صفحة الكاتب : جعفر المهاجر

لعن الله الطائفية ماأبشعها. !
جعفر المهاجر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بسم الله الرحمن الرحيم:

( وَتَعاوَنُوا عَلَى آلْبِرٍ وَآلتًقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلى آلإِثْمِ وَآلْعِدْوانِ وَآتًقُوا آللًهَ إِنً آللّهَ شَدِيْدُ آلْعِقابِ. ) جزء من الآية 2 من سورة المائده.
الطائفية بمعناها الواضح البسيط هي التعصب الأعمى  للطائفة ضمن مذهب ديني معين ، والانغلاق فيها ، والدوران في داخلها ، والدفاع عنها في الخير والشر. واقل مايقال عنها إنها حالة مرضية مدمرة  للمجتمع الذي يعيش فيه مواطنون من مذاهب متعددة تربطهم رابطة الهوية الوطنية ، لكن الطائفية تزرع في روح الإنسان المغرم بها، والداعي إليها روح العدوانية على حقوق الآخرين . وهذا الإنسان الذي يسيطر عليه الهوس الطائفي والعياذ بالله ، يجعل منه هذا الهوس المقيت عبدا مطيعا لها تتحكم بعقله وجوارحه ، ولا يستطيع الخلاص من أسرها  إلا بمعجزة إلهية. فهو يصرح بها في السر والعلن. ويدافع عن أسوأ الأشخاص في طائفته الذين يدينون بمذهبه حين تحدث أزمة في الوطن يتطلب حلها من ذوي النفوس الكبيرة والعقول النيرة التي لم يتلوثوا بها. والطائفي يكون أنانيا حاقدا نزقا  في أغلب الأحيان ، ويفتقر إلى روح التعاون الجماعي من أجل الخير وإصلاح المجتمع بتجرد ونكران ذات. ولا  يصلح أن يكون قائدا جماهيريا . أو يحتل منصبا رفيعا في الدولة. أو يكون عضوا في البرلمان .لأنه غالبا ماتنتابه هواجس تفقده توازنه الإنساني ، ويسقط في أول إمتحان. ويتخلى عنه أقرب المقربين إليه من الباحثين عن الحق والعدالة . وتجعل منه طائفيته التي تقوده نحو مطبات  وأخطاء سلوكية متأهبا دوما لمعارك وهمية مع الآخرين، وقد لمست ذلك بنفسي من خلال التعامل والنقاش مع  البعض منهم. والطائفي لايقتنع بالحقائق  والأدلة الدامغة التي يراها بعينيه ولا بأي رأي  آخر يخالف رأيه ، ويعتبر رأيه الأنضج والأصح دوما ، وهو فوق كل الآراء. ويقفز على الحقائق. وينظر إلى الجانب المظلم من الصوره  على إنه هو الحقيقة المطلقة ، لكنه يثور حين يُنعت بها . وينظر بعين الشك والريبة إلى أخيه  المواطن الذي يعيش معه في وطن واحد والذي  له مذهب آخر،ولا يحمل هذه الصفه. ويفسر كل ظاهرة تحدث ولا علاقة لها بالطائفية على إنها تستهدفه. وتستهدف طائفته، دون التمييز بين الحق والباطل . خلافا للجوهر الإنساني السليم وللقيم الأخلاقية والإنسانية النبيلة التي خلق الله البشرية من أجلها. والطائفية غالبا ماتؤدي  إلى فتن عمياء. وإلى تدمير الأوطان إذا ساد  أتباعها ويختفي في صخبها وجعجعتها صوت ألعقل ، ويحترق في أتون نارها الملتهبة الأخضر واليابس ، وتسفك فيها دماء الأبرياء ،لأنها  الطريق الخطر الذي يؤدي إلى الفتنة والفتنة أشد من القتل كما قال الله في محكم كتابه العزيز. وهي لاتختلف في بشاعتها وخطرها عن العنعنات الجاهلية الأولى  قبل الإسلام والتي كان فيها الإنسان الجاهلي الذي تقوده عصبيته  ويدافع بها عن قبيلته بكل السبل  مستعديا غيرها من القبائل. فجاء الإسلام وألغى هذه العصبيات الذميمة ، لكي يبني مجتمعا إنسانيا تعيش في ظله كل القبائل بوئام مع غيرها في ظل العدالة الاجتماعية حيث صار المسلمون كأسنان المشط ، أفضلهم عند الله  أكملهم إيمانا و أحسنهم أخلاقا كما قال رسول الإنسانية الأعظم محمد ص . لابل أمر أتباعه   أن يعيشوا مع الشعوب والقبائل الأخرى على سطح الكرة الأرضية، ليتعارف قيها بنو البشرفي ظل السلم والمحبة ، ويعمروا عالمهم ، ويبعدوه عن الصراعات و الحروب المهلكة التي غالبا مايكون مصدرها الأساسي التعصب للعرق والمذهب. على أن لايكون هذا المذهب  دعوة للصراع ومن حق كل إنسان أن يحتفظ بخصوصيته وقناعاته دون أن يعتدي على حقوق الآخرين وقناعاتهم. وجعل الإسلام الأفضلية للمتقين       من خلال الآيتين الكريمتين الواضحتين:  
بسم الله الرحمن الرحيم :
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ. ) الحجرات – 13.
