صفحة الكاتب : محمد الكوفي

بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاده اضواء من السيرته الذاتية والفكرية لفقيد العلم
محمد الكوفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
والجهاد لشهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي {قدس - سره}، الذي نذر نفسه بصورة مطلقة للإسلام٬ وأفنى عمره الشريف في خدمة المسلمين٬ 
* * * * * * * * * * * *
بسـم الله الرحمـن الرحـيم
قال الله تبارك وتعالى : يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي} الفجر: 27-30} وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ {169} فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ {170} يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ {صدق الله العلي العظيم}{171} {ألعمران}،
* * * * * * « الحلقة الاولى » * * * * * *
 
نقدم أحر آيات التعازي والمواساة إلى الإمام الحجة ابن الحسن العسكري والأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين بمناسبة استشهاد شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي {قدس - سره}، وباقي الشهداء الابرار كما نتقدم بالتعازي إلى الأمة الإسلامية وإلى العلماء المجاهدين الأخيار والمراجع العظام وإلى شيعة أهل البيت {عليهم السلام}،
وأخواتي وأخواتي الأعزاء أعضاء موقع كتابات في الميزان المحترمه 
بالخصوص مدير ومسؤول إدارة الموقع المحترمون واعزي و أخواني كذألك في كافة المواقع الإسلامية والعلمانية الشريفة أبهذه المناسبة الأليمة وشكراً لكم جميعاً، 
* * * * * * * * * * * 
عن الإمام الصادق عن آبائه {عليهم السلام} قال: {{من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقا إلى الجنة، وانّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به، وانه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء،
* * * * * * « 1 » * * * * * * 
1} ــــ « مع حلول الأول من رجب ويوم الشهيد العراقي تختلط المشاعر وتزدحم الأحاسيس والتي اقل ما يقال عنها صادقة, وبعد مرور ثلاثة عشر سنة , وعام بعد عام يبقى ذكر شهيد المحراب الخالد السيد محمد باقر الحكيم { رحمه الله }طود شامخ وسفر خلود وعنوان تضحية وقائد مسيرة وقائد ثورة وصانع, أوصاف ليست بعيدة عنه لكنها لن تفي حقه فاللسان يعجز والكلمات تخجل والأقلام ترتعش وتتلعثم المعاني فالخطيب المفوه خضب بدمه والفقيه الملتزم والعالم الرباني قد فقد ليثهم الدين ثلمة لا يسدها غيره ولا يعوضها إلا هو.
نستذكر في مثل هذا اليوم ذكرى شهيد المحراب والذي يعد فعلا يوما للشهيد العراقي وهو من أمضى حياته كل حياته في سبيل قضية وحمل هم شعب جاهد وناضل وبذل كل غالي ونفيس لأجل دين وليحيى مذهب, حورب وعذب وسجن وهجر وضايقه الكثير, حاول إسقاطه المدعين وناوئه المتزلفين, وحسده انصاف العلماء, باركه العلماء وسانده الاوفياء وأحبه الفقراء, نعم أحبه الفقراء المحرومين المضطهدين, لم ينس احد لم يقصر يوما بحق احد, إلا بحق نفسه أعطى الجميع ولم يأخذ شيء إلا الذى على جسده الطاهر, ومرضاة الله التي كانت غايته .»{1}.
* * * * * * « 2» * * * * * * 
2} ــــ « اطلالة مختصر على السيرة الذاتية : السيد الحكيم { رحمه الله }: مؤسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والتي تعد من اهم المراكز الدينية والسياسية في العراق. 
ولد عام - 8 تموز 1939 م في النجف. اغتيل في 29 آب 2003 أثر تفجير النجف 2003 بعد خروجه من ضريح الأمام علي حيث كان يلقي خطبة صلاة الجمعة. وراح ضحية ذلك التفجير ما يقارب من 83 شخص.»{2}.
* * * * * * « 3 » * * * * * * 
3} ــــ « السيرة الذاتية: لشهيد العراق{ هو محمد باقر ابن السيد محسن الحكيم المرجع الديني الشيعي الكبير. { قدس سرهما}، 
وعائلة آل الحكيم من العوائل العلمية العربية المعروفة في العراق يرجع نسبها إلى الإمام الحسن المجتبى بن الامام علي \"عليهما السلام\".
ونشأ في بيت والده المرجع الاعلى للطائفة في زمانه وتلقى علومه العالية في النجف الاشرف على يد اساتذة اكفاء.
