صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

فيروس االسلوك السلبي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



في زمننا المعاصر ذي القدرات المعلوماتية المتنقلة كلمح البصر ما بين أصقاع الدنيا المتنائية , أصبح ما يجري في أي مكان يؤثر على الأماكن الأخرى.

وصارت ردود الأفعال متوافقة مع الفعل الذي يتسبب بها , وما عاد هناك مناعة راسخة  أو قدرة على الوقاية التامة مما يجري ويحصل في بقاع العالم المتأججة.

فالذي يحدث في منطقة الشرق الأوسط  لن ينحصر فيها , وإنما سيمتلك طاقات وقدرات عابرة للقارات والمحيطات , وسيكون في مناطق من الدنيا تحسب أنها محروسة ومحروزة.

وقد نتساءل لماذا؟

والجواب أن السلوك مثل الإنفلونزا أو أنه فايروسي الطباع , ينتقل بسرعة خاطفة ويؤكد دوره ويعبّر عن إرادته في كافة الأرجاء وبصيرورات متباينة.

فالسلوك أيا كان نوعه ينتشر بين الناس , وسرعة إنتشاره تتناسب وقدرات التواصل والتفاعل البشري , وما دامت هذه القدرات في أوج سرعتها وكفاءتها وتأثيرها , فأن السلوك قد إكتسب مهارات وطاقات إنتشارية فائقة ومتحققة ومعززة بتراكم الطاقات الجمعية الفاعلة.

والسلوك  تكون تأثيراته قوية وشديدة , عندما يكون منحرفا أو شاذا وغير معهود , ومُعبّر عن الغرائز الغابية الدونية الكامنة في البشر , خصوصا حينما تتحكم فيه النفوس الأمّارة بالسوء.

وما يجري في بعض المجتمعات , لا يمكن أن ينحصر في مكانه , بل سيتمدد ويتسع , وتتنامى قدراته التدميرية والتخريبية , لأن طاقات الإنجذاب إليه ستتفاعل بغياب قدرات الردع الحاسم , وبتوفر المحفزات والمسوغات والمردودات الإيجابية لهذا السلوك , أي أنه يحقق ما يريده.

وقد إرتكب المجتمع الدولي والإقليمي خطيئة كبرى , عندما أغفل قدرات التفاعل والتوسع والإنتشار للسلوكيات العنيفة المتفاقمة  , وأصبحت جميع المجتمعات عرضة لهذه الآفة الوحشية الفتاكة.

ويبدو أن البشرية لا تتعظ من التأريخ وتغفله حتى ولو كان قريبا, وكأنها تناست مولدات الحرب العالمية الثانية , وما تعلمت من الحركات الهمجية الفظيعة التي تكررت في مسيرة التأريخ , كالحركة التتارية ومسيرة المغول المدمرة في الأض والتي تتحقق آلياتها اليوم.

فالمجتمع الإنساني مطالب بعدم النسيان واليقظة , والحذر من السلوكيات الوبائية المنطلقة بشراسة وعدوانية على الذات والموضوع , ومن واجبه أن لا يتراخى ويهمل الوقاية  بإستحضار اللقاحات النوعية لبناء المناعة القوية ضدها.

وأهم لقاح هو الثقافة الصالحة,  التي تدعو إلى وحدة الكيان الإنساني وتوفير المستلزمات الإقتصادية الضرورية , لتحقيق البنى التحتية للسعادة في المجتمعات التي مزقتها الثقافات السلبية , والعقليات المحشوة بالأفكار الوبائية الفتاكة.

فهل سنتعلم كيف نعيش بسلام وإرادة إنسانية جامعة؟!
أم أننا أضعف من أن نتوقى من أوبئة السلوك الذي سيزداد عصفا وتأججا , لينسجر فيه خلق الله أجمعين , في حرب كونية موعودة أو مرسومة؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/04



كتابة تعليق لموضوع : فيروس االسلوك السلبي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net