صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

السياسة بين زعيق الليل وصمت النهار
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اغلبنا يتذكر كيف وقف رئيس مجلس الأمة الكويتي، في الجلسة الختامية لمؤتمر الإتحاد البرلماني الدولي، في مدينة سانت بطرسبورغ ضد رئيس وفد الكنيست الإسرائيلي، وطرده من الجلسة مخذولا أمام الوفود المتواجدة في تلك القاعة عام٢٠١٧.. وهذا المقطع تم تداوله كثيراً خصوصاً من العراقيين، الذين يشجعون من يقف بوجه الظالم مهما كان مركزه ومقامه وقوته، وكان المفترض أن يكون الموقف عربياً لا لوفد الكويت فقط.

صوت البرلمان العراقي لإنهاء عمل الجيش الأمريكي وقواته المتواجدة في الأراضي العراقية، بعد تجاوزه كل الخطوط ولم يبق له أي ذريعة بقاء، واعطائه مهلة لإستكمال إنسحابه، وإلا فمن ينسى الحوادث المروعة التي طالت المجاهدين، بدأت بقصف التشكيلات العائدة لهيئة الحشد الشعبي، ومخازن العتاد العائدة له، منتهيا بإغتيال الحاج المجاهد أبو مهدي المهندس ورفاقه وضيفه..

التسويف لغة يتقنها الأمريكان، ويعزفون على أوتار ما عادت تنفع ولا تنطلي حيلها التي ما إنفكّوا يحوكون واحدة تلو الأخرى.

إبتدأت بتدخلهم السافر بالتظاهرات، وكيف تم تجنيد بعض الشباب المغرر بهم، وإيهامهم بأنهم سيقودون البلد بعد إنهاء دور الحكومة الحالية، ومشروع "آيلب" المشبوه وكيف إنحرفت التظاهرات، منتهية بقصف تشكيلات الحشد مرة أخرى دون حق أو موافقة أو الحكومة العراقية .

يدعي الجانب الأمريكي أنه أعلم الجانب العراقي قبل الضربة الأخيرة، لكن الحكومة نفته بشدة، وهذا يقودنا لأكثر من تساؤل.. فمن هو الشخص الذي لديه علم بهذه الضربة ولا يتكلم ويؤيد كلامهم؟ أو أن كلامهم محض كذب وإفتراء لتضليل الرأي العام؟

قبول النتائج مهما كانت حتى لو كارثية، المهم بقاء القوات الأمريكية لأطول مدة ممكنة، لحماية أشخاص يُعْتَمَدْ عليهم لضمان بقائه على هرم السلطة، وهذا لن يكون سيما أن البرلمان أنهى موضوع بقائهم .

كل مساء وعلى الفضائيات تسمع وترى تجاذب الأنداد وأصحاب المشاريع يتحدثون، لكن في النهار يصاب المؤدلجون بالخرس، إلا قلة وطنية حد النخاع، لكن الباقي إما من الطفيليين أو أتباع المحتل، وعلى مقولة البعض "جاء على ظهر الدبابة" وهنا مربط الفرس..

رجال "ظهر الدبابة" هؤلاء من يجب خشيتهم، لان بقائهم مرهون ببقاء أسيادهم، ولو خرج المحتل فلن ترى تلك الوجوه التي إعتاشت على الدماء العراقية، منذ بدأ سقوط النظام المقبور وليومنا هذا .

شريحة كبيرة ومن كل الطوائف، بل أغلبية الشعب العراقي ترفض التواجد الأمريكي، الذي يخترع أساليب لا تخطر ببال الشيطان، لما فيها من المكر والخديعة لإطالة أمد البقاء، بغرض إمتصاص قوت العراقيين ومقدراتهم بواسطة بعض المحسوبين على السياسة، وهم بالأصل ليسوا سوى أحجار شطرنج تحركهم جهابذة الصهيونية العالمية، وهنالك من يمتلك سلاح يمكنه إستعماله وقت شاء، لأنه وكما يبدوا هنالك أشخاص لا يروق لهم أن يعيش العراق حراً بإستطاعتهِ التأثير على القرار السياسي، ويعطل العمل الدبلوماسي لمطالبة الأمم المتحدة بخروج المحتل، بعدما صوت البرلمان على ذلك .

السياسة تحتاج لناس تفهمها، وتعرف كيفية التعامل مع الأحداث، وحسب الإختصاص، وهذه بالطبع لمن يملك المهارة العالية، وكيف يستطيع البيع مع المحافظة على السعر والخروج رابحاً بكل الأحوال، أفضل مما يدور حاليا.. فلا الخارجية أثبتت لنا أن الإعتداء على الحاج أبو مهدي المهندس يسمى إعتداء، ولا سمعنا أن العراق قدم وثيقة إحتجاج تدين الجانب الأمريكي بذلك، وهذا يسمى صمت النهار..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/15



كتابة تعليق لموضوع : السياسة بين زعيق الليل وصمت النهار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net