1}اخوته: أولاد المرجع السيد محسن الحكيم هم: المظلوم آية الله السيد يوسف الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد رضا الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد مهدي الحكيم، حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد كاظم الحكيم، الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم، الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الدين الحكيم، الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد حسين الحكيم، حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم
أمة في رجل: ليس من العدل والإنصاف بمكان ان ندعي ان ما سنكتبه عن الشهيد المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم { قدس - سره } سيكون وافيا ومحيطا بكل جوانب حياته ونشاطاته، وانما هي رؤوس اقلام، ومجرد إشارات فقط، لان الكتابة عنه { قدس - سره } أمر لا يخلو من صعوبة ومشقة، فالرجل قد امتد نشاطه لا كثر من نصف قرن، كانت سنينه معبأة ومثخنة بالأحداث والتطوارات، حيث امتازت هذه السنين بصعود الخط البياني لقوة المرجعية وتعاظم نشاطها، وما تبعه من متغيرات على كافة الاصعدة والمستويات، وكان { رحمه الله } مرافقا لهذا الصعود وداخلا في عمقه، حيث انه كان أحد العقول المهمة في الجهاز المرجعي للإمام الحكيم، واحد اهم مستشاري الامام الصدر ومنسقا فعالا بينه وبين الامام الخوئي واحد الداعمين بقوة لمرجعية الامام الخميني .»{3}.
* * * * * * « 4 » * * * * * * 
4} ــــ « شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم نجل الإمام الحكيم {قدس - سره}، 
{مقدمة}: ليس من العدل والإنصاف بمكان أن ندعي أن ما سنكتبه عن الشهيد المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم {قدس - سره} سيكون وافيا ومحيطا بكل جوانب حياته ونشاطاته٬ وإنما هي رؤوس أقلام ليس إلا٬ ومجرد إشارات فقط٬ لان الكتابة عنه {قدس - سره} أمر لا يخلو من صعوبة ومشقة٬ فالرجل قد امتد نشاطه الفكري الديني والثقافي لأكثر من نصف قرن٬ كانت سنينه معبأة ومثخنة بالأحداث والتطورات المهمة في العالم الاسلامي٬ حيث امتازت هذه السنين بصعود الخط البياني لقوة المرجعية وتعاظم نشاطها٬
وما تبعه من متغيرات على كافة الأصعدة والمستويات٬ وكان {قدس - سره} مرافقا لهذا الصعود وداخلا في عمقه٬ حيث انه كان أحد العقول المهمة في الجهاز المرجعي للإمام الحكيم {قدس سره}، وأحد أهم مستشاري الإمام السيد محمد باقر الصدر ومنسقا فعالا بينه وبين الإمام الخوئي واحد الداعمين بقوة لمرجعية الإمام الخميني. مركز آل الحكيم الوثائقي.»{4}.
* * * * * * « 5 » * * * * * * 
5} ــــ « إطلالته على الدنيا:
ولادته: ولد اية الله المجاهد السيد محمد باقر الحكيم في الخامس والعشرين من جمادى الأولى عام 1358 هـ – 1939م الموافق لعام 1939م\" في مدينة النجف الاشرف قرب مدينة الكوفة عاصمة امير المؤمنين علي بن ابي طالب {عليه السلام}، كان ذألك اليوم يوم فرح وسرور حيث أطلَّ على الدنيا شهيدنا المعظم المجاهد السيد محمد باقر الحكيم ليكون الولد الخامس{1} 
وعائلة آل الحكيم من العوائل العلمية العربية المعروفة في العراق يرجع نسبها الى الامام الحسن المجتبى بن الامام علي {عليهما السلام}،
وهناك رواية في \"20 جمادى الاولى 1358 هـ الموافق لعام 1939م\" المولود الابن البار لمرجع الطائفة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم{قدس}.
مركز المرجعية الدينية للشيعة الامامية، 
نشأته: فقد نشأ في بيت والده المرجع الاعلى للطائفة في زمانه في وسط اسرة علوية علمية عريقة في ظل والده {رض} حيث التُقى والعلم والجهاد الى جانب ما تعبق به النجف من سيرة الصالحين ومن الفيض الروحي وما لمجالس العلم والادب في النوادي النجفية من تأثير كبير على سقل المواهب وتنمية القدرات.»{5}.
* * * * * * « 6 » * * * * * * 
6} ــــ «بين أحضان الحنان والعلم\" في أحضان الأب يتلقى الطفل والفتى الحب والحنان، 
والتوجيه نحو التحصيل وطلب العلم، فتشربّت نفسه الزكية بمعاني الفضيلة والرجولة {فقد كان الوالد ـ الإمام الحكيم ـ يغرس في نفسه ـ شهيد المحراب ـ واخوته روح التقوى الحقيقية من خلال التأكيد على عناصر الصدق والأمانة والورع عن محارم الله وتحمل المسؤولية تجاه الأمة وقضاياها المصيرية، وتجاه الحوزة العلمية وقضايا الناس وحاجاتهم، حيث كان يؤكد على نقاط رئيسية:
1ـ الإخلاص لله تعالى في العمل وتوخي الحذر منه.
2ـ المصلحة الإسلامية وما يهدي إليه العقل والحكمة، فكان يقول: إذا عرضت عليك قضية ورأى عقلك فيها المصلحة والفائدة فاعرضها على دينك فإذا رضي بها فافعلها، وإلا فاتركها.
3ـ رضا الناس وموقفهم من العمل ومراعاة مشاعرهم وعواطفهم
4ـ التأكيد على طلب العلوم الدينية والقيام بالوظائف الشرعية في مجال التدريس والتعليم والتبليغ الإسلامي.
