صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

عندما يصعد الشاعر الى منصته، يأخذه الزهو والألفة، ومن الطبيعي أن يوزع الابتسامات لجمهوره، وهذا الشاعر الشاب يرتدي ملابس عربية ظننته من أبناء التشابيه، ربما هو يستعد لأخذ دور تاريخي قبل ان يعتلي المنصة، مال إليّ وسألني: ألم تعرفني، انا المستهل عند قراءة الشعر، كان يقرأ في ديوان الهامشيات قصائد الكميت بن زيد الاسدي تذكرت حينها من يكون هذا الفتى انه المستهل بن الكميت، فعرفت مسألة مهمة ان الكميت (رحمه الله) كان اصم لا يسمع ولم يكن حسن الصوت ولا يجيد الانشاد، وكان ابنه هذا هو الذي ينشد عنه، وهو فصيح حسن الانشاد، لذلك ادهش القاعة بما يمتلك من حسن أداء، وحين نزل المنصة جاءني مبتسماً؛ لأنه ادرك اني عرفته فقلت له: رحم الله اباك كان هو خطيب اسد، وفقيه الشيعة، وحافظ القرآن، وثابت الجنان، وكان كاتباً حسن الخط، وكان نسّابة.
 وكان (رحمه الله) اول من ناظر في التشيع، وكان رامياً لم يكن في العرب أرمى منه، وكان فارسا شجاعا سخيا ديّنا، وكان الفتى المستهل يصغي اليّ بفرح لما أقول ويبتسم راضيا كأنه يقول: زدني؟ فقلت: كان كثير الشعر هو اكثر شاعر وظف شعره في خدمة عقيدته، فكانت قصائده صوراً صادقة لتطور العقل العربي نحو الصياغة الفكرية.
 سألني المستهل حينها: عمو، هل طبعتم لأبي شيئا بعد وفاته؟ قلت: والله يا بني الذي اعرفه ان الاصمعي جمع شعر ابيك وجمعه أيضاً ابن السكيت، ودرّسه مجموعة كبيرة من النقاد المتقدمين.
 واما من المعاصرين فقد جمع شعر ابيك الكميت، وشرحه وحققه الدكتور محمد نبيل طريف، ويكفي الكميت فخراً انه عُرف بولائه لأهل البيت (عليهم السلام)، وكان (رحمه الله) لا يقبل العطايا إلا قمصان الأئمة، وما مسّ جسدهم الشريف بالتبرك، وقد نالته أدعية الائمة (عليهم السلام) ومباركتهم، فقال عنه السجاد (عليه السلام): «اللهم احييه سعيدا، وأمته شهيدا». التفتّ، فلم أرَه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/05



كتابة تعليق لموضوع : المستهل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net