صفحة الكاتب : عبد الرزاق عوده الغالبي

فرار الرافدين.....!؟
عبد الرزاق عوده الغالبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ابرز شهادته وهو يقدم استكان الشاي معتقدا بأني لم اصدق انه مهندس زراعي ولا يعلم قراءتي روايته من افواه الجلاس مسبقا و ان بصمة شهادته الامية قد طبعت ابهامها الايسر فوق مخيلتي والقتني في اثير معتم من صراع اهوج عديم النهاية بين ضميري وعقلي وهما يرفضان ما يحدث رفضا قاطعا وبشكل متناكد ، ضميري يتباكى على ما يحدث لشبابنا  الذين ظلمهم الدهر وقذف اجسادهم الغضة في فم غول اكل اليابس والاخضر ولم يبقي برعما يشرئب لشمس او خضار يغطي اغصان شجرة ، جراد نهم مسح المستقبل من لوائحهم تماما  ، اما عقلي فيوكد  بعقلانية المنطق انهم عاشوا وحياتهم تنتمي لزمن غير زمانهم وحملوا وقد اعباءا تنوء عنها الجبال حتى تلبدت عقولهم الشائخة في جلابيب شباب ، لا احد يتكلم منهم دون حسرة حين القي الهم في احضانه قسرا وابتلعته ظروف الحياة المتسارعة و ارتداه الفقر والعوز ثوبا مهترأ منذ نعومة اظفاره فقد اختطفت اللقمة من فاهه بمسميات لا جدال في غرابتها...!؟
تبا !! ....للتغيير والديمقراطية المزيفة فقد القت افاعي سامة في طريق افراخ لم يغطي الريش اجسادهم بعد ، فصار ابناءنا وجبات سهلة للنهب وغول السياسة الذي لا يشبع....بدأ صوتي يعلو تدريجيا ، وانا خارج نفسي تاما ، اشعر و افكاري قد خرجت عنوة من اذني وسالت فوق ساحات وجهي وبدأت امسح وكأن ما يحدث حقيقة وليس ضغط فوق اعصاب الواقع ، انتبه المجالسون ولا يزال احمد ماسكا استكان الشاي ليضعه امامي وهو مأخوذ بما يحدث .....!؟
-         "العفو استاذ ......خير...!؟" اجبت بتلعثم
-         " لا شئ ...!....اشعر اني متوعك قليلا هذا اليوم.....!؟"
بدأت اخوط استكان الشاي ونظري مثبت ،بعامل المقهى احمد ، وكأن دواخلي تصر على رفض حقيقة ما يحدث لهذا الشاب وافرانه وتعابير وجهي تتغير باستمرار تناغما مع ما يدور في خلدي من صراع و ايقنت انه سيفرض ذاته عنوة ليتقاذف الشتائم جهرا وتتطور الفضيحة الى  عورة يصعب اخفاءها عن مرأى المجالسين......!؟ انتبه الجميع  و لا زالت يدي تتحرك بشكل دائري  حتى اندلق الشاي فوق المنضدة ....!.....انتبهت حين ركض احمد نحوي ومسح الشاي قبل ان يصل ملابسي وارتبكت كثيرا حين هتف الجميع.
-"..خير ....خير...!؟" 
خجلت وصغرت في عين نفسي جدا حتى ضعت بين طيات ملابسي ، دفعت ثمن الشاي وانسللت الى مسلكي نحو البيت وانا اتساءل عن احتمالية فرار ابهري العراق و النخيل واختفاء اللون الاخضر عن المشهد وغياب صوت خرير الماء عن مسامعنا مادام مهندس الزراعة لا يجد موطئ قدم في حقل او حديقة من ارض الله الواسعة..... !!....حينها شعرت بالخوف الشديد  ، وتعوذت الله من حلمي الاسود هذا . مسكت زمام امري رعشة رعب استولت على بدني حينها ايقنت بحتمية المصير لو استمرت اسطوانة الديمقراطية والتغيير المشروخة بالعزف......!؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرزاق عوده الغالبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/05



كتابة تعليق لموضوع : فرار الرافدين.....!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net