5ـ بناء المكونات الأساسية للشخصية التي كان يراها في حرية التفكير والاستقلال في الإرادة والتوكل على الله والاعتماد على النفس والاستعداد للتضحية والفداء في أداء الواجب او خدمة الناس والمسلمين }}{1}،
في ظل هذه الأجواء المتشبعة بالروح الإيمانية والثقة العالية بالنفس نشأ شهيد المحراب {قدس - سره}.»{.»{6}. 
* * * * * * « 7 » * * * * * * 
7} ــــ «« 1»« المسيرة العلمية: كتاتيب النجف الأشرف كانت مدرسة الأجيال التي يتلقى فيها الفتيان علومهم الأولية والبسيطة وسيدنا الشهيد سار على نهج أبناء مدينته فتلقى القراءة والكتابة فيها، ثم دخل مرحلة الدراسة الابتدائية في مدرسة منتدى النشر وأنهى الصف الرابع وتركها متوجها نحو الدراسات الحوزوية في سن الثانية عشر من عمره فكان أول أساتذته آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، حيث درس عنده بعض المقدمات. كما درس على مستوى السطح العالي عند آية الله السيد محمد حسين ابن السيد سعيد الحكيم {قدس - سره} ، وآية الله السيد يوسف الحكيم {قدس - سره} ، والشهيد الصدر {قدس سره}. ثم حضر درس {خارج الفقه والأصول} لدى كبار العلماء والمجتهدين أمثال آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي {قدس سره} وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر {قدس - سره} ، حيث حضر عنده في بداية تدريسه لبحث الخارج، واستمر بالحضور لدى هذين العلمين الكبيرين فترة طويلة، وقد عرف {قدس- سره} منذ سن مبكرة بنبوغه العلمي وقدرته الذهنية والفكرية العالية، مما جعل كبار العلماء والأوساط العلمية تفيض عليه ألواناً من الاحترام والاهتمام، ونال في أوائل شبابه عام 1384هـ شهادة اجتهاد في علوم الفقه وأصوله وعلوم القرآن من المرجع آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين. ولسماحته تقريرات للدروس التي تلقاها على مستوى المقدمات والسطوح وبحث الخارج تركها في النجف بسبب الهجرة من العراق فاستولى عليها أوغاد صدام ضمن مصادرتهم لممتلكاته، ومنها مكتبته وكتاباته.»{7}. 
* * * * * * « 8 » * * * * * * 
8} ــــ « « 2 »« دراسته: تلقى السيد الشهيد تعليمه الاولي عند الكتاتيب ثم دخل مدرسة منتدى النشر الابتدائية حتى الصف الرابع، تركها ليلتحق بالدراسة الحوزوية {المقدمات} وهو في سن 12، فدرس العربية والمنطق والفقه والأصول عند المرجع المعاصر السيد محمد سعيد الحكيم، 
وفي سنة 1375 هـ دخل مرحلة السطوح العالية، فدرس عند أخيه الاكبر آية الله السيد يوسف الحكيم، وآية الله السيد محمد حسين الحكيم، وآية الله العظمى الشهيد محمد باقر الصدر \"قدس الله ارواحهم\".
وبعد مرحلة السطوح حضر البحث الخارج عند آية الله العظمى السيد ابو القاسم الخوئي \"قدس سره\" وآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر \"قدس سره\" ، ونال سنة 1964م درجة الاجتهاد في الفقه واصوله وعلوم القرآن من آية الله العظمى الشيخ مرتضى آل ياسين \"رض\".
نشاطه العلمي:-
مارس التدريس في الحوزة العلمية في مرحلة السطوح العالية، فكان درسه في كفاية الاصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف محط طلاب العلم والمعرفة، كما مارس التدريس منذ عام 1964م في كلية اصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن، وفي جامعة الامام الصادق \"ع\" لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران وفي جامعة المذاهب الاسلامية لعلم الاصول.
كما اشترك مع آية الله الشهيد الصدر \"رض\" في مراجعة كتابيه (فلسفتنا، واقتصادنا) وقد اشار الامام الشهيد الصدر \"رض\" الى هذا الموضوع في مقدمة كتاب اقتصادنا فوصفه بـ \"العضد المفدى\".
وحضر عند اية الله السيد محمد حسين الحكيم وعند اخيه الاكبر اية الله السيد يوسف الحكيم ثم انقطع للدراسة عند المرجع الامام الشهيد الصدر منذ سنة 1956 م ولم ينفك عنه، حضر بحث الخارج على يد كبار المراجع امثال الامام السيد الخوئي والمفكر الشهيد الصدر، وقد عرف شهيدنا منذ سن مبكر بنبوغه العلمي وقدراته الذهنية والفكرية اذ نال درجة الاجتهاد من المرجع الشيخ مرتضى آل ياسين عام 1384هـ، وبعد ان نال مرتبة عالية في العلوم النقلية والعقلية المختلفة كانت له حلقة للدرس عرف خلالها بقوة الدليل وعمق الاستدلال ودقة البحث، وفي هذا السياق كان{رض} قد استوفى قسطا وافرا من الافكار الجديدة منحته قدرة التواصل مع التطورات الحديثة أهّلته {وهو في العشرين عاما} ان يساهم في مراجعة كتاب {فلسفتنا} لعملاق الفكر المعاصر الشهيد الصدر، وبعد اشتهار صيت السيد الحكيم انتخب للتدريس في كلية اصول الدين ببغداد من 1964 الى 1975 وعرف عنه مشروعه الثقافي والاجتماعي والسياسي المتسم بالوسطية النابع من فكر اهل البيت {ع}. ساهم{رض} في تاسيس {مدرسة العلوم الاسلامية} التي جمعت العلوم الدينية والمعارف الحديثة، فرفدت العراق بالطلبة الواعين لممارسة التبليغ والتوعية ونشر المفاهيم الصحيحة.»{8}.
