صفحة الكاتب : د . مصطفى يوسف اللداوي

ملامح العروبة الأصيلة
د . مصطفى يوسف اللداوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ليس العربي من نطق بالعربية، ولا من انتسب إلى أهل الضاد، وأجاد النطق والتعبير بها،

ولا ذاك وإن حفظ المعلقات السبع أو العشر، وارتوى من عيون الشعر، واغترف من مظانِ الأدب،

وهو ليس من سكن في الأرض العربية، وحمل جنسيةً عربية، وكان جوازه عربياً،

وليس العربي من عرف أن نسبه يمتدُ إلى غسان أو عدنان، أو كان أصله مضرياً أو نجدياً، أو يمنياً أو حجازياً،

ولا من كان نسبه عربياً نقياً، صافياً غير مدخولٍ أو مطعونٍ فيه،

وهو ليس من ولد لأبوين عربيين ينطقان العربية، ويحملان ملامحها،

وهو ليس من لبس العباءة ووضع العقال، وغطى رأسه بغترةٍ سوداء أو حمراء،

ولا ذاك الذي يشرب حليب النوق ويسكن أو يخرج إلى الصحراء،

ولا من يملك صقراً، ويحب العيش تحت الخيام،

ولا ذاك الذي تتناثر من جيوبه ومحفظته الدنانير والدولارات،

وتراه في البارات والمقاهي والكباريهات، تحت أقدام الراقصات والغانيات،

وهو ليس الذي يلتف حوله المنافقون ليسرقوه أو ينهبوه، أو يغدق عليهم ببعض ما عنده،

وليس العربي من يجالس العدو، ويتبادل معه أطراف الحديث وسوالف الأيام،

ولا ذاك الذي يتفق معه ويتعاون، وينسق مع أجهزته ويتخابر،

ليس عربياً في شيءٍ من صدق العدو وآمن به ووثق فيه،

العربي ليس لساناً، كما أنه ليس هيئة وشكلاً،

ولا يدل عليه اسمه ولقبه ولو كان أحمدَ أو محمداً،

إنما العربي من يهب لنجدة أخيه، ويسارع إلى مساعدته والوقوف معه،

وهو الذي ينزع ثوبه ليستر أخته ويغطي ما انكشف من عورتها، وبان من جسدها،

العربي هو ذاك الإنسان الحر الشريف الثائر المنتصر للحق والمؤيد له،

إنه صاحب النخوة والشهامة، والنبل والشجاعة، والصدق والكرامة،

إنه الذي لا يرضى بالضيم، ولا يسكت على الحيف، ولا يقبل بالإهانة،

إنه المنتصر للضعيف، والمجيب للملهوف، والمكرم للضيف، والباش في وجه الصديق،

وهو الذي لا يقبل بالظلم ولا يجبن عن بيانه، ولا يتردد في مواجهته،

للعرب إخوانٌ وأنصارٌ، باتوا اليوم في أقاصي الكون وخلف البحار،

لسانهم أعجميٌ وشكلهم أجنبي، وعاداتهم غريبة،

لكنهم عربٌ أقحاحٌ في سلوكهم، وأصلاء في أخلاقهم،

أصحاب شهامةٍ ونبل، وخلقٍ رفيعٍ وشرفٍ منيع،

تمعرت وجوههم غضباً، واحتدت كلماتهم وارتفعت أصواتهم غيرةً وألماً،

حيَّا الله عرباً لا نعرفهم، ولا ينطقون بلساننا ولا يحملون اسمنا،

وبئس عربي من بني جلدتنا، يطأطأ الرأس خيانةً، ويخفت الصوت غدراً، ويتوارى خجلاً، ويتآمر سراً وعلناً،

ولا ذاك الذي يسكت ويجبن، ويغمض عينيه ويتردد، ويقف عاجزاً ويتفرج، 

العربيُ سلوكٌ وممارسة، وخلقٌ وعمل، وغيرةٌ وشرف، وعزةٌ وكرامة، وانتماءٌ إليها بصدقٍ ودم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مصطفى يوسف اللداوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/08/27



كتابة تعليق لموضوع : ملامح العروبة الأصيلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net