صفحة الكاتب : سيف جواد السلمان

اردوغان قريباً .... من الثريا الى الثرى ......
سيف جواد السلمان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كم  مؤلما ومحزناً رؤية  شخصاً ينتقد اخر على فعل معين يقوم به ليفاجئ يوماَ انه يمارسه نفسه , ربما اسوء قليلاً او كثيراً , مابالك ان كانت حكومة تندب اخرى وتنعاها وتؤجج ضدها لانها وحسب رؤيتها تقوم باضطهاد شعبها واستلاب حقوقهم وحرياتهم.....  هكذا حال صديقنا اردوغان الذي جند نفسه فيما مضى من السنين لخدمة الشعوب العربية واصبح منبر اعلامي بحد ذاته يدعم هذا الشعب وينتقد تلك الحكومة رافعاَ شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان ومقدساً حقوق الشعوب في تقرير مصائرها واختيار الحكومة التي تلائمها ...... كان منشغلاً  كثيراً في مؤتمراته صحفية ام اعلامية  تلك التي تبحث الاوضاع في مايحدث بدول الربيع العربي ذلك الربيع الذي لم يجني منه العرب سوى دمار بلدناهم واستبدال دكتاتوراً بفيلق من الدكتاتوريين مقنعين باقنعة جميلة مطرزة  بكلمات السياسة المنمقة ومجملة بملصقات ترمز للحرية والانفتاح فهل هذا السلطان الجديد يختلف عن نضرائه العرب ام انه من نفس طينتهم ولكن ( فيرجن تركي) كما يقال في عالم البرامج والحواسيب ...... ولانبخس حق هذا الرجل فما قدمه لتركيا لا يعد ولا يحصى فمنذ ان بدأ مهامه كرئيساَ لبلدية اسطنبول عام  1994 حتى تسلمهه منصب رئيس الوزراء عام 2003 اتسمت فترته بتطوير البنية التحتية للمدينة وانشاء السدود ومعامل تحلية المياة لتوفير مياة شرب صحية لابناء المدينة وتطوير انظمة المواصلات من خلال انشاء شبكة مواصلات قوية وقام بتنظيف الخليج الذهبي (مكب نفايات سابقا) واصبح معلم سياحي كبير وبهذه الطريقة استطاع أرودغان تحويل مدينة اسطنبول الي معلم سياحي كبير، و انتشل بلدية اسطنبول من ديونها التي بلغت ملياري دولار إلى أرباح واستثمارات وبنمو بلغ 7%، بفضل عبقريته ويده النظيفة وبقربه من الناس لا سيما العمال ورفع أجورهم ورعايتهم صحيا واجتماعيا. وهذا ما أكسبه شعبية كبيرة في عموم تركيا  وبما انه من تابعي الاسلام السياسي و ببسبب شراسة دفاعة عن القضية الفلسطينية ومواقفه المجابهه لاسرائيل وانسحابه من مؤتمر دافوس بسبب عدم اعطائه الوقت الكافي  للكلام تجاه ماحصل من مجازر اسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في غزة  اصبح اردوغان القائد لامة لاينتمي لها (قائد تركي لامة عربية ) وحصد الشهادات الفخرية والهدايا من اغلب الحكام العب عرفاناً لمواقفة البطولية حتى بدأت الاعلام التركية ترفع في كل بلد كمصر وتونس وطرابلس،والعراق تهتف، تصيح بأعلى أصواتها للترحيب بمن حسبته خليفة المسلمين الجديد، ذلك.
الرجل الذي يمتلك شخصية كاريزمية مؤثرة، ويحظى بقبول شعبي واسع لدى الشباب العربي في ظل غياب قيادة في العالم العربي.. مفرداته تملك القدرة على إقناع الجماهير والاقتراب من مفتاح قلب رجل الشارع البسيط، مواقفه الصلبة تجاه القضية الفلسطينية، جعلت من رجب طيب أردوغان بطل العالم العربي والإسلامي، وقد وصفته صحيفة لفاينانشل تايمز الأمريكية بـ (ربما كان الزعيم غير العربى الوحيد الذي يعجب به العرب هكذا بعد تحرير صلاح الدين ـ وهو كردي ـ للقدس من الصليبيين سنة 1187).
ان الخطأ الكبير الذي ارتكبه اردوغان هو التدخل في شؤون الدول المجاورة وعدم تصفير المشاكل التركية مع اسرائيل التي ادركت جيدا ان لتركيا نفوذ واسع في المنطقة ربما سيدفع بقيادتها الى التفكير باعادة احياء الامبراطورية العثمانية الجديدة خاصة وان  الهالة الكبيرة التي تعود العرب ان يصنعوها لرؤسائهم صنعوها اليوم لاردوغان , ويبدوا انهم مجدوه وهلهلو  اكثر من اللازم حتى جعلوه يعيش حالة القائد الضرورة المدافع عن امة هو ليس منها وهي الامة العربية وبدأ يراوده تحقيق الحلم العثماني وحسب اعتقاده ان الوقت ملائم في ضل ماتشهده الساحة العربيية من تشضي وتفكك وانقسام  ولكنه اغفل شيئاَ مهما  الا وهو انه يسير على طريق (فوت بيهه وعلى الزلم خليهه) ذلك الطريق ذو الاتجاه الواحد الذي يمضي بسالكه  الى نهاية بائسة غير محمودة العواقب ... اردوغان في  الاشهر القليلة الماضية ارتكب غلطة شنيعة جسدها في اتفاقه مع الساسة الكرد الذين نجحوا في ابلاعه طعم سحب  قوات ال PKK الى داخل الاراضي العراقية واوهموه ُ بان هذه الخطوة ستضفي المزيد من الاستقرار على الساحة التركية وفي نفس الوقت التفرغ بشكل كامل للقضية السورية التي يسيل لها لعاب اردوغان اضف لذلك العمل على تحقيق الوصاية التركية على العراق خاصة بعد عقد الكثير من المؤتمرات التي تهدف للاطاحة بالنظام العراقي ولكن؟
كان يجدر به التفكير اولاَ ان نزاعه مع ال PKK هو الذي يجعله في اعين الاتراك القائد الشجاع الهمام الذي يضرب بيد من حديد كل من يتجرأ على مس السيادة التركية او اثارتة البلبلة والرعب في قلوب الناس وهو الذي يجعل المعارضة التركية تخفي اسنانها عنه وتتحمل عبثه بالسياسة الخارجية التركية التي بدأت تحصد الاعداء لا الاصدقاء لتركيا والاهم  من ذلك انه اغفل امكانية تحالف المعارضة التركية مع الكرد الموجودون في تركيا  والذين يتجاوز عددهم 15 مليون كردي للاطاحة به  والذين حلموا دائما وابداً باقامة الدولة القومية الكردية وهذا ما جعله الخاسر الاكبر في هذا الاتفاق فالمكاسب التي حققها القادة الكرد من انسحاب ال PKK الى الاراضي العراقية هي كالتالي:
 
