صفحة الكاتب : علي محمد عباس

يا ألف ليلة
علي محمد عباس

 هلْ طيرُ روضٍ شـدا سحراً لذي وجلِ ! ... أمْ صوتُ سلمى بدا ضرباً منَ الزجلِ
أمْ أنّ وقـــراً أصــمّ الأُذنَ مــن وَلَــــهٍ ... أمْ تــاهَ فكــري وهــذي علّـــةُ العــلـلِ
لمّــا رأيــتُ بـريــقَ العيــنِ قلـتُ لهــا ... هـلْ سلـمُ هـذي ؟ فقالتْ إيـهِ يا أمـلـي
فمــا لقلـبــكِ فـي وجــدٍ وفـي ســقــــمٍ ... ومـا لـدمعِـــكِ إنْ تخفـيـــهِ ينهـمــــلِ
قـالـتْ فـداكَ فقـلـبـي اليــومَ في ضَـرَمٍ ... لا تُـطفـــأُ الـنّـــارَ إلاّ دمعـــةُ المقـــلِ
إبـكــي فإنّ دمــــوعَ العيــنِ تثملُـنــــي ... واشكــي فإنّ فــؤادَ الصّـبِّ لــمْ يمــلِ
يـا فتنـــةَ الحــيِّ يـا بـــدراٌ إذا طلعــتْ ... يـا غـــادةَ الغيـــدِ يـا أنشــودةَ الأزلِ
أنـا السقـيـــمُ وأنـتِ الســرُّ فـي سـقـمي ... هـاتي كـؤوسَ الشفا من ثغـركِ الثمـلِ
منـكِ الحيــاةُ وفيــكِ الخلــــدُ مـا بقيـتْ ... روحـي تلــوذُ بحبـــلٍ منــكِ متصــلِ
فلْنغمـرِ الـروضَ في الآصــالِ بالقبـــلِ ... ولْنقـــرأِ الحـــبَّ آيــاتٍ منَ الغـــزلِ
ولْنحتسـي من شــذا الأزهــارِ خمـرَتنا ... مـا أجمـل العمــر لولا بغتــةُ الأجـلِ
ولْـتمـلأي القـلـــبَ بالأحـــلامِ أمتعـــةً ... ولْـنـكتـبِ الحــبَّ بالآهــاتِ والقـبــلِ
أنـتِ الطفــولـةُ ، أنتِ الحلـمَ في سحـرٍ ... بـلِ الصبـاحُ ومـنْ يصبحْـكِ يبتهــلِ
أنتِ النّسـيـمُ وأنتِ الـروضُ في حــلـلٍ ... أمْ وجنتــاكِ فمنهــا حمــرةُ الأُصــلِ
بــدرٌ يــدورُ عليــكِ النّــاسُ في فـلـــكٍ ... مـا بيــنَ مبتهـــلٍ منهـــمْ ومنــذهــلِ
فالشَّعـرُ كالليــلِ فـوقَ الصــدرِ منسدلٌ ... والنّهــدُ منتفــضٌ كالطـيـرِ من بــلـلِ
صـدرٌ لهــا مثـلُ لــوحِ العــاجِ منحبـكٌ ... قــدْ جُـلَّ من فـاطـرٍ يسمـو بـلا مثـلِ
صـدرٌ يُهـاجــرُ فيــهِ الصّــبُّ يحسـبُــهُ ... سهــلاً أنــاخَ عليــهِ النّهــدُ كالجبـــلِ
شمسٌ لـوِ ابْتسمـتْ ، ريـــمٌ إذا نظـرتْ ... روحي قــدِ انشغلـتْ بالجيـدِ والمقـلِ
روضٌ مواطنُهـــا ، خمـــرٌ مدامعُهــــا ... سحــرٌ مفاتنُهــــا في أجمـلِ الحــلـلِ
فالعـيـنُ عيـنُ المهـــا حــوراءُ ناعســةٌ ... للـــهِ مكـتـحِـــلٌ يسـبـي بمكـتَـحَــــلِ
تهـتـــزُّ في جــذلٍ وهـنـــاً روادفُـهـــــا ... والمنكبــانِ كغصـنِ البــانِ في جـذلِ
