صفحة الكاتب : واثق الجابري

الدولة مؤوسسة انسانية
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لا سبيل للاصلاح  الاقتصادي  والبناء الاجتماعي  بغياب  دولة المؤوسسات  وحكم القانون   وقوة الدولة من قدرتها  المؤوسساتية  والادارية  في تصميم السياسات  وسن الانظمة والقوانين  ووضعها موضوع التنفيذ  ليكون من واجب الدول الدفاع عن مواطنيها  وحفظ امنهم وواجبها الانساني هي حمايتهم من الفقر والعوز والجهل والامية والمحافظة على ثرواتهم ومواردهم , فالمؤسسات لا تزال منخورة  بالمحاباة  والمجاملات واستغلال النفوذ  والمحسوبية والحزبية  وهذا ما غيب  النظام المؤوسساتي  الذي يقوٌم ذاته  في أطر الدولة الحديثة  , فالدولة مؤوسسة  انسانية  قديمة  يرجع  عهدها  الى عهود المجتمعات الزراعية  التي نشأت في بلاد  ما بين النهرين  فقيام اول دولة كان على اساس الانسانية  ورعاية المصالح المشتركة للمجتمع  والدولة الحديثة  ترتبط ديمقراطيتها  بالادارة الجيدة للحكم  واحترام المواطنين كي يكونوا رأس مال اجتماعي  وقصور الحكم او الابتعاد عن مطالب المواطن  من ضعف المؤوسسات  يكون عقبة  خطيرة امام  التطور الاقتصادي ونهوض السيادة الوطنية  والقرار السياسي  بحاجة الى نية صادقة وصدق  في الشعارات   لحل المشاكل الكبيرة التي يعيشها المجتمع  وهذا بحاجة الى تجزئة المشاكل والبدء بالمحافظات الاكثر مظلومية  ومحرومية  لتكون نموذج لبقية المحافظات  بعد ان ذاقت الويلات والحروب لتفرض عليها ان تكون ساحات  للقتال  ولم تنتهي اثارها لحد اليوم بوجود الاشعاعات والاخطار التي تولدها الالغام ففي ميسان وحدها ما يقارب 5 ملايين لغم ومقذوف   وتشغل مساحات كبيرة  لتكون عدو صامت وموت مؤجل  بأخطر الامراض  وعملية تجفيف الاهوار  جريمة كبيرة  ارتكبت بحق اهل الجنوب  وميسان خاصة  وهذه الاهوار موطن الاسماك والجاموس  ومصدر للتوازن الحراري في العراق  ووحدها يمكن ان تجهز  30  الف طن  من مجموع 35 الف طن سنوياً  في العراق  وهذا ما سوف يوفر كمية كبيرة منها في حال عودة الاهوار وخفض اسعار اللحوم والخضروات في كل انحاء العراق  وفيها ما يقارب 120 الف دونم من الاراضي المسطحة   وتجفيف الاهوار  ولد انقراض الاسماك  واصابتها بالامراض  نتيجة الحموضة والملوحة من توقف جريان المياه وهذا ما يسبب العقم عند الاسماك  وكذلك الطفيليات   وعند حصرها بالاحواض فانها تصاب بالبكتريا  اما الجاموس فهو الاخر مهدد بالاتقراض  نتيجة هذا الجفاف اضافة  الى طبيعة الحياة التي يعيشها  مربيها وكونهم مواطنون رحل   لا يعرف مكان لاستقرارهم  لذلك فهم لم يشملوا بأي منحة زراعية او قرض للحفاظ على ثرواتهم  لعدم وجود ضابط قانوني ومسكن ثابت ويمكن حل مشكلتهم بأسكانهم  وتمليكهم الاراضي وتعويضهم واعطائهم المنح الكافية لبناء بيوت وايصال الخدمات لها  كي يستطيعوا النهوض بواقعهم ومن خلال استقرارهم تستطيع الفرق الصحية زيارتهم بصورة دورية كي يمكن معالجة الامراض الخطيرة التي تصيب الحيوانات كالحمى القلاعية والحمى النزفية و هي من الامراض القاتلة للحيوان والانسان  , ومن خلال هذا التأهيل  للمحافظات الاكثر تضررا يمكن النهوض بالواقع الاقتصادي  الاجتماعي لتلك المحافظات   خاصة والعراق بصورة عامة  وهذا التأهيل والنظر الى المدن المحرومة الواحدة تلو الاخرى  ليس من المفترض ان يخضع للمزايدات السياسية  والمقايضات  لان ارتباط هذا الواقع الاقتصادي ونهوضه  دليل على  نمو الديمقراطية في العراق  وتنامي المؤسسات  فلا مزايدات على حقوق المواطن   ولا مجاملات على حساب وسائل العيش   وان واجب الدولة الانساني يتطلب البدء بمن هم اكثر محرومية  وتصميم سياسات تحمل ذلك القدر من المسؤولية تجاه الجميع ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/09/08



كتابة تعليق لموضوع : الدولة مؤوسسة انسانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net