صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

سقوط ظاهرة التسقيط
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في العراق تستهوي الناس ظاهرة التسقيط السياسي المتداخل مع ظواهر تسقيط اخرى في الجانب الأخلاقي والمهني. هناك من يقوم بفعل مابوسعه لإدارة ملفات صعبة تتعلق بالإنتخابات وأخرى مرتبطة بالتسويق لزعماء سياسيين ودينيين ورجال قبائل وتجار وناشطين مدنيين وتتسع الفجوة بين المتنافسين يوما بعد آخر وتزداد حدة الخلافات والأحقاد ويتحول المتنافسون الى محاربين أشداء هدفهم القضاء على الخصوم والتنكيل بهم وسحقهم وعدم السماح لهم بإلتقاط الأنفاس لكي لايعودوا قادرين على التأثير في المجتمع ويكسبوا المزيد من المناصرين.

تتنوع أساليب التسقيط من التشهير بالآخرين وإظهار عيوبهم والتنكيل بهم والإفتراء عليهم وتسليط الضوء على السلبيات التي تشوب أدائهم وربما نشر وثائق سرية الى شراء ذمم مقربين منهم وكتابة ونشر المقالات والصور التي تظهرهم بمظهر بشع عند العامة من الناس.. وآخر ماتفتقت عنه ذهنية المسقطين قيامهم بسرقة ملفات خاصة ونشرها كالمحادثات الشخصية والصور ومقاطع الفديو. ولفت إنتباهي في موضوع الفديوات أنها تستهدف الناس بطرق مختلفة. فالناس العاديون ليس لديهم الوقت ليفحصوا تلك المنشورات وقد يصدقونها على الفور.

تتلخص عملية التسقيط الفديوي بنشر مقاطع خاصة قد تكون حقيقية سرقت من هاتف، أو وصلت بطريقة ما الى الناشر. أو بنشر مقاطع لاشخاص لايعرفهم كثر من الناس على إنهم الموجودون في الفديو وفي الحقيقة فهم غير موجودين ولكن يمكن القول، إن هذا الشخص يقوم بأعمال مخلة فيصدق الناس خاصة إذا أرفق الفديو بإسم سياسي، أو سياسية فيقال: إن الشخص الموجود هو فلان المشهور فيشيع القول بفساده، ولكنه ليس هو.

إحدى المرشحات للإنتخابات العراقية رأت إن أحد الفديوات ينتشر كالنار في الهشيم وكتب عليه: إنه لفلانة لكن فلانة لاتجد نفسها فيه بل هو لغيرها ولكن ليس كل الناس يستطيعون التمييز بينها والشابة التي في الفديو فتذهب سمعتها ولاتستطيع ان تتحرر من المشكلة.

التسقيط في العراق يأخذ مديات واسعة، لكن اللافت إن الناس صارت تفهم اللعبة وهي على علم كامل بتلك السخرية العالية فلم تعد تبال بشيء لأن الرد سيكون جاهزا من الضحية المفترض أنها مستهدفة، ولم يعد الناس يهتمون لفرط مايبث من فديوات، ومايكتب من مقالات في هذا الشأن، ولأن التسقيط هواية الجميع فلاقيمة له.. وأغلب الساقطين ناجحون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/21



كتابة تعليق لموضوع : سقوط ظاهرة التسقيط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net