صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

مليارات لصفقات الاسلحة والشعب فقير
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خلال زيارة السيد المالكي الى روسيا تم توقيع على عقود السلاح بقيمة ( 4,2 ) مليار دولار 
×× اعلنت الخارجية الامريكيه عن ابرام بغداد نحو ( 467 ) صفقة مبيعات بالاسلحة قيمتها ( 12,3) مليار دولار
يكون المجموع الكلي لمشتريات الاسلحة من ( روسيا و امريكيا ) حوالي ( 16,5 ) مليار دولار .. ان هذا الرقم الخيالي يوحي بان العراق مهدد , او على شفى حرب طاحنة
ولهذا لابد من اخذ المستلزمات والاحتياطات الازمة والمتطلبة التي تبعد الدمار المرتقب , وحتى لايفاجئ بالضربة القاتلة , لابد ان يكون على اهبة الاستعداد لرد الصاع بصاعين
ويلقن العدو درسا قاسيا من الرد الصاعق , ولكن السؤال المنطقي والذي يشغل بال كل مواطن . من هذا العدو المحتمل؟ هل هو عدو داخلي ام خارجي ام ماذا هذا الجنون؟ وهل
وهل هناك من يريد المساس بتربة وسيادة الوطن ؟ وهل هناك نوايا خفية من هذا الصرف الجنوني للسلاح ؟ في حين العراق يعاني من مشاكل حياتية جمة , والمواطن يشكو من
جملة مشاكل ومعضلات وازمات خانقة تحول حياته الى جحيم حقيقي , مثل ازمة الكهرباء , الى ازمة البطالة الضاربة في اعماقها المجتمع العراقي وخاصة تنتشر بشكل واسع
في صفوف الشباب الذي يعجز في ضمان مستقبله وتكوين عائلة لا تخاف من المصير المجهول . وكان الاجدر والانفع بتخصيص قسم من هذا الرقم الخيالي في مجالات حياتية
تؤدي ثمارها في المجتمع العراقي , مثل توفير الماء الصالح للشرب , وفي مجال تقديم الخدمات العامة المتردية والمتهرئة والمخزية وخاصة في مجال الصحة والحالة التي يرثى
لها مستشفيات الدولة . اما مجال التعليم فحدث ولاحرج من المدارس الطينية الى المدارس الاكواخ , كأنها مهجورة تشابه حالة القبور او العنابر يحشر بها البشر حشرا دون توفير
ادنى المستلزمات المطلوبة . لو خصص قسم من هذا المبلغ الملياري في بناء المدارس ودعم قطاع التعليم المهمل والمأساوي , لاكتسبت الدولة والسلطة التنفيذية شعبية ومكانة
محترمة . لو اقتطع جزء من هذا المبلغ الضخم في انقاذ المواطن من السكن العشوائي وبيوت الصفيح وتخليص المواطن من شبح ارتفاع الايجارات , لسكنت الدولة والسلطة
التنفيذية في قلب  المواطن . لوعمدت الدول في حسم قسم من هذه المشتريات الباذخة في تأمين الضمان الاجتماعي وتوفير الرعاية الصحية , وزيادة رواتب ذوي الدخل المحدود
من المتقاعدين لكسبت عطف وحماس هذه الفئات المسحوقة والمظلومة , . لو خصص قسم من هذا الاسرف الحربي في تعمير الطرق والشوارع ومد مجاري الصرف الصحي
وتنظيف المستنقعات والبرك المائية واهتمت برفع الانقاض والنفايات والازبال من الشوارع والاماكن العامة وحسنت المدن الكئيبة التي تشابه المدن المهجورة بفعل الدمار الحرب
التدميرية نتيجة اهمالها وعدم الاهتمام بها , وعملت باقامة الحدائق وتشجيرها بالاشجار الكثيفة والاعتناء بالمتنزهات العامة واحاطة المدن باسوار خضراء , لكانت السلطة التنفيذية موقع اعتزازوفخر لكل مواطن , لو حاولت
الدولة اعادة تشغيل المصانع والمعامل المعطلة ,لاكتسبت درع بشري مدافع عنها ..لكن هذا الاسراف الجنوني وغير المعقول والمنطقي  والذي يحمل في طياته العديد من التساؤلات
والاستفسارات التي تحمل الكثير من الاحتمالات المعقولة وغير المعقولة  , ولكن تبقى دوافعها طي الكتمان , لسبب بسيط جدا يفهمه ابسط مواطن بان العراق بحاجة الى اعمار
وتصفية مخلفات الماضي البغيض , ان هذا الهوس والجنون بشراء الباذخ للسلاح , يذكرنا بالحقبة المظلمة في جنونها في صرف عشرات المليارات الدولارات بحجة الدفاع
عن الوطن وبناء سياج حديدي منيع للوطن , وبالتالي ضاعت هذه العشرات المليارات الدولارات في نزوات داخلية وخارجية  , وكان بمقدور هذه الارقام المالية الخيالية لو صرفت
على الشعب العراقي لكان العراق اليوم يسمى سويسرا اسيا من حيث حجم الرفاه والرخاء والسعادة التي يتمتع بها الشعب العراقي , وليس الفقر والجوع والحرمان وتحويل العراق
الى بلد فقير , كأنه عبارة عن ارض جرداء وصحراء قاحلة تنعدم فيه مقومات الحياة العامة , وليس العراق الذي يعيش فوق بحر من الذهب الاسود . لكن المصيبة في العقلية
واسلوب التفكير في استخدام هذه الخيرات الوفيرة في غير موقعها ومحلها  ومكانها الصحيح , بل بتبذيرها دون وجع قلب في مجالات لا تدر نفعا او من شأنها ان تؤدي الى رفاه
الشعب والتخلص من شرور العوز وضنك الحياة , او من شأنها ان ترفع من قيمة الانسان العراقي .. لذا على اصحاب الشأن والمقام العالي , ان يتخلوا عن عقلية وتفكير
ماري اطوانيت ( ماكو خبز , ياكلون كيك ) الان تبدل هذا الشعار السامي الى ( ماكو خبز , ياكلون رصاص


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/10/12



كتابة تعليق لموضوع : مليارات لصفقات الاسلحة والشعب فقير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net