بسم الله الرحمن الرحيم:
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. ) البقره- 208 .
وهناك آيات كريمة ، وأحاديث نبوية كثيرة  تحث البشر على نبذ  النعرات الطائفية و العنصرية وتحث على المحبة والتعاون والتآزر بعيدا عن سفك الدماء ، وتدمير الأوطان وخرابها. والطائفية التي انتشرت في الوطن العربي انتشار النار في الهشيم ، يروج لها صباح مساء وعاظ سلاطين عبدوا هذه الفتن الطائفية من دون ألله وغرروا بها الكثير من البسطاء والمغفلين، وأسموا أنفسهم  (شيوخا ) أوجب الله على الناس طاعتهم ظلما وعدوانا على الله وشريعة  نبيه الغراء .
وماذا عسانا أن نقول عن  مجتمع يدين معظم أهله بالإسلام كالمجتمع العراقي، وقد عاش أهله جنبا إلى جنب في وئام وسلام  مع معتنقي ديانات سماوية أخرى لمئات السنين تجمعهم كلمة العراق ؟وما الذي يمنعهم اليوم لكي يكونوا كذلك لولا هذه الفتن الطائفية البشعة  التي برزت كرؤوس الأفاعي السامة؟ أقولها بكل ألم ومرارة  إن العدوى الطائفية التي انتشرت في الوطن العربي والإسلامي انتشار النار في الهشيم. قد انتقلت إلى بعض مرضى النفوس فيه ممن يسمون أنفسهم ب ( العلماء ) و ( الشيوخ ) ليزمروا مع أولئك الوعاظ الشياطين دون أن يتقوا الله في شعبهم، ودون أن يدركوا خطورة طروحاتهم  الحهنمية البعيدة عن روح الإسلام وجوهره النقي. ليجنبوه أخطارهذه الطائفية المقيتة البشعة  التي ذاق الشعب العراقي بمختلف قومياته ومذاهبه مرارتها في السنين السابقة  ولم يجن منها إلا الخواء، ودفع من أرواح أبنائه أنهارا من الدماء الطاهرة سفكت على أرضه من قبل  قطعان  الإرهاب الضالة  التي  وجدت في الخطاب الطائفي المر البشع  طريقا لجرائمها المنكرة .، فيتمت مئات آلاف الأطفال، وكاد الوطن أن ينزلق نحو هاوية الحرب الأهلية الشاملة لولا العقلاء الذين تداركوا هذا الأمر الخطير. وأقولها للحقيقة والتأريخ ، ودون تعصب إلى المذهب الذي أنتمي إليه  لقد وقفت المرجعية الرشيدة  في النجف الأشرف موقفا مشرفا في تلك الأيام الشديدة الوطأة ، والحالكة السواد على الشعب العراقي لإنقاذ الوطن من الفتنة ، ودرأ الخطر الكبير الذي هدد العراق من أقصاه إلى  أقصاه ولولا وقفة  السيد آية الله  السيستاني والعلماء الأجلاء في النجف الأشرف  لحلت الطامة الكبرى .ولكن المواطن العراقي المحب لوطنه والخائف عليه من الإنزلاق مرة أخرى في ذلك الخطر الكبير بات يرى اليوم إن بعض السياسيين و(الشيوخ ) المزيفين يحنون إلى إعادة تلك الأيام السوداء إلى ساحات العراق بدفع وتحريض وبذل أموال من أعداء العراق الخارجيين والمتربصين به دوما وعلى رأس هؤلاء مشايخ قطر وآل سعود والسلطان العثماني أوردغان . بتحريضهم الطائفي المقيت  في فضائياتهم الحاقدة ، وبادعاآتهم    الباطلة على إن  أهل السنة  (يُقتلون ويسجنون ويُهمشون وحقوقهم ضائعة ). و( إن النظام الشيعي في العراق سيطر على كل الأمورفي الدوله .) و ( إن إيران قد خطفت العراق ) و( إن العراق السني لايمكن أن يبقى وحيدا .)  