* * * * * * « 9 » * * * * * * 
9} ــــ « «3 »«العطاء الفكري: حرص شهيد المحراب على تزكية علمه منذ شبابه وكان جل طموحه نشر ثقافة أهل بيت النبوة {عليهم السلام} وتغذية الأمة بعطائهم الفكري {{زكاة العلم أن تعلمه عباد الله}}{1}؛ ولذا تميز عن كثير من أقرانه بحركته الدؤوبة في المجال الثقافي والتبليغي مما حدى باللجنة المشرفة على مجلة الأضواء{2} إلى استدعائه ليكون أحد المشرفين على المجلة. وكان لانفتاحه الفكري على المنهج العلمي الأكاديمي، وقناعته بضرورة التواصل الفكري الاكاديمي بين الجامعة والحوزة العلمية{3}، واعتقاده الراسخ في ان كتاب الله هو اهم دعامات تقوم عليها تربية الجماعة الصالحة{1} سبباً في انتخابه للتدريس في كلية أصول الدين التي كانت ضمن المشروع الثقافي والاجتماعي العام لمرجعية الإمام الحكيم {قدس - سره} ومؤسساتها، والتي كان لشهيدنا الغالي جهود في التخطيط والاسناد والمتابعة لها، فأنتدب أستاذا لقسم علوم القرآن الكريم والشريعة والفقه المقارن للاستفادة من ثقافته وعلومه، وقد سجل نجاحا باهراً رغم حداثة سنه، حيث لا يزيد عمره آنذاك على الخمسة وعشرين عاما، ونظراً لقناعته المتأصلة في قيمومة المرجعية الدينية على هكذا مشاريع؛ باعتبارها صاحبة الولاية الشرعية وافق على الانضمام الى اجتماعات الهيئة التدريسية والإشراف على مجلة {رسالة الإسلام} {4} ورغم صعوبة السفر والتنقّل حينذاك بين بيته في النجف الاشرف وكلية أصول الدين في بغداد الا انه ظل مواظباً على سفره الأسبوعي وتحمله مشاق السفر وإدارة الكلية خصوصا بعد غياب العلامة السيد مرتضى العسكري عن عمادة الكلية بسبب مطاردة البعثيين له بعد وصولهم إلى كرسي الحكم سنة 1968. غير ان حزب البعث الطائفي قرر منذ تسلمه السلطة ضرب البنية التحتية لثقافة أهل البيت {عليهم السلام} والإجهاز على كل مراكزهم الثقافية، فكلية أصول الدين كانت واحدة من الأهداف التي استهدفها الفكر الطائفي للبعثيين، فتم مصادرتها من قبل نظام حكم حزب البعث عام 1975م 1395هـ وإغلاقها وبذلك حرموا المثقف الشيعي من الاستفادة من علوم أهل البيت على يد أكابر الأساتذة، وقد ترك هذا السلوك البعثي أثراً سلبياً في نفس الشهيد فهو يرى بأم عينيه تدمير مواقع الانتماء الأصيلة للمسلم واحداً تلو الآخر مما جعل أهداف العصابة البعثية تتضح في ذهنه يوما بعد آخر. لم تستطع كلية أصول الدين احتلال كل اهتمام شهيدنا، ولم تكن هي الإشراقة الوحيدة التي كان {قدس - سره} يرى الآخرة من خلالها ـ رغم إن دخوله الحرم الجامعي بزيه العلمائي، وانه نجل المرجع الديني كان يمثل خطوة كبيرة باتجاه العمل التبليغي للحوزة العلمية ونقلة ومنعطفا مهما في العقلية الأكاديمية آنذاك{5} ـ وإنما كان ذهنه مملوءاً بالأفكار ونفسه الزكية مزدانة بالطموحات، والهموم الحوزوية ألقت بظلالها على صفحة طموحاته فأقتطع جزءاً من وقته الشريف لتدريس المناهج الحوزوية على مستوى السطوح العالية إيمانا منه بضرورة رفد الحوزة العلمية بكوادر تمتاز بالعمق والدقة لتصون الجماعة الصالحة من وباء الأفكار المستوردة، فأعطى كل ما عنده من عمق في الاستدلال ودقة في البحث والنظر حيث عُرف بقوة الدليل وتماسك الحجة ورصانة التفكير أعطى كل هذه الخصائص التي انعم الله بها عليه إلى تلامذته وطلابه كشقيقه الشهيد آية الله السيد عبد الصاحب الحكيم {قدس - سره} الذي درس عنده الجزء الأول من الكفاية، وحجة الإسلام والمسلمين السيد محمد باقر المهري، الذي درس عنده الجزء الثاني من الكفاية وحجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي، والعلامة الشهيد السيد عباس الموسوي الأمين العام السابق لحزب الله ـ لبنان ـ، والعلاّمة الشيخ أسد الله الحرشي، والفاضل الشيخ عدنان زلغوط، والسيد حسن النوري، والشيخ حسن شحاده، والشيخ هاني الثامر، وغير هؤلاء كثيرون اللذين استفادوا من سماحته {قدس - سره}، في مجال علوم الفقه وأصوله في حلقة درسه المتواضعة بمسجد الهندي{1}. وفي إيران بدأ سماحته تدريس كتاب القضاء والجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحكم الإسلامي على مستوى البحث الخارج.»{9}.
