صفحة الكاتب : عبد الجبار نوري

لمن تُدَقْ الأجراس؟خاطرة في مضمونها الوطني
عبد الجبار نوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
المروية الشهيرة لمن تُدْق الأجراس؟ whom the bell tolls للكاتب الأمريكي آرنست همنغوي 1899-1961 يعد من أهم الروائيين وكتاب القصة الأمريكية ، فهوأديب وروائي قصصي أمريكي ، تميّزتْ رواياتهُ بالواقعية ، يكمن فيهِ خلود الأبداع في متن الأدب ، فهو من الأدباء المجددين حيث أخضع روياته للحداثة وضّح الصراع الطبقي وكراهية الدكتاتورية خلال معايشته الحرب الأهلية الأسبانية ، وهو شيخ  كتاب القصة المعاصرة ، وأكثرهم شهرة في ميدان الأدب ، وهمنغوي الكاتب المغامر الذي أسعد الناس وعجز عن أسعاد نفسه ، وهو أحد الكتاب العظماء في القرن العشرين والحائز على جائزة نوبل في القصّة لعام 1954 ، روعة في الأسلوب والحوار وسيطرة على الفن ، وكوّنت كتاباته مادة غنية للسينما والمسرح ، ودخلت أعمالهُ ضمن كلاسيكيات الأدب الأمريكي ، أسلوب بسيط خالي من الوصف المفصّل ، أستعمل همنغوي " الوصف البلاغي " لينقل القاريء اللحظة الآنية ويصوّرْ المشاعر بطريقة سهلة وواضحة لكي يدرك القاريء الحقيقة ، وتميّز بالقصة القصيرة جداً ،  وقد أثرتْ الحرب في رواياتهِ وشارك فعلاً في الحربين الأولى والثانية ، والحرب الأهلية الأسبانية ، وقد سمحت له هذه المهمة بالتعبير عن عدائه الشديد للفاشية والنازية الصاعدة آنذاك ، وغلبت على رواياته السوداوية والعزلة  في بواكير عمله ثُمّ شٌق شرنقة أنطوائيته إلى الحداثة مقترنة بتمجيد " القوّة " النفسية لعقل الأنسان وصراعها الدائم مع القوى الطبيعية ، يكتب كلمات قليلة ولكنها تعني الكثير ، يمزج ويوائم جغرافية الطبيعة مع أحداث الرواية كما في الشيخ والبحر.
من أهم مؤلفاته/* ثُمّ تشرق الشمس 1926 * وداعاً للسلاح1929 *الذين يملكون والذين لايملكون  1937* لمن تقرع الأجراس 1940 * الشيخ والبحر1950 * ثلوج كلمنجارو 1952 .
جوائزه / * جائزة ( بوليتزر) الأمريكية في الصحافة عام 1953 . * حائزة نوبل في الأدب 1954 عن روايته الشيخ والبحر . 
من أقواله / * السعاده ؟ صحة جيدة وذاكرة ضعيفة . * يحتاج الأنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت ---!!!
وكانت العديد من كتبه حول الحرب ، وأنجح أعماله ( لمن تدق الأجراس ) التي كُتبتْ في عام 1940 حول الحرب الأهلية الأسبانية  وسوف أتحدث عنها لأنها قاعة أمتحان ، فيها ورقة الأسئلة تحتوي على سؤال واحد فقط – والأجابة أجبارية - شائك ومعقد يعايش المرء فيه خضم فلسفة الوجود من صراع رهيب وأرهاصات قاتلة في بعضها لتقاطع الواقع والخيال وأمتزاجهما لتبدو لوحة رمادية مشوشة أمام الممتحن { هل تبيع أم تشتري الوطن ؟} وقد تبدو السذاجة على السؤاال ولكنهُ من النوع السهل الممتنع والذين يخرجون منه بنتيجة أيجابية قلائل جداً ، فقط الذين في آيديولوجيتهم جينات حصانة ثقافة " المواطنة " لأنه يعايش صراع  الوجود بين المحسوس والعقل الباطني في خضم تناقضات الوجود وأرهاصاتٍهِ القاتلة في بعضها و بين لذة الحياة ومباهجها ، والموت المعنوي قبل الفناء المادي وخسارة الهوية الآدمية وما تحتوي من دالات أخلاقية في ا لمثل والقيم ، والغاية من هذه المقدمة الفلسفية هو لأخضاع الورقة الأمتحانية لروبرت جوردون " للفحص" ، وهوالشاب الأمريكي المنتمي إلى الكتائب الدولية المرافقة لأحدى عصابات الحرب الشيوعية خلال الحرب الأهلية الأسبانية ، وعُيّنَ روبرت جوردون بصفتهِ خبير في أستخدام المتفجرات ليقوم بمهة وطنية لصالح الجمهوريين لمواجهة قوات فرنسسكو فرانكو بتفجير جسر خلال هجوم على مدينة ( شقوبيه ) وهنا يرسم له القدر مطباً سونامياً بوقوعه بحبٍ عنيفٍ جارف مع " ماريا " الشابة الأسبانية الواحدة من أفراد المقاومة ، فصار روبرت بين قطبين متناقضين الأول / فوبيا الموت