و (إن أمتهم العربية لايمكن أن تتركهم فريسة لعملاء إيران . !!!) إلى غيرها من الأباطيل الطائفية المقيتة التي  نسمعها يوميا من فضائيات مجندة  لشن الحرب الإعلامية على العراق وعلى رأسها فضائية الجزيرة الطائفية . وفضائيات ( عراقية ) ممولة من أعداء إستقرار العراق والوقوف على قدميه .  وإعادة العافية إليه. وهي تخفي وراءها أهدافا طائفية  شريرة لتمزيق النسيج الشعبي العراقي . ولم تتوقف فضائياتهم عن ذلك وفضائية الجزيرة لها  قصب السبق في هذا التحريض الطائفي المقيت الكريه الخبيث. والذي يؤلم ويدمي قلب المواطن العراقي الشريف الذي يخاف على وطنه  والذي لايملك وسائل الرد على هذا الإعلام التشهيري الضخم الذي يملك الخبرة في الدجل والتحريف . والوسائل المادية للقيام بعمله غير الأخلاقي وغير الشريف.
 إن بعض السياسيين في  الحكومة العراقية ومجلس النواب  في الداخل العراقي الذين انخرطوا في هذه اللعبة الخطرة  القذرة ، وتشتد حدة  أصواتهم يوما بعد يوم ،وكلما  تطفو أزمة على السطح، أو يعتقل القضاء بعض الأشخاص للتحقيق معهم يظهرون على هذه الفضائيات ليروجوا لبضاعتهم الفاسدة ، ويطلبوا من الناس داخل العراق وخارجه أن يصدقوا أكاذيبهم ودعواتهم إلى التحشيد الطائفي لضرب  وحدة الشعب العراقي. ومنهم من يقول أنا طبيب أعالج الفقراء بالمجان . ومنهم من يقول أنا دكتور في علم الأخلاق ، وآخر في علم السياسة وهلم جرا. فماذا يقول غير المتعلم؟ وقد ظهر الأمر جليا في الأزمة الأخيرة حين تم القبض على بعض حمايات وزير المالية رافع العيساوي.حيث بدأت تظهرعلى السطح  الطائفية الملعونة البشعة بأشد حالاتها ،وويروج لإشعال أوارها علنا أشخاص إستولى على عقولهم هذا الهوس الطائفي الأعمى البغيض وفقدوا  توازنهم ، وغرقوا في مستنقعها الآسن غير مبالين ولا هيابين بما تتركه صرخاتهم الظالمة العمياء من نتائج وخيمة على الأبرياء من شعبهم بمختلف قومياته ومذاهبه المتآخية في هذا الوطن الذي ذاق المرارات والويلات والنكبات من هذه الصرخات البشعة التي تذكرنا بصرخات عدنان الدليمي الكريهة في إستانبول حين نسب الطائفية إلى نفسه علنا . وتبعتها أحداث جسام والتي لم يجن الشعب العراقي من جرائها غير المآسي والمحن. ومن حق كل عراقي أن يسأل ما معنى أن يقف نائب في البرلمان ويعقد مؤتمرا صحفيا  يحرض فيه الجماهير على العصيان المدني وقطع الطريق الدولي العام بين العراق وسوريا والأردن ؟، ثم  يعلن عن تفاخره وطربه  لتلك  الاحتجاجات التي تكال  فيها الشتائم والتهديدات  للحكومة ورئيسها والتي جاءت بموافقة كل الكتل السياسية بعد أن قسمت المناصب فيما بينها .؟ وتطالب رئيسها اليوم  بالإستقالة الفورية    ؟وترفع فيها رشاشات الكلاشنكوف ولافتات تهدد بالقاعدة وبأبي مصعب زرقاوي جديد وغيره من رؤوس الإجرام العفنة المقبورة تحت يافطة جديدة بآسم  ( الجيش الحر )؟ والعلم الصدامي والكردستاني . ويترأس تلك المظاهرات والاحتجاجات  (شيوخ ) وأعضاء في البرلمان .؟ وهل يليق بعضو البرلمان الذي يصرخ  كلما يظهر في إحدى الفضائيات ( نحن بناة العراق ) أن  يتحول إلى قاطع طريق؟ ويجأر كالثور الهائج نحن هنا معتصمون إلى أن  يعلن نوري المالكي إستقالته. !!! أليس من واجب علماء الدين الأخلاقي والشرعي كبح جماح أمثال هؤلاء، وإطفاء نار الفتنة الطائفية بدل تأجيجها مادام الإسلام دينهم  الذي يهتفون له ؟ ألم يكن الإسلام النصيحة وكلمة التوحيد وتوحيد الكلمه؟ ألم يقل رسول الإنسانية الأعظم  محمد ص : المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده؟ ألم يشهد هؤلاء جرائم القاعدة في مناطقهم في السنين السابقة  وأفاعيلها المنكرة التي شابت لها رؤوس الولدان ؟ والعراق يعيش اليوم  في دائرة الخطر وسط نارمستعرة  ، وحرب طائفية محمومة مجنونة  من حوله. ؟ وماذا سيجنون إذا اشتعلت نار الطائفية الهوجاء من جديد على هذا البلد الذي مازال ينزف ؟ هل سيسلمون منها .؟ وهل إن عمل فردي منحط قام به ضابط وضيع أخلاقيا في  إ حدى قرى الموصل بالإعتداء على فتاة قاصر مسؤول عنه رئيس الحكومة ؟ وهل تحقير القضاء وإهانته والتشكيك به على الفضائيات  والدفاع عن المدان الهارب طارق الهاشمي الذي يتنقل بين أنقرة والرياض وقطر ويتآمر على العراق ويحرض  محافظات ديالى والموصل وتكريت على الثورة وإثارة الفتن الطائفية  في فضائية الجزيرة بعد أن خان الوطن وكفر بنعمته هو حالة صحية  من حضراتكم أيها النواب المحترمون و( الشيوخ ) الناصحون؟ ولماذا لاتقام مظاهرات واحتجاجات على تصريحات السلطان العثماني أوردغان الطائفية النتنة التي يصرح بها بين الحين والآخر ويغتنم فرص الأزمات في العراق ليكشرعن أنيابه الإنكشارية الحاقدة، ويقسم العراق إلى سني وشيعي وتركماني وأفلية وأكثرية على مقاسه الطائفي المذموم؟ ويرفض اليد التي تمتد له من قبل رئيس الحكومة العراقية ،وكأن العراق صار ضيعة له ، أوجعل من نفسه  المندوب السامي البريطاني أثناء احتلال العراق ليذهب ويتباحث مع  حلفائه الأمريكان في مصيره  ليجعل منه ساحة للصراع الدموي كما فعل مع الشعب السوري.؟ أليس هذا وطنكم الذي يتعرض إلى هذه الحملات الظالمة التي تحمل السم الزعاف لجميع العراقيين على اختلاف مللهم ونحلهم؟ أليس من واجب رئيس مجلس النواب أن يسارع إلى تطويق الأزمة مع رئيس الحكومة في بغداد  وهو الذي يمثل رئيس الجمهورية المريض مام جلال شافاه الله وعافاه بدلا من الذهاب ألى إقليم كردستان  الذي وضع رئيسه يده بيد أوردغان العثماني الإنكشاري ضد العراق . وربع ميزانية العراق مخصصة لدويلته؟ وصرح رئيس حكومته نيجرفان البارزاني وهو أبن أخيه لإحدى الصحف أخيرا بأن تركيا هي بوابة الأمل لهم ولدويلتهم؟ولماذا  هذا التلاعب بعواطف الناس وزرع الأحقاد الطائفية البغيضة . والمغامرة بمصير الوطن  لقاء غايات إنتخابية رخيصة.؟ ويذكرني قول الشاعر :
وفي الشرارة ضعف وهي مؤلمةٌ
فكيف لو أضرمت نار على بلدِ؟
لقد عاهدت نفسي قبل فترة أن لاأكتب شيئا عن صراعات  الساسيين لأنني أدركت إن هذا الأمر لاجدوى منه ، فكل فتاة بأبيها معجبة ،والسياسيون في العراق قد غرقوا حتى الثمالة بمكاسبهم الشخصية وهم في تنافر وصراع دائم لاينقطع ، فلماذا نتعب أنفسنا ونجهد عيوننا بالكتابة ؟ ولكن حب العراق هي مصيبتنا الكبرى التي تتأجج في أعماقنا. وكما يقول الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لاحياة لمن تنادي.
