صفحة الكاتب : باقر شاكر

اقليم كردستان وصناعة الازمات
باقر شاكر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الازمة السياسية بين اقليم كردستان والحكومة المركزية لم تكن لتصل الى هذا الحد الذي وصلت اليه لولا ان هناك بعض الاطراف التي غذت هذا الصراع السياسي لحسابات تعنيها والقصد هنا هو بعض الدول الخليجية التي مارست الكثير من التدخلات في الشأن العراقي عبر تواصلها مع الشركات العالمية ومحاولاتها ابعاد العراق وتأثيره الاقتصادي العالمي خصوصا على السوق النفطية فهي من جهة تعمل من خلال ادواتها المتمثلة بعصابات القاعدة وبعض التنظيمات المسلحة الاخرى من اجل زعزعة الوضع الامني في البلاد لاظهار الصورة المرعبة عن العراق كي تراجع الشركات النفطية حساباتها قبل ان تقدم على أي خطوة في العراق ، أما من جهة اخرى فهي تقوم على تقريب حكومة اقليم كردستان العراق وتحديدا السيد مسعود البارزاني من اجل تشجيعه على اتخاذ القرارات الفردية في عملية تصدير النفط والتعاقد مع شركات العالم بعيدا عن حكومة المركز في بغداد وذلك من اجل اضعاف قوة ونفوذ السلطة المركزية وتكون عملية تصدير النفط مشتتة بين الاقليم والمركز وهو ما يعطي رسالة الى الشركات ان بامكانهم التعاقد مع الاقليم فيما لو كانت العروض التي يقدمونها افضل من عقود بغداد وهو بالفعل ما حصل خلال الفترة الماضية حينما قامت حكومة الاقليم بمنح العروض المغرية للشركات والتي اندفعت على اثرها للتعاقد معهم بعيدا عن أنظار وزارة النفط الاتحادية في بغداد وهو ما تبحث عنه دولة مثل السعودية وتساعدها على تنفيذ ذلك المخطط دويلة قطر.
هل اكتفوا بذلك ، لا أعتقد انهم اكتفوا بذلك بل ان سياسة ايقاف تصدير النفط من الشمال العراقي تدخل في ضمن الاطار الذي يعملون عليه من اجل تدمير الاقتصاد العراقي كي لا يكون العراق في صادراته النفطية يناهز لأن يكون الدولة الاولى المصدرة للنفط في اوبك وهو ما لم ترتضيه السعودية التي تحتل هذا المركز ، عملية ايقاف التصدير عملية مهووسة قرارها قائم على بعض الاشخاص في قيادة الاقليم لحسابات ضيقة وإلا ما الذي استفاده شعبنا الكردي هناك من صادرات النفط ألم نسمع الكثير من الاصوات وهي ترتفع ضد الاستحواذ المهول والكبير لعوائل معروفة في السيطرة على واردات كردستان ولا احد يجيب على تلك الاتهامات سوى ان المتصدين والقطط السمان ردت على التهمة باتهام المعارضة حينما قال اشتي ان نوشيروان مصطفى المعارض الكردي يدمر الاقتصاد الكردي ويتاجر بموارده وهي كما تبدو كذبة في وضح النهار لان كل أقفال الانابيب بيدكم سيد اشتي لا بل بيد زعيمكم وبعض المقربين له.
ان الازمات التي يحاول بعض قادة الاقليم القيام بها هي للتغطية على النقمة الشعبية الكردية عليهم وكذلك التغطية على كل الخروقات الدستورية التي يمارسونها في تعاملهم مع حكومة المركز وهذا في النهاية سيجعل من الاقليم ورقة بيد الاتراك وبعض حكام الخليج التي تعبث بالمنطقة العربية ، وعلى قادة الاحزاب والمنظمات في كردستان وكذلك ابناء الاقليم ان يعلموا ان تلك المخططات سوف ترتد عليهم عاجلا ام آجلا لان الاتراك لهم حساباتهم مع الاكراد والتاريخ واضح لان تركيا ليست حزب العدالة فقط وانما هي دولة اتاتورك العلمانية المعروفة الاهداف خصوصا مع الشعب الكردي وكذلك الاجندات العربية معروفة بتاريخها وموقفها مع الكرد والتي تطغى عليه القومية العربية واقرب مثال على ذلك من العراق نفسه وليس ابعد يوم تم تعيين فخامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني رئيسا للعراق كيف واكبنا اعتراضات البعض من قادة القائمة العراقية ومنهم بالذات المجرم طارق الهاشمي الذي اعطيتموه من الضيافة ما لم يستحق .  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر شاكر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/30



كتابة تعليق لموضوع : اقليم كردستان وصناعة الازمات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net