صفحة الكاتب : ساره صالح

مابين الغضب والغضب غضب
ساره صالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كأن الصمت دلالة تنجلي في خطبة أمير المؤمنين عليه السلام... هي برهة حلم انعكست على الكثيرين استفهاماً وحرقة أعصاب، ما الذي ينتظر أمير المؤمنين عليه السلام حتى يبقى ماكثاً على صدر عدوه لا يجهز عليه...! فجاء الجواب من لدنه عليه السلام لكشف ذلك الإبهام: بصق في وجهي فغضبت... هدأت غضبي كي يكون قتلي له غضبة لله تعالى... آه ما أروعها من كلمة... لم يشأ الإمام علي عليه السلام أن تكون لحظة رد فعل لحادثة شخصية بل أرادها موقفاً يدافع به عن دينه ونفسه وماله وعرضه... نحن بحاجة أن نستوعب هذا الدرس ونفهم أن الغضبة للأمة وللدين لا بد أن توقر وأن نقف أمامها وقفة اعتزاز، وإذا امتلك المجتمع دوافع المواجهة ضد عوامل الفتنة والفرقة والقتل والإبادة والاستهانة بوجوده وهويته وانتمائه وسعادته لا بد أن يغضب لها... وإلا لكان الجبن والمذلة والخذلان... ولا بد لقادة الأمة من الاستثمار الصحيح لغريزة الغضب لكي يتوازن ويتناسب مع وسائل الصلاح والكمال من خلال بث روح الإيمان والاعتقاد بنمو الوعي العقلي المثابر، وبهذا ستتم عملية تهذيب الغضب كي لا يكون فوضويا باعثاً للشقاء. يقول الإمام علي (ع):{أعدى عدو للمرء غضبه وشهوته فمن ملكهما علت درجته وبلغ غايته} لنصل إلى نتيجة مفادها أن واقعة الطف استثمرت ملكة الغضب ضد قيم الانحراف... إذ يصف الإمام الحسين(ع) حكم بني أمية: {بأنهم أظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء...} ذلك الوصف الجامع للظلم والعدوان... فهو دعا إلى توحيد الغضب وتوجيه الأمر لله سبحانه وتعالى، فقلبت الموازين... لأنها ترفعت عن الأداء الفردي والغايات الدنيوية، ولأن الغضبة لله تبارك وتعالى فقد كان يفكر الإمام عليه السلام في خلاص الأمة، ويتأسف لهم لكونهم جلبوا غضب الله عز وجل على أنفسهم واستحقوا العذاب بقتل ابن بنت أبيه وليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره... فكان سيد الشهداء عليه السلام ينصحهم غاضباً لهم لآخر رمق فيه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ساره صالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/22



كتابة تعليق لموضوع : مابين الغضب والغضب غضب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net