صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

تحية لكاتدرائية الأقباط في العباسية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يُحكى (والعُهدة على الراوي),  أن الرئيس جمال عبد الناصر طلب من  أطفاله أن يأتوا إليه بما جمعوه من قروش , وعندما سألوه عن السبب قال: " كي تتبرعوا مع أبناء شعبكم لبناء كاتدرائية الأقباط في العباسية"

 

تقع الكاتدرائية في حي العباسية , وبنيت في ستينيات القرن العشرين , وتبرع الرئيس جمال عبد الناصر بمال لبنائها , وحضر إفتتاحها معه إمبراطور أثيوبيا هيلاسيلاسي.

 

بدأ إنشاؤها في 24\6\1965 , وإنتهى بناؤها يوم الأربعاء 25\6\1968 , وهي بناء عمراني جميل ورمز حضاري وتعبّدي رائع التواصل مع مسيرة الشعب المصري , على مدى العصور المشرقة بالمحبة والأخوة الوطنية والإنسانية.

 

وفي يوم الأحد 11\12\2016 حصل فيها تفجير أودى بحياة 25 إنسان , معظمهم من النساء وأصاب خمسين آخرين.

 

ما أن توارد الخبر حتى برز السيناريو العراقي الذي يُراد تطبيقه في مصر , ففي العراق فجروا كنيسة سيدة النجاة في بغداد , وكذلك المراقد والجوامع والمساجد وأماكن العبادة الأخرى , وأولعوا التفاعلات الطائفية المنحرفة المدمرة للحياة بدينها وعقائدها وعمرانها وإنسانها.

 

وما جرى ويجري في ذلك البلد يتم إتخاذه منطلقا للنيل من الدول العربية الأخرى , وخصوصا مصر المستهدفة بزخم شديد وتعجيل يزيد , لأنها العمود الفقري للوجود العربي وللروح العربية الإسلامية الأصيلة.

 

ومن المعروف لا يمكن النيل من الأوطان إلا بتعاون أهلها المغرر بهم , والذين تم إعدادهم وتأهيلهم في مختبرات القضاء على المجتمعات والشعوب , وهذا ما يحصل في كافة البلدان المنكوبة , التي يسخرون أبناءها للنيل منها وتقويض وجودها الحضاري , وإذكاء الصراعات الخاسرة المهلكة في أرجائها.

 

وما جرى يُراد له أن يجري في بلاد الكنانة , والعمل بهذا الإتجاه على قدم وساق , والضغط يتنامى وأعمال الخراب والعدوان تتكرر , للنيل من الوطن والإنسان.

 

وأملنا ان يكون الإنسان المصري متسلحا بوعيه وقيمه وإرادته الوطنية , فيصون عزته ويهزم أعداءه , وينتصر لقيمه ومبادئه الحضارية الإنسانية السامية.

 

تحية للإنسان المصري العربي الصامد أمام هذه التحديات ,  التي تسعى للنيل من وحدة المجتمع , وتدمير معالمه ونسيجه الإجتماعي المتين. 

 

تحية لكل إنسان يرفض هذا السلوك المناهض لأبسط قيم ومبادئ ومعايير الدين الإسلامي الرحيم , الذي ما حصل في تأريخه المساس بكنيسة أو معبد لأهل الكتاب على مدى العصور والأزمان ,  فذلك مخالف لعهد الله ومواثيق رسوله وما جاء في كتابه. 

 

فالإسلام يحفظ دور العبادة ويصونها من أي مكروه , وتلك حقيقة لا يمكن للأشقياء الجهلة الأميين  , المُسخرين لأفعال السوء والبغضاء والكراهية والطائفية والفئوية النكراء , أن يغيّرونها أبدا.   

 

تحية عربية إسلامية لكاتدرائية الأقباط في العباسية , وإلى عوائل الضحايا الأبرياء , فقلوب العرب والمسلمين معكم , ودعوانا إلى الله القادر القدير أن يخرجنا من هذه الغمة , وأملنا أن تبقى الكاتدرائية صامدة ومعبرة عن رسالتها الإنسانية الأمينة الصادقة.

 

تحية من أعماق القلوب المُحبة النقية السمحاء , لإخوتنا من الديانات والأقليات الأخرى في مجتمعانا العربية , التي تتعرض لهجمات التمزيق والتفريق والشقاق , وفقا لمناهج ودعاوى ظلامية أمية سقيمة سوداء.

 

 فأين هؤلاء من موقف الخليفة عمر بن الخطاب , حينما طلب منه بطريك كنيسة القدس أن يصلي بها فقال:

 

"لن أصلي في الكنيسة كي لا يأتي من بعدي مَن يقول هنا صلى عمر ويهدم الكنيسة ويقيم مكانها مسجدا"

                                                                                   

فالله محبة , والله سلام , لا قتل وإجرام!!

 

أللهم إحفظ مصر من كيد الآثمين , وانصرها على أعداء العروبة والدين!!  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/15



كتابة تعليق لموضوع : تحية لكاتدرائية الأقباط في العباسية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net