صفحة الكاتب : واثق الجابري

الحرب ليست وسيلة بقاء
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم يفهم كثير من العرب والمسلمين؛ أن ظهور حركات التطرف والإرهاب؛ كانت لأستهدافهم بدرجة أساس، وما تلك التفجيرات في عواصم العالم؛ إلاّ لتغطية جرائم كُبرى؛ لم تكلف واحد من مليون مما يدفعون يومياً؛ من خسائر بشرية ومادية وإنشقاقات طائفية.

لم يسأل العرب أنفسهم لماذا إستنفذ التطرف كل جهوده للتمركز في العراق وسوريا، وإنطلق بتسمية دولته الإرهابية ضمن إطارهما، وهل سبب التنوع الطائفي؛ إرضية مناسبة لتحقيق مشروع أكبر؟!

لابد لنا السؤال عن سر إختفاء القاعدة بعد ظهور داعش، وهل هما مختلفان فعلاً؛ فلماذا لا يتقاتلان، وإذا تتبعنا تاريخ أي داعشي؛ ستجده من سلالة الوهابية ثم القاعدة فداعش، وبذلك نجزم: أن داعش حلقة من سلسلة التصعيد الطائفي، وهنالك رعاة حرب نيابة، ودول تنتظر إقتتال المسلمين، وحصائد نتائج الإبادة الجماعية؟!

فشلت القاعدة في إشعال حرب طائفية عام 2006م في العراق، وداعش هي الأخرى لم ينجح مشروعها، وسنتنهي بأشهر لا تتجاوز عدد الأصابع في العراق، ويعودون الى أرض من صنعهم مهزومين خائبين؛ يبحثون عن تعويض الإنكسار، والإطاحة بالدولة المربية الراعية، وقد أعلنتها داعش؛ ان هدفها القادم الرياض، وأرضيتهم مناسبة ومهئية إجتماعياً لقبول الفكر الداعشي؟!

لاشك أن السعودية تدرك خطورة حديث داعش، وخطأ إقدامها على خوض غمار حرب اليمن، التي لم تأت بنتائج بعد عام، وما تبعات إثارها على الإقتصاد وتقلبات أسعار النفط؛ بإعتبارها تصدر 11 مليون برميل يومياً، وهي الخاسر الأكبر، مع وجود خلافات عائلية سلطوية، بدأت شرارتها منذ تولي الملك سلمان، وإقصاءه لسابقة عبدالله، والإتهامات بدعم القاعدة، وإلتفات العالم الى أن نظريات الوهابية منها الإرهاب، والأصابع تشير بوضوح للدعم السعودي فكرياً ومادياً.

يقول السفير الأمريكي السابق إلى المملكة روبرت جوردان أن الإعدام ربما كان محاولة لدعم حكم الملك سلمان، وبعض الخصوم "أرسلوا إلى الموت"، ويضيف في مقابلة له على بلومبرغ: "الملك عبدالله كان يتردد في الضغط على الزناد أما الملك سلمان يعرض نفسه الآن كقائد قوي، ويعتقد المراقبون أن أعدام 47 شخص بما فيهم الشيخ النمر؛ كانت رسالة داخلية؛ للتغطية على ما ذكرنا من إنحدار السياسة السعودية، وهذه وسيلة لتوحيد الشعب خلف الحكومة؛ بتوتر علاقتها مع أيران، وتناول الأحداث على أسس طائفية، وعقدت المشهد؛ حيث يشترك البلدان في ملفات اليمن وسوريا.

تواجه السعودية إنهيارها بخيار أخطر وهو الحرب وتأزيم المنطقة، وربما وجهت لهم نصائح سرية؛ بأن الحفاظ على قصر الملك بإدامة النزاعات.

في تصريح للأمين العام للجامعة العربية؛ خلال إستعراضه أحداث 2015م قال: أن المستفيد الأكبر من النزاعات الأقليمية هي إسرائيل؛ مستغلة ضعف مصر والعراق، ومن مصلحة أمريكا واسرائيل؛ سكب الزيت على النار؛ وبالنتيجة يُعاد تقسيم القوى والنفوذ في المنطقة، والسعودية حطب لحرب تعتقدها وسيلة للبقاء؟! وليسأل السعوديون والعرب: ماذا ترك داعش خلفه وسيرون؛ أن جثث الإرهابين تأكلها الكلاب، ولو كانت حربهم ذا فائدة او لديهم مشروع؛ لما نزح ملايين العراقيين والسوريين، ويسألوا العراقيين بكل طوائفهم؛ لماذا يقاتلون صفاً واحداً؛ بعدما ذاقوا مرارة الإرهاب وبشاعة جرائمة، وليسمعوا دبلوماسية تبنت الوسطية الأقليمية، وفي كل حرب لا أحد رابح من طرفيها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/01/07



كتابة تعليق لموضوع : الحرب ليست وسيلة بقاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net