* * * * * * « 10 » * * * * * * 
10} ــــ « تأسيس الحركة الاسلامية: كان للشهيد قصب السبق في تأسيس الحركة الاسلامية ورعايتها الى جانب المرجع الامام الصدر والعلامة السيد مهدي الحكيم والعلامة السيد مرتضى العسكري، حيث اتخذ قرار التأسيس سنة 1958 على شكل تنظيم عرف باسم {حزب الدعوة}
وقد استمر مشاركا في مرحلة التأسيس لمدة سنتين قام خلالها بدور فكري وثقافي إلا ان ظروفا موضوعية أملت عليه وعلى الشهيدين الامام الصدر والعلامة السيد مهدي ان يتركوا العمل داخل الاطار الحزبي عام 1960 ليتفرغ للعمل الجماهيري تحت توجيه المرجعية، وظل متمسكا بهذا المبدأ، كما كان له دور في جماعة العلماء وكان عضوا في الاشراف على مجلة {الاضواء} الاسلامية التي ساهمت في اذكاء الوعي الاسلامي ،وكان يتصدى لا لقاء كلمة المرجعية في الاحتفالات والندوات التي تقام في مختلف مدن العراق والتي طالما اماطت اللثام عن مخططات الطغاة لسحق مصالح البلاد واضطهاد غالبية الشعب وفي اثارة الفتن الطائفية والنعرات القومية، ساهم في المؤتمرات الاسلامية خارج العراق وكان له دور بارز فيها،،اما انتفاضة صفر فقد شارك فيها باعتباره مندوب المرجعية للثوار مما تسبب في اعتقاله وتعذيبه والحكم عليه بالإعدام. وكان عضدا للشهيد الصدر ولم يفارقه حتى اعتقاله، يتصل به ويوصل اليه التطورات واخر المستجدات وقد عينه الامام الصدر كأحد اعضاء القيادة النائبة عنه في حال رحيله، وقد سجن عدة مرات وعذب عذابا قاسيا.»{10}.
* * * * * * « 11 » * * * * * * 
11} ــــ « هجرته: هاجر من العراق بعد استشهاد آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر \"رض\" في اوائل شهر نيسان عام 1980م، وذلك في تموز من السنة نفسها.
بدأة حركته الجهادية في الخارج: وبعد ان نفذت عصابات الاجرام البعثي جريمتهم الكبرى بقتل المفكر الامام الصدر{قدس - سره} 
في نيسان/ 1980 اتخذ السيد الحكيم قرار الهجرة من العراق لقيادة الجهاد ضد العفالقة السفاكين، 
فكان سعيه الاول توحيد صفوف المعارضة لا جل الخروج بخطاب موحد الى العالم لبيان منظومة جرائم القتلة المجرمين الجاثمين على صدر الشعب العراقي الابي، اؤلئك تالذين اذاقوه الذل والحرمان والتشريد والابادة الجماعية وادخلوه في حروب خاسرة نيابة عن الاخرين،،فدمروا العراق وهدروا قدراته وزعزعوا الامن في المنطقة، فأسس سماحته مع باقي الفصائل العراقية {مكتب شؤن العراق} و{حركة جماعة العلماء المجاهدين} التي اضطلعت بأدوار في مسيرة الكفاح، واخيرا بلور سماحته مع قادة الحركات الاسلامية والمستقلين الخيرين مشروع {المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق}اعتدال في المواقف والسلوك، رابعا: يؤمن بالعمل المؤسساتي ويدعمه وقد أسس الكثير منها لخدمة القضية العراقية {مؤسسات اجتماعية وصحية وثقافية واعلامية وتبليغيه} كما اهتم بشكل خاص بأحداث مؤسسة لحقوق الانسان تقوم بجمع الوثائق وتتولى عرض مآسي الشعب العراقي في المحافل الدولية فكانت {منظمة الدفاع عن حقوق الانسان في العراق}.»{11}. 