لست بصدد الدفاع عن هذه الحكومة ولا رئيسها أبدا ، ولكني كمواطن عراقي لاأنتمي لأي حزب من أحزابها والحمد لله لم أحصل على شيئ بسيط من حقوقي الضائعة في الزمن الصدامي، وما بعده وإلى هذا اليوم   وقد شارفت على السبعين من العمر، وحب العراق يحرق قلبي دوما  ولا  يفارقني  لحظة واحدة ، ولا أستطيع أن أرى ما يحدث في وطني ، ولا تتحرك مشاعري وأحاسيسي كإنسان هاجر من وطنه قسرا.
عليكم أن تدركوا أيها المحرضون على الطائفية الوضيعة والكريهة والبشعة  إن الهوية العراقية أقوى منها وهي التي سترسخ في النهاية ، وإن الشرفاء والعقلاء  في  مناطقكم التي تتعرض لتحريضكم المستمر لايرضون بما تقومون به وتدعون إليه حتى وإن كانت أصواتهم منخفضة عن أصواتكم العالية لأن البراميل الفارغة صخبها وضجيجها أقوى دائما كما تقول الأمثال ، ولا يمكن لأي مواطن عراقي شريف أن يرضى أن تلغى هويته ويتخلى عن قناعاته، ولكن عليه أن لايَظلم ولا يُظلم ، والنقد الهادف البناء هو الذي يفيد هذا الوطن ويوصل الجميع إلى بر الأمان  . ونزع الحقوق لايتم بالصراخ والتحريض على الطائفية في الفضائيات ، والإستقواء بأعداء العراق الطائفيين  بحجة الدفاع عن الطائفة ، ولكن ذلك يتم  بالحوارالهادئ البناء بين أبناء الوطن الواحد الذي عاشت فيه الطوائف والقوميات المتآخية لآلاف السنين لدرء الأخطار المحدقة بالعراق . وخيار العراقيين الوحيد أن يعيشوا بسلام آمنين في وطنهم رافضين كل قوى التكفير والضلالة من السفاحين الذين لايشبعون من دماء العراقيين . وإن شرف العراقيات عزيز جدا على أهل الغيرة والنخوة من العراقيين جميعا  وليس مقتصرا على فئة من الناس. وكل من يعتدي  على شرفهن  لابد أن يقتص منه القضاء وينال أشد العقوبات . وتربة العراق الطاهرة تبرأ منه . وأخيرا أقول لكم حاسبوا أنفسكم وراجعوا حساباتكم الخاطئة  قبل فوات الأوان . الله الله في وطنكم الذي يعج بالأرامل والأيتام والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة ، والمحروم من أبسط الخدمات . لاتضيعوه بصرخاتكم الطائفية العمياء فتضيعوا دينكم ودنياكم وآخرتكم. والله من وراء القصد. ولعن الله الطائفية ماأبشعها.
بسم الله الرحمن الرحيم:
( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ.) الرعد-17
جعفر المهاجر / السويد
10 صفر 1434ه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جعفر المهاجر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/12/26



كتابة تعليق لموضوع : لعن الله الطائفية ماأبشعها. !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : جعفر المهاجر ، في 2013/01/21 .

شكرا للأخ العزيز محمد ناصر على تعليقك الكريم وسؤالك عني لكم مني كل المودة والحب الأخوي .

• (2) - كتب : محمد ناصر ، في 2012/12/26 .

الحمد لله على السلامة استاذ جعفر
منذ زمن ونحن باشد الشوق لنرى مقالاتكم على الموقع





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net