يـا قـــرّةَ العـيـــنِ إنّ القـلـبَ يُـنـبـؤنــي ... أنّـي لَـمـرتحِــلٌ فـابـكــي لـمـرتـحــلِ
يـا سلـمُ هــذي ركـابُ البيـنِ قـدْ وردتْ ... تسعـى الـيـنــا وهـذي آخــرُ الـرســلِ
ودّعـــتُ سلـمـى بكــفٍ لا يُطـاوعُـنــي ... كــرّاً وكــرّاً كـأنّ الـكــفّ في شـــلـلِ
ودّعــتُ سلمـى ودمــعُ الـعيــنِ منهمــلٌ ... وأينمــا ســرتُ دمــعُ العـيـنِ ينهمــلِ
فكـلّـمــــا بَـعُـــدتْ عنـهــــا رواحـلُـنــــا ... نادتْ بصوتٍ حزينِ الـوقعِ مضمحلِ
هـــلاّ وقـفـتـــمْ فـواقـاً كـي أنـاجـيَـكــــمْ ... لاتـرحـلــنَّ فـفـي تـرحـالِكــم أجـلــي
سـرنـا وسـارتْ جمالُ الـركــبِ يسبقُهــا ... حــادٍ على جمـلٍ يسـري على عجـلِ
نــاحَ الحمــامُ غـــداةَ الـبـيــنِ في سجــعٍ ... ورسـمُ سلمـى بـدا وشمــاً على طـللِ
واللــهِ مـا رامَ قـلـبـــي غيــرُهـــا بـــدلاً ... مـا طالَ عمـري ولا أُسعدتُ بالبــدلِ
# # #
سـبــعٌ وعشـــرونَ مـن آذارَ لــم تــزلِ ... في قـلــبِ معتقَــلٍ شكــوى لمعتقَــلِ
يـــومٌ كـألـــفٍ مـنَ الأيّــامِ مـظـلـمــــةٍ ... أنّـى أزحْــهُ ظــلامُ الليــــلِ ينســـدلِ
يـا ألــــفَ ليلــةَ يـا أحــلامَ قـدْ سقطــتْ ... منْ عمـرِ مغتـربٍ في عالــمٍ خطــلِ
يـا ألـــفَ لـيـلـــةَ يـا مـرثيــةً شـهـــدتْ ... لهــا جــوارحُ مـنْ مـاتــوا بلا أمــلِ
مـا للـيـالـي غــدتْ لـيـــلاءَ في جـــزعٍ ... وحلّ بالكـونِ مـا يُخشى مـنَ الـزللِ
كـأنّمــا حــلّ مـا في القلــبِ من ظُـلَـــمٍ ... في الليلِ والصبحِ والأسحارِوالأُصلِ
مـا كنتُ أحسـبُ أقضي العمـرَ مغتـرباً ... مهمـا أقـطّــعْ حبـالَ الـبيـنِ تتصــلِ
يـا ألــفَ ليلـــةَ في إيـرانَ طـا وعهــــا ... خطبُ الـزمانِ وسقطُ النّاسِ في دجلِ
يـا ألـــفَ ليلــــةَ قــدْ شـطّـتْ بنـا سـبـلٌ ... كيفَ السبيلُ لمَـنْ أمسى بـلا سُبُــــلِ
قــد طـالَ ليلـي وذكـرُ الأهـلِ أرّقـنـــي ... يا سلمُ جودي بطيفٍ منـكِ ذي أمــلِ
أقـلّــبُ الليـــلَ عـن طيـــفٍ ألـــوذُ بــهِ ... علّـي أراكِ فأروي غـلّـــةَ الـغـلــــلِ
يـا واحــةَ الـعــزِّ منـكِ الطيــبُ أنهـلــهُ ... يـا جـنّــــةَ الخلــــدِ للآتـيــنَ والأُوَلِ
لـمّا خرجتُ منَ الفـردوسِ قـد جـزعتْ ... نفسي كآدمَ حتّـى صـرتُ فـي خـبـلِ