* * * * * * « 12 » * * * * * * 
12} ــــ « كان ملتزما بشكل كبير بتفقد احوال العراقيين سواء في المخيمات داخل ايران او خارجها وخصوصا في السعودية، ويهتم بشأنهم ويسعى لتخفيف معاناتهم وبذل جهودا كثيرة في رفع معاناة الاسرى العراقيين وتلبية طلباتهم. كما ساهم في مؤتمرات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية كان له الدور الفاعل فيها رغم انشغاله بالاعباء السياسية حيث كان رئيسا للمجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، ورئاسة الهيئة العامة لمجمع اهل البيت العالمي، ومارس تدريس البحث الخارج على مستوى الاجتهاد في ايران.. وقد اثرى المكتبة الاسلامية بكثرة نتاجه الفكري الموسوعي وبحوثه التفسيرية الجديدة ونظرياته الفقهية الحديثة ومناهج الاخلاق والفلسفة والتاريخ وسيرة اهل البيت والجماعة الصالحة، وكذا في المرتكزات العقائدية والتحليل السياسي والنظرية السياسية لنظام الحكم في الاسلام والوحدة الاسلامية وكثير من المؤلفات العصرية القيمة ذات الافق الواسع والنظرة الموضوعية والطرح الجديد حيث تبلغ مؤلفاته اكثر من مائة مؤلف غير محاضراته وندواته وردوده ومجالسه الحسينية الاسبوعية التسجيلية الصوتية والمرئية.»{12}.
* * * * * * « 13 » * * * * * * 
13} ــــ « سلك{ قدس - سره} جهاده الشاق والطويل فضحى بكل نفيس وشق امواج المؤامرات وظلمة الفتن وتعرض مرات عديدة للاغتيال من قبل المخابرات الصدامية، ورغم كل الصعوبات فقد رفع صوت العراق المستباح عاليا في المحافل الدولية وفرض وجود المعارضة العراقية على الواقع الاقليمي والدولي حتى اصبح لها قرارا نافذا من خلال ذلك الجهاد والفكر الثاقب ورؤيته المتوازنة وتجاربه الناجحه، وكان يرى ويؤسس من خلال مشروعه السياسي والعسكري الذي طرحه في دمشق ان يكون تغيير النظام منبثقا من الشعب العراقي نفسه فقط ،ويعارض بشدة ان يكون عن اي طريق اخر.»{13}. 
* * * * * * « 14 » * * * * * * 
14} ــــ « نشاطه العلمي: مارس التدريس في الحوزة العلمية في السطوح العالية، فدرس كفاية الأصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف، كما مارس التدريس منذ عام 1964 م في كلية أصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن، وفي جامعة الامام الصادق لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الأصول.
كما اشترك مع محمد باقر الصدر في مراجعة كتابيه {فلسفتنا، واقتصادنا} وقد وصفه الإمام الصدر في مقدمة كتاب اقتصادنا بـ \"العضد المفدى\".
في إيران وبالرغم من انشغالاته بالتحرك السياسي المعارض لنظام صدام حسين، فانه أولى الدراسة الحوزوية اهتماماً يتناسب مع حجم انشغالاته السياسية، فدرس على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه، كما ساهم وبصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي تقام في إيران، وتناولت بحوثه: التفسير، والفقه، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، والفكر الإسلامي.
حتى عودته إلى العراق، كان يرأس المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضو هيئة أمناء جماعة المذاهب الإسلامية، كما كان يحتل موقع نائب رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي لاهل البيت \"ع\" وعضو ومؤسس لجامعة أهل البيت \"ع\"، وصدرت له كتب في مجالات مختلفة على الصعيد العلمي والسياسي وعدد كبير من الأبحاث والكراسات، واهم كتبه المطبوعة:
دور اهل البيت \"ع\" في بناء الجماعة الصالحة \"جزءان\".
تفسير سورة الحمد.
القصص القرآني.
علوم القرآن.
الهدف من نزول القرآن.
الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق.
الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين.
المستشرقون وشبهاتهم حول القرآن وقد طبع في العراق في أوائل السبعينات.
ثورة الامام الحسين \"ع\".
المرجعية الصالحة.
المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.
الإمامة في النظرية الإسلامية.
حوارات 1 و 2.
تفسير عدد من سور القرآن المجيد، وغيره من الأبحاث العلمية المتنوعة.»{14}.
* * * * * * « 15 » * * * * * * 
15} ــــ « نشاطه السياسي: ابدى السيد محمد باقر الحكيم اهتماماً مبكراً بأحوال المسلمين وأوضاعهم، ولذلك فكان من أوائل المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق حيث انتشرت المكتبات التي اسسها السيد الامام الحكيم {قدس - سره}،في كافة مدن العراق ومن ضمنها مسجد الكوفة المعظم. 
كما وكرَّسَ جهده ووقته في مرجعية والده الإمام الحكيم فكان يقوم بالنشاطات الاجتماعية ويزور المدن ويلتقي بالجماهير ويمارس دوره في التبليغ والتوعية، وتحمل مسؤولية البعثة الدينية لوالده الإمام الحكيم إلى الحج ولمدة تسع سنوات حيث كان قد اسس هذه البعثة لأول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
مثّلَ والده الإمام الأكبر الفقيه المرجع السيد محسن الحكيم في عدد من النشاطات الدينية والرسمية، فقد حضر كممثل عن والده في المؤتمر الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة سنة 1965 م، وكذلك في المؤتمر الإسلامي المنعقد بعمّان بعد نكسة حزيران 1967 م.
