صفحة الكاتب : محمد كاظم خضير

ويسألونك عن النفاق الإعلامي قل لهم! 
محمد كاظم خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز "ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا" صدق الله العظيم.

إن من أخطر أنواع النفاق وأكثرها فتكاً بالشعوب وتدميراً للدول هو النفاق "الإعلامي" بكل أشكاله وأساليبه، لأنه حالة نفسية تنبئ عن خبث طوية صابها وحربائيته وتملقه وجبنه وغدره، حيث يستطيع قلب الحقائق بكل جرأة.

ومن المسلم به أن الإعلامي المنافق كذاب وهو خائن للأمانة الإعلامية، مخلف للوعد قد أخذ على عاتقه تزيين الأمور وتغيير الوانها واشكالها ومضامينها للحظوة بمكسب او منصب.

بهذا يثبت مطلقا أن "الاعلام المنافق" من أسباب:

· معاناة الشعوب،

· وفشل "الحكامات"،

· وهوان الجماعات،

· وشيوع الخطأ،

· وتشجيع النهب والفساد،

 

· وانتشار الظلم وتفشي المكر،

 

· وتأخر البلدان.

وكانت ظاهرة " النفاق الإعلامي" قد برزت كممارسة وسلوك وثقافة تقمصت الشعر والسرد الحكواتي في أرض "التناقضات الكبرى" أيام حكم "الصدامي ، وقد استمدت حضورها إذ ذاك من ممارسات الإخبار والاصطفاف وشحنتيهما من ثنائية "الإطراء" و"الذم" اللذين كانا ـ وما زالا ـ من أهم مقومات التباين المجتمعي وضمان استمراريته على نسقية التنافس في ظل توافقات اقتسام السلطان والنفوذ ورقاب العباد وخيرات البلاد.

ومع تحرير العراق بعد ‪ طهر"الاعلام" بمفهومه الحديث ليستظل به المنافقون والممارسون للوشاية والإخبار وتمزيق الصفوف والتقرب من الأقوياء طمعا، وليبقوا في ذلك ولأجله على قوالب الماضي القبلي الطبقي الاثني بشعارات رفضه المغالطة.

فمن ذا الذي ينكر هذه الحقيقة المرة؟ ومن ذا الذي لا يرى تقلبات وجهات الحراك السياسي ويسمع ويرى أساطين هذا النفاق الإعلامي من أصحاب الأقلام السيالة والألسن القوالة وهم "يبدلون جلودهم" ويهاجرون من قطب إلى آخر وفي "انتجاع" لا يهدأ لأهله بال عبر اللجان الإعلامية مسلحين بحفيف خسيس الأقلام السامة ومعاد الكلام الخشبي الذي "يغير الاسم" و"يبقي على القوالب"؟

ومن ذا الذي لا يسمع قرع طبولهم النشاز ويقرأ سموم كتاباتهم المفرطة في الامتداح لجهات وكيل الشتائم لجهات أخرى في أزلية ثنائية المتناقضين والإفراط اللفظي فيهما.

حقيقة لا تبدو مستغربة رغم كونها نشازا ولا مستهجنة وكأنها ركن أصيل ومكين من المنظومة السلوكية المجتمعية.

وإنه الأمر الذي لا يمكن من الناحية "السوسيولوجية" نفيه لاستساغته وقبوله على نطاق عام ولكونه يحمل أيضا إلى ذلك في المنظومتين السلوكية أحوالا غير مستهجنة، واللفظية مصطلحات تبرره وتحمي صاحبه في أسفل السلم التراتبي دونية مكانته، وفي أعلاه بحق الرتبة العالية. فبقدر ما لا يعاب على المنحدرين من الشرائح في أسفل الهرم ممارسة هذا السلوك، فإنه لا يعاب أيضا على المنحدرين من قمته وأصحاب الشهادات التعليمية العالية من المحسوبين على النخبة قبول ذات التصرف لأحقية مكتسبة بذلك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد كاظم خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/25



كتابة تعليق لموضوع : ويسألونك عن النفاق الإعلامي قل لهم! 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net