ألـقــى بيَ الـدّهــرُ مأســوراً وذا قـــدرٌ ... قـدْ خُـطَّ مـن خالــقٍ عهــداً ولم يـزلِ
لـكــنّ ذكــركِ صـبـــراً كـانَ يمنحنــي ... مـا يفعــلُ الدّهــرُ أيّـاً شــــاءَ ينخــذلِ
إنّ الحـليــــمَ إذا مــا ســـــاءهُ زمـــــنٌ ... يبقى عـزيـزا ولـم يـدركْـهُ من خطلِ
فينــا السماحــةُ خُلــقٌ زانهـــا حُـلُــــمٌ ... إنْ مـرَّ خـطـبٌ بنـا بالصّبـرِ نـرتحـلِ
يـا ألــفَ ليلـــةَ هــلاّ جــدتِ في أمــلٍ ... للــــهِ مـن أمــلٍ يحـيـــا بــلا أمــــلِ
مـا صائمـاً زالَ قلبـي اليــومَ معتصماً ... بالصبـرِ زاداً وهـذي شيمـةُ الـرجـلِ
لا تعجبــنّ مـنَ الأيّـــامِ لــو جـحــدتْ ... واصبـرْ عليهـا فحبـلُ البيـنِ لم يطـلِ
أرضَ الـفـراتيـنِ هاكي نفحـةً عتـقــتْ ... ردّي جـوابـاً تداوي قـلــبَ ذي عـللِ
أرضَ الجـدودِ تركـتُ الـروحَ هائمــةً ... بيـنَ الـفـراتِ وبيـنَ السهـلِ والجبـلِ
للـرافـديـنِ ســـلامٌ مـن لظــى كـبـــــدٍ ... للبـاسقــاتِ وللصفصــافِ والأثــــلِ
الـى مـروجٍ كعـيـــنِ الغيــــدِ ناعســةٍ ... أرخــتْ جـدائلُهــا للطيـرِ في جــذلِ
بيـنَ الأقــاحِ وبيـنَ المــاءِ قــدْ ولهــتْ ... نفسـي كعصفــورةٍ تلهــــو بـلا مـللِ
علـى الـفـراتِ ربـوعٌ قد شغـفـتُ بهــا ... فيهـا الطّفولــةُ قـد مـرّتْ على عجـلِ
مـدينـــةُ الأهــــلِ يـا عمــراً بكاملِــــهِ ... أنّـى ذكـرتُــكِ شيـبُ الـرأسِ يشتعــلِ
مـدينـــةُ الأهــلِ قـد لاحـتْ بيـارقُهـــا ... للـزائـريــنَ تضاهـي قلّــــةَ الـقــــللِ
فالباسقــــاتُ كأعـــلامٍ قـــدِ انْـتظمــتْ ... أعـذاقُـهــا قدْ دنتْ للضيفِ في خجـلِ
النّـاسُ فيهــا كـــرامُ الطّـبــعِ ضيفُهُــمُ ... ينـامُ في العيـنِ بيـنَ الجفـنِ والمقــلِ
أيّـامُهُــــم كـــرمٌ ، أقوالُهُــــم حـكـــــمٌ ... تـأريخُهُــم عـلــمٌ ، بالقــولِ والعمـلِ
مـدينـــةُ الأهــلِ قــد حيّتــكِ قافـيـتـــي ... شعـراً مـنَ الوجـدِ أنّى شئـتُ يمتثــلِ
يـا ألـــفَ ليلــــةَ قــد سميتُهــا فغـــدتْ ... من ألـفِ ليلـة تحكي الشعـرَ بالشعـلِ
وآخــرُ القــــولِ إنّ القـلــبَ يُـنـبـؤنــي ... أنّـي سأرجعُ رغـمَ الدّهـرِ يـا أمـلــي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/05



كتابة تعليق لموضوع : يا ألف ليلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net