صفحة الكاتب : سماهر الخزرجي

انظروا لمن أوصى 
سماهر الخزرجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جلس الأسمر النحيل في عرشه، ملأ رئتيه بالهواء وزفره ببطء، وقلبه يتلمظ بالشماتة، أربد وجهه واكفهر.

 تعلوه معاني الحزن والفرح.
انسابت الدموع من مقلتيه، وهو يقلب بين اصابعه الرشيقة كتاباً وصله للتو من المدنية..!
اخفى تلك المشاعر المضطربة التي تتماوج على وجهه، ها هو يبتلع ذلك الشجى المعترض في حلقه.
ها هو سيد العلويين وإمامهم يلفظ أنفاسه الأخيرة، لطالما مزق اثواب الكرى من عينه، وحرمه لذيذ العيش والنعيم، كالكابوس الرابض على قلبه، ذلك الذي يحظى بمكانة متميزة بين المذاهب المختلفة، ويوقره الكبير والصغير.
انتفض كالأسد في عرينه، منتشياً بلذة النصر، نادى أحد زبانيته، ثم رمى بنفسه وغرق في فراشه الوثير، أرخى حاجبه، تمتم بكلمات:
- انظروا لمن أوصى فقدموه واضربوا عنقه.
كواسر تمزق بأنيابها فرح مقتله، حتى هو ميْت يخيفه، يرعبه، ذلك الرجل الذي انحلته العبادة، ذكره يزلزل نفسه، يذوي نشوة النصر، وما زال وصيه من بعده يقظ مضجعه، وسنابك خيول الشيطان توقد جمرة العداء في داخله، فلا يهدأ ولا يستكين، حتى يأتيه خبر مقتل الوصي.
طال الأمر، انتشل جسده الطويل النحيل من على عرشه، وسحنته منقبضة والكآبة معانقة لنفسه.
جاءه صوت لاهث:
- مولاي الأمير، لقد أوصى لخمسة..!
استوى جالساً يزم شفتيه:
- ويحك من هم؟!
تحول وجهه الى صحراء قاحلة، وتلجلج الكلام في لسانه وارتج عليه.
- أعطني الكتاب.
بدأت اخيلة الظلمة تتماوج أمامه وهو يقرأ أسماء الخمسة: 
ابو جعفر المنصور، محمد بن سليمان، عبد الله الأفطح، موسى بن جعفر، وحميدة. 
رمى الكتاب وألسنة اللهب تتطاير من عينه، فمالِ لقتل هؤلاء من سبيل، كيف وهو أولهم..!
وهناك جلس أبو حمزة الثمالي والحزن يغرس مخالبه في قلبه، ودموعه تنساب بلا هو هوادة، وهو يبين لأتباع الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) سر الوصية: الحمد لله الذي هدانا إلى الهدى وبيّن لنا عيوب الكبير, ودلّنا على الصغير, وأخفى عن أمر عظيم.
فأنّا لنا مثل جعفر بن محمد..!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سماهر الخزرجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/17



كتابة تعليق لموضوع : انظروا لمن أوصى 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net