الذي تجاوزه بقوة مبادءه الخيرة والوطنية لأنهُ كان يدرك عندما نُسب أليه تفجير الجسر أنّهُ لن ينجو من الموت المحقق ، والشد الثاني وقوع البطل في  قصة حب جارفة مع رفيقة سلاحه وحياته  ماريا ، وركن روبرت قليلاً للتمسك بالحياة والتمتع بحبه الجديد ، حقاً أنهُ صراعُ رهيب بين الذات الزائلة والنجومية الوطنية ، فأختار طريق الخلود الأبدي وخط التأريخ أسم روبرت جوردون على صفحاته الذهبية ، وعندها أستحق أنّ يدقْ همنغواي أجراس النصروالمجد لرمز روايته الذي جسّد فيهِ معانى المواطنة الحقة وخصوصاً عندما يكون النضال والتضحية خارج وطنه الأم لفك أسر شعوبها ودحر الفاشية ، وتكررت الصوره عندما شارك جيفارا الأرجنتيني في تحرير كوبا وثُمّ أُعدم في غواتيمالا .
 الأفكار الرئيسية في رواية " لمن تُدَقْ الأجراس ؟ " 
1-الموت هو الشاغل الرئيسي في الرواية . 2- الأختيار الصعب في أستسلام الذات من أجل الصالح العام .3 – مليئة بالتضحيات . 4- الشعور بالرفقة الوثيقة المتكاتفة في مواجهة الموت . 5- تستكشف الرواية الأيديولوجيات السياسية وطبيعة التعصّبْ . 6- فضح الفاشيّة . 
أسلوب همنغوي في كتابة هذه الرواية بالذات
1-أستخدم همنغوي الصورة البيانية لخلق أجواء العنف والموت . 2- تميّز بأسلوبه البرقي المكثف السريع الواضح . 3- متسمْ بالسهولة المتعمدة على مستوى المفردة والجملة والفقرة ، وبالحوارات الواقعية ، والتخفيف من حدة الأنفعال ،4- إنّها قصة أخاذة محكمة بأسلوب مرهف وقوي .
المصادروهوامش البحث/ * منير بعلبكي /روايات همنغوي – مترجم * موسوعة المعارف العامة – الأدب – ندى جميل أسماعيل . * ويكيبيديا الموسوعة الحرة ---- 
الخاتمة/ حضرتني خاطرة شخصية لها علاقة بمضمون الرواية : أتساءل لمن يستحق من جميع النخب السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الآن { أنْ  تُدقْ لهُ الأجراس ؟! } ، أنّي مواطن عراقي مخضرم عايشتُ جميع الحكومات التي مرتْ علينا والشاهد البياض الثلجي الملعون الذي يعلوني وهو يشير عليّ بالسبعين ونيّف ، لم أجد قائداً أو حاكماً من أصحاب القرار يستحق أن تُدق لهُ الأجراس سوى " عبد الكريم قاسم " وهوحقاً مثلي الأعلى في حب الوطن ومشروعه التحرري ، وأنتمي لمشروعه العراقي روحاً وفكراً وأخلاقاً ، فهو أبو الفقراء والطبقة المتوسطة من دون أنْ يلحق ضرراً بالأغنياء ، عاش في الخاكي ومات بالخاكي ، وفي جيبه دينار وربع فقط مطلوب منها 750 فلس دين لصاحب المطعم المقابل لوزارة الدفاع الذي لم يتنازل عن هذا الدين وطالب بهِ !!!! ومن مستلزماته ومقتنياتهِ التي تركها بطانيه فتاح باشا وسفرطاس ، وكأنه يردد قول الأمام علي (لقد أخذتُ من دنياكم طمرين ولطعامي قرصين ، أنّكم لاتقدرون عليه ، فأعينوني بالورع والأجتهاد والعفة والسداد) وللأسف لاحياة لمن تنادي ، وأعدم بيد مجرم مأبون والذي حرمهُ من شربة ماء طلبها ليفطربها وهو صائم شهر رمضان ولم يفطر ليومين متتاليين (هادي العلوي/ عبد الكريم قاسم ---- الحقيقة ) أستحلفكم بكل المقدسات التي تؤمنون بها أنْ تخبروني شخصاً واحداً اليوم يحمل واحداً بالألف من سجايا هذا الرجل العظيم ، وأنظروا إلى وطننا الممزق والمحتل منذ ثمانية أشهر وقادتنا النشامى يتصارعون على موجودات الوطن المحتضر والشعب المليوني النازح في الهياكل الكونكريتية والبقية في غياهب منافي الثلوج ، وآخر خبر لقد أقرّ قادتنا الحيتان عفواً النواب موازنة عرجاء بعجز مالي 25 مليار دولار وبفرهودٍ مشرعن "بأسلمة سياسية" متسربلة بعباءات الدين والخرافة والدجل .
السويد / في 1-2-2015

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الجبار نوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/04



كتابة تعليق لموضوع : لمن تُدَقْ الأجراس؟خاطرة في مضمونها الوطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net