صفحة الكاتب : محمد علي مزهر شعبان

أمر دبر في ليل .. أشتعل ابو لهب
محمد علي مزهر شعبان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اتحفنا رجل قانون من الطراز الاول ، بأن من تظاهر من موظفي السكك الحديد ، يجب ان يعاقبوا وفق المادة الفلانية على ضوء الفقرة العلانية . ربما يحسبها القانوني ان هؤلاء خرجوا دون طلب استئذان ، او انهم شكلوا ايذاءا لعامة الناس . لا بأس بهذه التخريجة الفقهية القانونية ، ولكن هل سئلت ايها المفكر القانوني المستنير علام خرج هؤلاء ؟ هل توقفت ولو لبرهة واحده وتسائلت اين تكمن العلة ، ما الدافع القوي الذي تصاعدت وتيرة االانفعال الى سحب قاطرات لقطع الشوارع ؟ انه الجوع والحاجة القاهرة ، ونفاذ وسيلة المطالبة ، واستحماق واستحمار الوزير لمطالب سائليه ، والفوقية في السلوك لمن انقطعت فيهم سبل المناشدة . فلات حين مناص من الخروج من جلباب الصمت والروية ، وعز من قال ع ( لو كان الجوع رجلا لقتلته ) قتل مع سبق الاصرار ، يصدر من سيد التأني وامام الصبر وفيلسوف القرار. انه الجوع والصبر بعد أن جزعت النفس من الانتظار .

وقبل ان يدرك الوزير هوة ما وقع على موظفين هو وزيرهم ، وان يعي انه لم يصرف من مال ابيه ولا شركة طيرانه الخاصة بكتلته . فبدلا من ان يعتذر فبادر الى ان يتهم ، ومن غلواء نفخه وجفخه ، وكأنه في مجلس الارستقراطية القرشية في محفل ابي سفيان ، يعلن انها ( انه أمر دبر بليل ) ... هيباه اشتعل ابو لهب ... حين فرخ ملتهبي الاحاسيس اللذين يؤمنون ان كل شيء وراءه دوافع تأمريه . ولنفترض وراءه دوافع سياسية ، هل هؤلاء الموظفين دفعت لهم رواتب وتظاهروا لغايات؟ اذن علام اعتذرت لهم بعد اتهامك اياهم بالتأمر ؟ السؤال الذي يلهب الاحاسيس والضمائر ، من انتم ماهو حجمكم ؟ نعم لكم الطموح وصراعكم من اجل فرض سياداتكم على المشهد الواهن واخرها مشيخة التحالف الوطني وكأننا لا نحيا الا تحت خيمة الاختلاف والخلاف ؟ 

ماذاتريدون والى ماذا تخططون ومتى تتوقفون ؟ اي اجندة تسمو بكم من الابسطة الحمر التي فرشت ومتاهة الاحلام الى انشودة انبارنا الصامده الى الصفقات فيما وراء الاكمه ؟ اتريدون ان تكونوا امامة جديده وباي عنوان ؟ ماهي اجندتكم جوقة تحمل العشائرية نزوعا كي تقود بلد ، ام ميلشيات من الكسبة العاطله عن العمل يدفع لها ما يلقم افواهها سلة معاشها لتحارب ليس على الجبهات وانما في مواطن خلق الازمات ؟ يمنح لها تسميات ازكى وانقى ما حملت سرايا في يوم مقاومة عند غبراء كربلاء وفي يوم ارزى على البشرية ، يوم عاشوراء ، وانقى ما حمل من فكر للايثار والفداء ؟ سموا ما شئتم فلا عزاء أفلديكم مثل عابس وحبيب من امناء ؟ ام انكم تحتبسوا وتحتجزوا محافظة قتلتم شبابها كما حدث في البصرة ، بحجة ان هؤلاء يطالبون بكأس ماء او ساعة كهرباء لغايات ورائها امر دبر بليل ؟

امتدوا وتوسعوا ايها الساده اذا كانت لكم المؤهلات وليس الادعات . كلكم لا تشكلوا قيد انمله مع مناضل تعلق على المشانق ، او غدر بطلقة وهو ينشد بناء وطن وحرية شعب، دون ان ينشد سلطه ، ودست حكم ، وموارد وزاره ، وقصور تطل على منعرجات دجله . 

ايها الساده قسوا وزنكم على ضوء وامكانية فعلكم . الصلاة والقيام والقعود والسجود وحب الحسين ع والخرطات التسع والحيض والاستحاضه ، والخوط في ( قدور القيمة .. والزردة .. والاش ) نعرفها ندركها منذ عشرات المئات من السنين . هاتني ايها السيد ما لديك كيف ان اتصاعد بفكري برؤيتي المدركه ان اخاطب واحاكي الشعوب .

وانا اسئلك هل تستطيع وضمن اختصاصك ان تقول للاخرين \" ان التطبير عادة سيئة \" واذ تتواجد في التطبير كوسيلة حضور واعلام ، وتبعث مراسمه في الاثير .. اريني راسك هل حدث لها يوما لدغة بقرصة بعوضه ؟ ليس لكم فخرا على الناس ايها السادة ، انتم تريدون السلطة فدفعتم افواجا لتسنمها ، فان تساقط البعض منكم ، فهم ثمنا لصولجانها . ولكن ماذا اقول للشيوعيين اللذين تسلقوا اعوادها وقبضوا الهواء بعد طول نضال وعناء ؟ ماذا اقول للدعويين حين تناوشتهم مخالب سلطانها الجائر الى حد ابادتهم ؟ ماذا اقول للغافلين وقد تناوشتهم يد الموت \" ماذا اقول لاهل حلبجة حين تحجروا ولنساء الانفال حين تجمدوا ولاهل المقابر الجماعية حين تهيكلوا ؟ أأقول لهم.. الكم الله \" ؟ ماذا اقول لمن احتدم في انفسهم قتال المستعمر والاجنبي بكل انواعه وهو نزوع وطني وسجية شريفه ، من بسطاء وصدريين ولحية بيضاء وقفت في زمن احتوى الطاغية وطن في قبضة كفه ومواطن زنازينه ؟

هل نسلم بعد هذا التاريخ الشرس العنيف ، تعالو سلموها لمن يرفع الراية الصفراء في القاعات الفخمة وقد طحنت في المعارك رايات اصطبغت بدماء حامليها حمراء فلا اثر ولا حضور؟ 

لقد علمنا ابائنا حينما تفور بنا الغلواء ، وبقدرة واهنه ، وندعي بعنترية الخيلاء ، ونروم ما نشاء يأتينا هاتف من خبر الدنيا ( اكرص صفحتك بويه ) وسؤالي الاخير الى اين تريد ان تصل يمعود فلان علان ؟ شو شويه اقرأها زين . والله لو نعرف وراك شيء مرجو لاندفعنا باتجاهك . شغلتك حصاد ، وحصادك هشيم . روح مولانا اتفق مع فلان وعلان ، (وهو فلان لو بيه حض ينظم وضعه) ، مو صايره بالمدس اجلكم الله ؟ روح صير رئيس كتله ، بس غير تكللنا انته شتريد ؟ روح صير ربنا الجديد ، بيك زود تحل ازمة الكهرباء ... الماء اللي صار امنية ان تتشطف من .. ؟ روح صير مثل ما تريد، بس تكدر تهدأ فورة شعب من لصوص الارواح والمال ؟ عفوا كلت لصوص ، انما القصد ، مثلا واحد من وزارءك حمل من الذهب لزوجة ابنه في مراسيم عقدها ... حتى احتاجوا الى سيارة بيكب كي يسيرها . عمي صير بس عندك تدابير ، في ان تشبع انفسكم وتؤول الى تقلص طمعها الى التقتير ؟ يا للفقير وفي ضيق عيش حقير .. يا النذير ما سيؤول اليه المصير ؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد علي مزهر شعبان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/31



كتابة تعليق لموضوع : أمر دبر في ليل .. أشتعل ابو لهب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net