صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

إضطراب العواصف!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عصفت الريح تعصِف عصفا وعُصوفا , وهي ريح عاصِف وعاصفة ومُعصِفة وعَصوف , "والعاصفات عصفا" أي الريح التي تعصف ما مرت عليه. 
وريح عاصف شديد الهبوب.
"أعمالهم كرماد إشتدت به الريح في يوم عاصف"
ويوم عاصف أي تعصف فيه الريح.
 
وكلمة عاصفة ذات تأثيرات نفسية سلبية ومدمرة للوجود الإنساني , فالعاصفة أيا كان نوعها تعني الخراب والمخاطر والويلات والتداعيات , والإنهيارات المتواكبة من كل حدب وصوب.
 
والعاصفة التي هبت على العراق بمباركة العرب وتهليلهم , من أشد العواصف من نوعها في القرن العشرين , فلا مثيل لتلك العاصفة في تأريخ البشرية جمعاء , ولولا العرب لما إجتاحت العراق وفعلت فيه ما فعلت , ومضت بعواصفها المتوالدة المتوعّدة.
 
ويبدو ان إختيار كلمة "عاصفة" في عام 1991 كان مدروسا ومقيّما بعناية ودقة , وجميع تأثيراتها ونتائجها النفسية والسلوكية محسوبة ومرتبة , وقد أعطت أُكُلها على أحسن ما يُرام , ولا يزال العراق يئن من صولاتها المبرمجة , والمتفاعلة المتفاقمة المدمرة إلى درجة الهلاك والضياع.
 
ولم يتحسب العرب لكلمة عاصفة ويتأملونها بعناية ويقرؤون منطلقاتها وأهدافها ونتائجها , وإنما أخِذوا في غرة غفلة من وعيهم , بعد أن تم إغراقهم بعواصف نفسية وإنفعالية أذهبت بصرهم وبصيرتهم , فوجدوهم مذعنين صاغرين ومهللين ومندفعين بشدة وعدوانية لا مثيل لها للإنقضاض على العراق , فحصل الذي حصل , وجرى الذي جرى.
 
ولا يُعرف لماذا يُغرم العرب بالعواصف والزوابع , ويا ليتها ترابية , ثلجية , مطرية , جرادية , لكنها إنتحارية , بمعنى أن العرب يستحضرون أعتى القدرات الأرضية لتدمير أحد بلدانهم , بعد أن يوفرون الأسباب والمسوغات اللازمة لتبرير التدمير الشامل وبلا إكتراث.
 
وكأنهم لا يدركون بأن العواصف أخطار , وأن الدنيا تتفاداها وتتوقى منها , خصوصا في هذا الزمان الذي إمتلكت البشرية فيه أفظع الأسلحة والمعدات الفتاكة , ويُخشى أن العرب سيهللون لعواصف نووية وكيميائية وبايولوجية , وغيرها من أدوات المحق والإنقراض الشديد.
 
وفي مجتمعات لا تصنع ولا تزرع وتعتمد على غيرها في كل شيئ , يتحول العاصف إلى معصوف , فالدول التي عصفت العراق صارت تُعصف وتنعصف وتتحول إلى عصفٍ مأكول!!
 
فهل نتحرر من أسر العواصف , ونتعلم التفاعل الإيجابي ومهارات الحوار , وننقي النفوس من الأضغان والشكوك , ونحترم بعضنا ونؤسس لعقد إنساني يضمن التعايش والمحبة والأمن والسلام , ويكفينا عواصف لا تبقي ولا تذر!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/11



كتابة تعليق لموضوع : إضطراب العواصف!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net