وأثناء تصاعد المواجهة بين الإمام الحكيم وبين النظام الحاكم آنذاك في بغداد وخلو الساحة من أغلب المتصدين بسبب السجن والمطاردة لازم السيد الحكيم والده الإمام الحكيم وادار اعماله، حتى انتقل المرجع الأعلى إلى جوار ربّه الكريم في 27 ربيع الآخر سنة 1390 هـ.»{15}. 
* * * * * * « 16 » * * * * * * 
16} ــــ « هجرته: هاجر من العراق بعد وفاة آية الله السيد محمد باقر الصدر{قدس - سره}،
نشاطه في خارج العراق : في أوائل شهر نيسان عام 1980 م، وذلك في تموز من السنة نفسها. قبل أشهر من اندلاع الحرب العراقية الإيرانية. وفي ايران وبالرغم من انشغالاته بالتحرك السياسي، فانه اولى الدراسة الحوزوية اهتماماً يتناسب مع حجم انشغالاته الجهادية، فدرس على مستوى البحث الخارج باب القضاء والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وولاية الفقيه، ، وتناولت بحوثه: التفسير، والفقه، والتاريخ، والاقتصاد، والسياسة، والاجتماع، والفكر الإسلامي. كما ساهم وبصورة مستمرة في المؤتمرات الفكرية والندوات واللقاءات العلمية والثقافية التي تقام في مدن الجمهورية الاسلامية الايرانية اذكر بعض المدن طهران وأصفهان حيث مكتب الوعظ والارشاد التابع للسيد محمد باقر الصدر{قدس - سره}،
وكان أيضا يتفقد الاخوة العراقيين الغيارى في كلا من يزد الاهوار والاهواز جنوب ايران وكرمانشاه قرب الحدود العراقية ومدن مختلفة اخراي
منذ أول هجرته من العراق سعى سماحته لتصعيد العمل الجهادي الشامل ضد نظام الطاغية صدام وقد قام بخطوات كبيرة في هذا المجال، 
اسفرت عن زعامة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق بعدما كان قد اسس من قبل الإمام الخميني والذي انيط زعامته للسيد محمود الهاشمي. الا بعد قدوم السيد محمد باقر الحكيم وتكريما لآل الحكيم عزي زعامة المجلس الأعلى للسيد محمد باقر الحكيم. انتخب رئيساً للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق منذ عام 1986 إلى اغتياله.
كما اهتم بإنشاء المؤسسات ذات الطابع الخيري، فأسس \"مؤسسة الشهيد الصدر\" والمؤسسات الصحية، ثم المركز الوثائقي لحقوق الإنسان في العراق، ومنظمات حقوق الإنسان في العراق المنتشرة في ارجاء العالم. على الصعيد الإنساني أيضاً شجّع انصاره على تأسيس لجان الاغاثة الإنسانية للشيعة المتضررين من نظام الحكم، 
والتي قدمت خدمات جليلة للعوائل المستضعفة وعوائل القتلى والمعتقلين، حيث تقدم هذه المؤسسات سنوياً المبالغ الطائلة رعاية لهم. على الصعيد الثقافي اسس مؤسسة دار الحكمة التي تقوم بتخريج طلبة العلوم الدينية للمذهب الشيعي واصدار الكتب والكراسات الثقافية والدورات التأهيلية، وكذلك اسس مركز دراسات تاريخ العراق الحديث، وهي كلها مؤسسات يقوم سماحته بالإشراف عليها وتوجيهها والانفاق عليها من اجل خدمة قضايا المسلمين الشيعة في العراق.
قالوا عنه: كان السيد محمد باقر الحكيم قد درس مبكرا عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي لقبه العضد المفدى.»{16}.
* * * * * * « 17 » * * * * * * 
17} ــــ « شهيد المحراب والقرآن: روي عن النبي {صلى الله عليه وآله وسلم} انه قال: {{إذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع، وشاهد مصدق، من جعله أمامه قاده الى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه الى النار وهو اوضح دليل الى خير سبيل، من قال به صدق ووفق، ومن حكم به عدل، ومن أخذ به اجر}}{1}.»{17}.
* * * * * * « 18 » * * * * * * 
18 } ــــ « لقد ارتبط {شهيد المحراب} بالقران الكريم ارتباطاً وثيقاً، واهتم به اهتماماً كبيراً، فالقران من وجهة نظره هو الركيزة الأساسية في حفظ الجماعة الصالحة حيث يقول: {{لقد اهتم أهل البيت {عليهم السلام} اهتماما خاصا ومتميزا بجانب الفكر والعقيدة، لأنه يعتبر الأساس الذي يمكن أن تقوم عليه بناء أي جماعة بشرية. وبمقدار ما يكون هذا الجانب قويا وواضحا ومنسجما وشموليا، تكون الجماعة قوية وقادرة على مواجهة المصاعب والمشكلات والظروف المختلفة التي تفرزها حركة التاريخ.
