إضاءات عاشورائية 2
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 إحياء ليلة عاشوراء بالعبادة

 

سماحة آية الله الشيخ محمد السند.. دامت بركاتكم

 

السؤال :

مسألة إحياء ليلة عاشوراء بالعبادة. ببعض الصلوات النبوية المذكورة في الإقبال أو عنوان إحياء ليلة عاشوراء بالعبادة وهي ظاهرة تنامت في الفترة الأخيرة كعمل ختمات وغيرها من سائر العبادات حيث يدعى بأنها ليلة إحياء فبالتالي ما المانع من تخصيص زمان من ليلة عاشوراء لأعمال جماعية في المسجد؟

وترك المآتم تارة بحجة إبقائهم لوقت صلاة الفجر لأدائها وأخرى بذريعة عدم مزاحمة الشعيرة العظيمة ، مراسم العزاء والبكاء.

 

فمارأيكم الشريف تفضلوا علينا بالإجابة دامت إفاضاتكم

______

 

الجواب

بسم الله  الرحمن الرحيم

 

قد تواترت الروايات بإقامة العزاء والحزن على أعظم مصاب لدى أهل البيت (عليهم السلام) وهي واقعة الطف الأليمة وقد استفاضت الروايات أن هذا المصاب يستمر حزنه إلى يوم القيامة .

وتعظيم شأن إحياء ذكراه بالحزن و إقامة العزاءأمر لايستريب فيه من له أدنى اطلاع بتعاليم أهل بيت النبوة .

والإنشغال عنه بعبادات أخرى لاسيما ليلة العاشر تفريط بشعيرة عظيمة

وصد وصدود عن سبيل أهل البيت (عليهم السلام)  و عن مواساتهم

وإدبار عن ركوب سفينة نجاتهم فشيعتهم يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم .

والإلتهاء عن ذلك تخوية للدين عن ولايتهم (عليهم السلام) ولم يجعل الله عدل أجر الدين لا الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا الجهاد ولا أية فريضة من الفرائض بل جعل مودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله)  .

فليحذر المؤمنون مما يشغلهم عن إحياء العزاء وإقامة بقية الشعائر الحسينية فإنه زيغ عن طريق الهدى .

 

وليتدبر المؤمنون في هذه الرواية التي هي واحدة من  مستفيض الروايات مثيلاتها رواها أعلام الإمامية في كتب الحديث

حيث رواها ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات

 

أنَّ فاطمة لتبكيه

 

‬عن أبي بصير، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أحدثه، فدخل عليه ابنه فقال له:

مرحبا، وضمه وقبله، وقال: حقر الله من حقركم وانتقم ممن وتركم، وخذل الله من خذلكم ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا، فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء.

ثم بكى وقال: يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم واليهم، يا أبا بصير أن فاطمة عليهما السلام لتبكيه وتشهق فتزفر جهنم زفرة لولا أن الخزنة يسمعون بكاءها وقد استعدوا لذلك مخافة أن يخرج منها عنق أو يشرد دخانها فيحرق أهل الأرض فيكبحونها ما دامت باكية ويزجرونها ويوثقون من أبوابها مخافة على أهل الأرض، فلا تسكن حتى يسكن صوت فاطمة.

وأن البحار تكاد أن تنفتق فيدخل بعضها على بعض، وما منها قطرة إلا بها ملك موكل، فإذا سمع الملك صوتها أطفأ نارها بأجنحته، وحبس بعضها على بعض مخافة على الدنيا وما فيها ومن على الأرض، فلا تزال الملائكة مشفقين، يبكونه لبكائها، ويدعون الله ويتضرعون إليه، ويتضرع أهل العرش ومن حوله، وترتفع أصوات من الملائكة بالتقديس لله مخافة على أهل الأرض، ولو أن صوتا من أصواتهم يصل إلى الأرض لصعق أهل الأرض، وتقطعت الجبال وزلزلت الأرض باهلها.

قلت: جعلت فداك إن هذا الأمر عظيم، قال: غيره أعظم منه ما لم تسمعه، ثم قال لي: يا أبا بصير أما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة عليهما السلام ، فبكيت حين قالها فما قدرت على المنطق، وما قدرت على كلامي من البكاء، ثم قام إلى المصلي يدعو، فخرجت من عنده على تلك الحال، فما انتفعت بطعام وما جاءني النوم، وأصبحت صائما وجلا حتى أتيته، فلما رأيته قد سكن سكنت، وحمدت الله حيث لم تنزل بي عقوبة.

 

كامل الزيارات ب 26 ح 9

 

هذا  ولايخفى على ذوي الفضيلة أن النواصب قد وضعوا أحاديث كثيرة في فضل الصيام والعبادات الأخرى في عشرة عاشوراء وقد اعترف جملة من علماء الجمهور بوضعها من النواصب .

بل قد اعترف بذلك ابن تيمية في بعض كتبه .

كل ذلك لاجل إلهاء المسلمين والمؤمنين عن ذكرى مصاب سيد  شباب اهل الجنة .

وهو مما ينبه  المؤمنين على أهمية شعائر العزاء والحزن وإنَّ تركها ينخرط في مسار النواصب ونصب العداء لأهل بيت النبوة .

ولذلك حمل أعلام الإمامية بعض الروايات الواردة المتضمنة لتلك العبادات في عشرة محرم على التقية وموافقة لناصبي العداء ﻵل محمد (صلى الله عليه وآله)

الموضوع السابق عاشوراء (3) السنة الثانية

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat