صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإفترائية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الفرية : الكذب

إفتراه : إختلقه

الفري: الأمر العظيم. "لقد جئتِ شيئا فريا"

وقال الأصمعي: فَرِيَ يَفري : إذا نظر فلم يدري ما يصنع

وفريت: دُهِشتُ وحِرْتُ

يفري: يقطع.

 

وكما تعلمون فإن الكذب سلطان , وعنوان للمآسي والتداعيات التي بدأت وما إنتهت , وإتخذت سبلا أخرى ما كان يعرفها أو تخطر على باله , فأصبحت الديمقراطية قناع للكذب , وما هي بالمقصودة حقا وإنما ما تشاهدونه من الويلات ودواعي التشظي والإنقسامات والتشرذم الخلاق التوجهات والأهداف والغايات.

 

حتى أصبحنا نرفع رايات حروف ونسعى نحو تفتيت أبجديات لغتنا لتعجز عن التوافق والتآلف في كلمة واحدة , وإنما ستحقن حروفها الجميلة بطاقات تنافرية تمنعها من الإتيان بكلمة ذات معنى وقيمة ودور في حياتنا التي ما عادت ملكا لنا , وإنما هي ملك مشاع للآخرين الذين كتبوا لنا برامج وجودنا الديمقراطي العجيب.

 

الإفترائية عنوان القرن الجديد ونظريته وجوهر ستراتيجياته , فما عليك إلا أن تفتري وتدّعي فتفري حتى تكون سمينا وجاهزا للفري على موائد الذين أوهموك بالقوة والقدرة على إمتلاك الزمان , وتكون العنوان لكل خطيئة وآثمة وجريرة وبهتان.

 

وما أكثر الإفتراءات وأصخبها وأقدرها على الفعل والتأثير في مسيرة الأيام , التي تزداد قتامة وقحطا وإجحافا وسعيرا ومواقدَ لإحراق البشر المخمور بإفتراءات المفترين الذين يسبّحون بحمد كل شيطان رجيم.

 

الإفترائية تحوّلت إلى قيمة وسلوك ثابت في تفاعلات الأيام , وما تحققه من تداعيات وخسران وتفاقم للأزمات والويلات والإحتراقات الوطنية والعقائدية والإجتماعية.

 

وبسبب هذه الستراتيجية الأثيمة الملتهبة المروعة تحول الدين إلى بركان هائج ينثر حممه في جميع الجهات , فيحطم أركان الحياة ويشوّه معالم الوجوه البشرية ويلونها بالحروق ويفقأ عيون الحقيقة والبرهان.

 

الإفترائية لها قادة وساسة وأقلام ووسائل إعلام , ودمى وطوابير مؤجرة تلهث بإسم أنبياء الإفترائية ورسلها وأعلامها والحاملين لراياتها ورسالاتها للناس المعذبين في أرض الله التي ما عادت واسعة.

 

فتحية لأئمة الإفترائية وفقهائها وكتابها وأبواقها , ومحترفي سياساتها والمُعبرين عن أهدافها وغاياتها , وأظنهم سيستيقظون من سكرة الإفتراء وهم يتحشرجون بغصةٍ ما بعدها غصة وهم يذكرون:

"ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون" البقرة: 10


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/09



كتابة تعليق لموضوع : الإفترائية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net