1-أستخدام هذه القوات  كورقة ضغط ضد مايسمى بالتهديد العربي او تهديد حكومة المركز خاصة وان هذه القوات لها خبرة كبيرة في حرب العصابات تجاوزت 30 عاما ومجهزة بالاعتدة والاسلحة المتطورة ويتجاوز عددها ال 40 الف مقاتل.
2-أستخدام هذه القوات ايضا ضد التجاوزات الايرانية وقصفها المستمر لحدود الاقليم .
3- زج هذه القوات في النزاع الدائر في سوريا وخاصة في المناطق الكردية المحاذية لكردستان وبالتالي حفظ امنها واستقرارها وبالنتيجة امكانية اقامة اقليم كردستاني في سوريا في ضل النزاع والتوتر الحاصل هناك .
4- تحقيق مكاسب في تركيا ليس عن طريق المواجهه المسلحة او عن طريق استخدام السياسة الصلبة التي لم تثمر شئ خلال 30 عاما  بالتالي استخدام موضوعة تاجيج الشارع الذي يكون اكثر فاعلية واقل خسائر.
 
وبما ان الشارع التركي راق له مايحدث في الدول الاخرى من اسقاط الانظمة والحكومات وفي الوقت نفسة لم ينتبه لما يحاك له او ما يصيب دول الربيع العربي من دمار وتفكك وانهيار لكل البنى التحتية والاقتصادية والاجتماعية ووضع نفسه في ضل المواجهه الشخصية فقط كتحدي لاسقاط اردوغان ولو لحضتم  ان السبب الذي نشبت من اجله الثورة التركية هو سبب سخيف جداً ناتج عن اعادة تاهيل ساحة تقسيم او الغائها وتحويلها الى مرفق خدمي وهذا ما لايرتقي لموضوعة المطالبة باسقاط اردوغان وحكومتة خاصة وان الشعب التركي مرفه ومترف ولاينقصه او يعوزه شئ من الاشياء التي تطالب بها الشعوب العربية ناهيك عن ان اردوغان تقلد منصة الحكم  بواسطة  سبابات الشعب التركي التي انتخبتهه اكثر من مرة  ورغم هذا السبب التافه فان من اشعل الثورة في ساحة تقسيم نحج في استفزاز اردوغان وابلعه الطعم ودفعه لقمع المحتجين وهذا ما اجج بقية الشارع التركي تجاهه لتنتشر الثورة في اكثر من 40 محافظة تركية... قد اكون شامتاً لما يحدث لاردوغان او لبشار لانهم ساهموا بصورة مباشرة او غير مباشرة في قتل شعبنا العراقي في مناسبات عدة ولكنني بالتاكيد ادعوا لشعوبهم بالامن والامان والسلام .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيف جواد السلمان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/20



كتابة تعليق لموضوع : اردوغان قريباً .... من الثريا الى الثرى ......
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net