صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

حين غنى العالم بلي يابلبول
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في العام 1936، وكان الحدث الكبير في ألمانيا العظيمة ،وكان هتلر زعيم الرايخ الثالث يحضر مؤتمر الكشافة العالمي، وطلب من جميع الوفود عند المرورمن أمام منصة التحية أن تقرأ نشيد بلادها الوطني، ولم يكن للعراق أنذاك نشيد وطني، وكان ضمن كشافة العراق الأمير غازي وهو الملك الفجيع بعد ذلك حيث قتل ظلما في العام 1939 كما قتل ولده الشهيد فيصل الثاني رحه الله ظلما على يد ثلة من الضباط الخونة. بعد ذلك، بينما كان رئيس الوفد  الفنان الكبير حافظ الدروبي ،وكانت المهمة جسيمة، والحرج كبيرا يصعب تفاديه في هذا الحشد العالمي الكبير والموغل في الرهبة، وتحطيم القلوب، وفي حضرة أدولف هتلر شاغل الناس بسلوكه وسياساته وحروبه وتحالفاته.
أحرج الأمير غازي كثيرا، فمن أين له بنشيد وطني ،والعراق بعد مازال دولة محتلة من البريطانيين الذين إنشغلوا بترتيبات الحكم والسيطرة ،وصد المقاومة ،وليس غريبا أن لايكون من نشيد حينها ،فنحن مازلنا منذ عشر سنين نتجاذب الرغبات، والمعارك الثقافية والسياسية من أجل أن نتفق على نشيد لوطننا، نجتمع عليه بكل مكوناتنا الطائفية والقومية والدينية والمناطقية، ولم يحصل أي إتفاق في هذا الشأن لحد اللحظة الراهنة والمسكونة بقلق عميق من القادم والمخفي لنا ولبلدنا الحبيب العراق.
كان الموقف صعبا ومعقدا للغاية ، وعلى الوفد العراقي أن يؤدي التحية ،وأن يتلو نشيد بلاده، وهو أمر طبيعي لايمكن أن يصدق أحد أنه غير ذلك من كل الموجودين في ساحة الإحتفال الكبير ،ولم يكن لدينا بعد نشيد ...
وطن مد على الأفق جناحا
وأرتقى مجد الحضارات وشاحا.
ولم يكن لدينا نشيد:
موطني موطني
 المرحوم حافظ الدروبي كان عراقيا، وكان ملهما ، وقال للكشافة العراقية. سأردد وترددون بعدي كلمة (بلي) فقط، وعندما وصل كشافة العراق الى أمام منصة التحية، صار يقرأ النشيد الوطني التالي:
(يابنات بلبول) ، والوفد المستعرض يردد بصوت عال، بلي.
 
 يابنات بلبول بلي
 
 ماشفتوا عصفور.
 
 بلي.
 
 ينگر بالطاسه.
 
 بلي
 
 ورده وياسه
 
 بلي
 
 الخ.
 
 فتفاعل الحشد الكبير من كشافة العالم في أكبر ملعب بألمانيا وصار العالم يردد:
 
 بلي بلي بلي
 
 وقيل أن حتى المرحوم هتلر الذي إجتاح أوربا وتوغل في روسيا وأفريقيا وتحالف مع اليابان  تفاعل مع كشافة العراق. وقد تخلصوا من الإحراج لعدم وجود نشيد وطني عراقي .
يكثر الجدل هذه الأيام، وربما منذ أيام طويلة حول إمكانية الإتفاق على نشيد وطني يجمع العراقيين من الجنوب الى الشمال ،ويكون ملبيا للشروط القومية والدينية والمناطقية، ولايغفل تاريخ وحضارة العراق، ومجده التليد ،ولايبتعد كثيرا عن أسس ماكان عليه هذا الوطن، وهذا الشعب من تراث حضاري، وقيمي وديني .وربما يقترب الجميع في مجلس النواب خلال الفترة المقبلة من التوافق عليه ونتخلص ن الإحرا ولانعود نتذكر ( بلي يابلبول بلي ماشفت عصفور بلي ) ،وقد لاننساه لأنه ذكرى عزيزة من وطن يعاني القروح والكدمات، ويأبى أن يفارق ساحة الحزن التي أكلت منه الوجه وشوهت معالم الصورة.
 
Ham83ada@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/02/27



كتابة تعليق لموضوع : حين غنى العالم بلي يابلبول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net