ومن خلال هذه الرؤية لدور الجانب العقائدي والفكري نجد أن القران الكريم يهتم به اكبر اهتمام، ويعالج ـ في المجتمع الجاهلي ـ القضية العقائدية والفكرية قبل كل شيء. ويرسخ في المجتمع {الجماعة الصالحة} هذه القضية
 
}}{2}، فليس غريباً بعد هذا أن نراه {قدس سره} عكف على دراسته وتدريسه وهو في احلك الظروف واشدها قسوة عليه، ففي إيران وفي ظل ظروف حياتية لا يحسد عليها انكب على تدريس علوم القران وتفسيره، مضافا إلى محاضراته القرآنية الكثيرة في الوسط الإيماني والتي ركز فيها مفاهيم القران.»{18}.
* * * * * * « 19 » * * * * * * 
19} ــــ « الذوبان في العترة: قال رسول الله {صلى الله عليه وآله وسلم}: {{إني أوشك أن ادعى فأجيب، فإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل وعترتي. كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا بماذا تخلفوني}}{1}.»{19}.
* * * * * * « 20 » * * * * * * 
20} ــــ « يتلمس الدارس والمتتبع لمنهج {شهيد المحراب} انه {قدس سره} يقطر ولاءً لأئمة أهل البيت {عليهم السلام} اعتقاداً منه اعتقاداً جازماً انهم الحق الذي لا يشوبه أي شك، وسفن النجاة التي أمر الله تعالى بركوبها، وان الإسلام دين لم يكتمل في رؤاه ونظرياته ان لم نتمسك بالعِدل الآخر، فهو{قدس سره} يقول: {{ان أطروحة أهل البيت {عليهم السلام} من أهم الاطروحات الإسلامية ذات الأبعاد المتعددة، العقائدية والفكرية والثقافية والتاريخية والاجتماعية. فهم امتداد للنبوة في خط الإمامة، وولاة الأمر اللذين أوجب الله طاعتهم وولايتهم ومودتهم.»{20}.
* * * * * * « 21 » * * * * * * 
21} ــــ « كما انهم عِدل القران الكريم الذي هو الثقل الأكبر، وأهل البيت {عليهم السلام} هم الثقل الآخر الذي لن يفترق عن القران، بل هم علماء القران أيضا يفسرونه ويوضحونه ويبينونه ويكشفون غرائبه ويستخرجون كنوزه.»{21}.
* * * * * * « 22» * * * * * * 
22} ــــ « وفي الوقت نفسه هم حملة السنة النبوية في تفاصيلها ومصاديقها، ويعرفون ما تؤول إليه الآيات والأحاديث في حاضرها ومستقبلها.»{22}.
* * * * * * « 23 » * * * * * * 
23} ــــ « فوجد {رحمه الله} في سيرتهم وسلوكهم وأحاديثهم العلمية والتعليمية ثقافة غزيرة بكل أبعادها وان صورة الإسلام بما هو الدين الخاتم للشرائع السماوية، مشروع متكامل يعالج مشاكل الحياة وظروفها من جميع زواياها إنما تتكامل من خلال القرآن الكريم والعترة الطاهرة، ، فاستهوته الموسوعات التاريخية والحديثية منذ نعومة أظفاره، واصبح الحديث عن سيرة أهل البيت {عليهم السلام} ملازما له في وصاياه ونداءاته ونصائحة وإرشاداته، ومن اجل تأصيل هذه الثقافة والمفاهيم السامية في نفوس اتباع اهل البيت {عليهم السلام} كان له دور ريادي في تنضيج فكرة اقامة مهرجانات واحتفالات بالمناسبات الدينية في مختلف المدن العراقية، ولتكون في ذات الوقت تظاهرة تعبّر عن مواقف المرجعية تجاه قضايا الساعة التي تجري في العراق، فكانت تقام في النجف الاشرف بميلاد الإمام الحسين {عليه السلام} في الثالث من شعبان كل عام، وميلاد الإمام علي {عليه السلام} في كربلاء في الثالث عشر من رجب كل عام، ومولد الرسول الأعظم{صلى الله عليه وآله وسلم} في الثاني عشر من ربيع الأول كل عام في بغداد، وميلاد الإمام الحجة القائم المنتظر الذي يقام في البصرة في الخامس عشر من شعبان كل عام.. فهو يرى انهم {عليهم السلام} خير قدوة يمكن للبشر الاقتداء بهم، وثقافتهم خير دروع يتحصن بها اتباع محمد {صلى الله عليه وآله وسلم}.»{23}. 
هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية ومن مكاتب مواقع الانترنت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
1}ــــ « « (مركز آل الحكيم الوثائقي / شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر نجل الإمام الحكيم (قدس سره ۲۰۱٦/٤/۳،»{1}.
2}ــــ « العدل.» {2}.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فأنها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}}
وَربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا،
ِabo_jasim_alkufi@hotmail.com
محمد الكوفي/ أبو جاسم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الكوفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/10



كتابة تعليق لموضوع : بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاده اضواء من السيرته الذاتية والفكرية لفقيد العلم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net