصفور بحجر واحد حيث قتلت في الإنسان المسلم العربي روح التعاون والألفة والأخوة الإسلامية ( إنما المؤمنون أخوة ) من خلال إيصاله إلى حالة أصبح لا يعير فيها أهمية لقضايا الأمة المصيرية ولا يهتم سوى بشؤونه الداخلية ويقف موقف المتفرج لما يجري على أبناء جلدته ناهيك عن رغبته في المساهمة في إذلالهم وسحقهم وعدم منحهم فرصة الوقوف على أقدامهم مما يعني انه قد وصل لدرجة اكبر  مما كانت تتمناه وتطمح إليه المخططات المعادية بل وصل الأمر لمرحلة عدم الاهتمام بمكونات البيت الواحد في بعض الدول العربية من خلال إشاعة ثقافة الطائفية والعنصرية التي استخدمت فيها أدوات معدة سلفاً لما تمر به الأمة من تفرقة وتشتت كالقاعدة وما انضوى من متشابهاتها في المضمون والغاية وان اختلفت العناوين التي حرص صناعها على أن تكون إسلامية المعنى ليواجهوا بها المد الإسلامي الحقيقي لقناعتهم بعدم القدرة على مواجهته فكرياً وعلمياً وكذلك ؤد أي صحوة حقيقية من الأمة الإسلامية حتى لو تأتي متأخرة تحت يافطات الإرهاب والديمقراطية ولترسيخ صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين رسمتها مخططاتهم السابقة وساهم في تركيزها لدى الشعوب الغربية والحمقى من شعوب المنطقة النفر الضال الذي لا يفقه من الإسلام سوى اسمه ، وما نظرة التعالي وعدم الاهتمام ومشاعر الكراهية والعداء عند بعض شعوب المنطقة للبعض الآخر سوى ثمار تلك المخططات التي نفذت في سنوات القرن المنصرم ، ولانهاية لما نحن عليه نتيجة وقوعنا في فخ أعداء الحجاب إلا بالعودة إلى تعاليم الشريعة السمحاء التي أكدت على أن ( المؤمنون بعضهم أولياء بعض ) وأوضحت على أن ( من بات ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ) من خلال تنظيف قلوبنا وعقولنا مما لعق بها من درن الابتعاد عن تعاليم الحق وكما أوصانا النبي الأعظم (ص) بقوله ( تنظفوا فأن الإسلام نظيف ) ولندع من يأخذ القول بظاهرة على عماه ...وللحديث بقية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد العقيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/09/10



كتابة تعليق لموضوع : الصورة السلبية في ردة الفعل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net