صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الدين سحر السلاطين
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الدين له خصوصية روحية وعقلية لدى اتباعه والاكثر علاقة في تقديس طقوسه المسلمون ، وعلى مر التاريخ نرى ان كل الخلفاء والسلاطين والملوك كانوا يثبتون حكمهم بشعارات دينية ، والشعارات الدينية هي العزف على وتر المقدس لدى الناس ، ولربما قد يكون مقدس ولكن ليس بهذا التهويل او يكون مزيف لا يستحق التقديس فياتي السلطان ليقدس المزيف حتى يبقي شعبه تحت تاثير المزيف واخيرا يستطيع ان يتلاعب بالملك كيف ما يشاء .

وكم من خليفة ينهض من مائدة الخمر لكي يصلي بالناس جماعة ، وكم من خليفة يتلاعب بمفردات القران من اجل احكامه الظالمة ، واليوم وكم من رئيس يختلق ازمة دينية لاشغال الراي العام ( الاعتداء على مقدس، حرق قران ، هدم مزار ، النيل من شخصية اسلامية مقدسة ، كاركتير استفزازي) فينشغل بها الراي العام استنكارا وتنديدا بينما جوهر الاسلام يعتدى عليه يوميا وكلهم نيام .

باسم القران وعبارة لا حكم الا لله فلت معاوية من هزيمة محققة في معركة صفين ، يتوقف القتال بين الحسين وعمر بن سعد ليؤدي الطرفان الصلاة ، وكل سنة يخرج الخليفة بقافلة طويلة وعريضة ليحج بيت الله ، وعندما يجلس على الكرسي يقوم ببناء اعمدة مجوفة يضع فيها بشر ليموتوا داخل هذه الاعمدة وباسم الدين .

والمهم في هذا كيفية تحديد وفهم مفردات الدين ؟ وتعقدت المسالة مع تعدد المذاهب والملل ، والتاريخ يذكر لنا جرائم السلاطين باسم الدين فينبري لنا بعض المتنورين لينتقد الدين بدلا من المدعين للدين .

في الانتخابات العراقية الاخيرة لو ان المرجعية لمحت ومن على بعد لجهة معينة فان هذه الجهة تفوز بالانتخابات لا محالة ، ولهذا ترى ان الكتلة الفائزة في الانتخابات هي بقيادة رجل دين!!! ، ولهذا يكون الدين الاسلامي عرضة للهجوم من عدة جهات واسوئها الحاكم والمتلبس بالدين .

مشايخ الوهابية من تكفير كل البشر الى مؤازرة الصهاينة في اعلان القدس المحتلة عاصمة لهم فالبعض اعلنها صراحة والبعض لاذ بالصمت ، بينما اصواتهم كانت تلعلع بالتكفير للشيعة الرافضة ولغيرهم ممن يرفض اجرامهم ، وكل هذا باسم الدين، ويبقى السؤال لماذا الدين الاسلامي دون بقية الاديان ؟

لانه دين متكامل وخاتم للاديان ويبحث في كل مفاصل الحياة اضافة الى الروحانية التي يمتلكها الدين الاسلامي بحيث ان الفرد اذا تجرد من كل شيء ومن غير ان يطلع على عقائد الاسلام فانه بالفطرة يميل الى الاسلام ، وهنا تعمل الدوائر الصهيونية والامريكية والبريطانية على تلويث الفطرة حتى تتمكن من ايقاف التمدد الاسلامي الذي بات يقلقهم جدا وحتى فيهم من صرح لربما اوربا سنة 2050 تكون اسلامية ، ولو اصبحت حقا اسلامية اقراوا على العرب السلام لان اوربا ستكون افضل من العرب في تطبيق مفاهيم الاسلام عبادة واحترام واخلاق وتطور، ولكن هل ستترك الدوائر الصهيونية هذا الحدث من غير ان يكون لها مؤامرات دسيسة وخسيسة لمنع هذا الانقلاب؟

على الجهات الدينية ان تراجع وسائلها الاعلامية وان تبتعد عن الخزعبلات وعن المفاهيم التي تفسر بانها عنف ولا تتيح لاي متقول باسم الدين وهو جاهل يتقول بحرية فلابد لهم من منع هكذا ابواق ان بقيت من غير منع يكون ثمنها باهضا بالنسبة لمن يبني المفاهيم الاسلامية بشكل صحيح .

السيد السيستاني دام ظله يعتبر ظاهرة تنويرية اسلامية رائعة في سماء متلبدة بالارهاب والخيانات الاسلامية والامريكية الصهيونية ، ظاهرة لم يستطع كائن من كان ان ينال من صورة الاسلام من خلال هذا الرجل الذي سيكتب عنه التاريخ العالمي قبل الاسلامي عن حكمته وعلميته ورجاحة عقله في تدبير امور العراق والمسلمين في اشد محنة تمر بها الامة الاسلامية


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/20



كتابة تعليق لموضوع : الدين سحر السلاطين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net