صفحة الكاتب : هيثم الطيب

مراثي القلب الاعظم
هيثم الطيب

1
ماذا قلت للملائكة 
عندما رأوا قلبك
هل حدثتهم عن مراسم
الربيع التي مرت
دون ان تري منها واحدا
2
جزء منك بقي هنا
ينظر الينا بحزن
ينتظر ان يأتي الوقت
الذي يستطيع فيه احتضاننا
3
أفكر في كل لحظة بانك
ستطرقين الباب
وتفتعلين حديثا يبهرني
4
سأخبرك اليوم بأني اشعر
بنفس ماكنت تشعرين به
وانت تنظرين الى قلبي
وهو يبكي
5
اشعر بالحزن لان الراحلين
حملوا معهم التعب الذي أنهكهم
والزمن الذي مر سريعا
6
لا تستطيعين النوم في الظلام
ربما يؤذيك الان شعرك الناعم
ربما يؤلمك جسدك الرقيق
اشد ما يؤلمني الان
هو التفكير فيك
7
غيابك ايتها الام
يجعل الينابيع تنطفئ 
والابواب مغلقة
لو أنى أستطيع ان امسك 
بيدك مرة اخرى
8
لم تكن تغني لكن صوتها الاجمل
عندما انظر اليها
تصبح الاشياء كلها
لأنها القلب الاعظم في العالم
9
كنا ننمو وهي تكبر
وكنا نصير وهي نذوب
حتى اصبحت نورا
10
لو ان الامهات لا تموت
لأصبحن زهورا مضيئة
11
اظن بان الارض احتضنتك بهدوء
وانت تنظرين الينا نغادر
نحو الحياة التي كنت تطردين قسوتها عنا
12
من اجلك تحزن السماوات
كنت آخر من قبلك من وجنتيك
لكني لم أستطع ان اراك
وانت تنزلين الى الارض
13
احتمل ان الس الان قرب القبر
وافترض باني سأبكي
واتحدث اليك طويلا وانت صامتة
عن هذه الحياة التي تهاوت
14
لم تستطيعي اخباري عن آخر اخبارك
عن قلبك ربما
ربما توسلت الى الملائكة لكي تخبرني 
بما حدثتهم
15
حين أزور قبرك سأحدثك
عن الايام التي نتحدث فيها سوية
عن كل شيء
عندما تعودين من زيارة الاولياء
16
قلت لك مرارا عندما أمرض
فلتكن رائحتك معي
وكنت تباغتيني بقبلة فأشفى
17
عدت الى الارض 
رغم أنك لم تنس شيئا
من تلك الالام الهائلة
18
لا أستطيع ان اقول بانها رحلت
لأنها تجوب البيت في الليل
تطمئن بان حياتنا تسير بشكل أفضل
19
في المنزل كان لك ركن خاص
يشع بالغبطة
ملتصق بالأرض
شديد الايمان بالسماء
20
دخلت وانا احمل قلبي بين يدي 
لغرفة يسكنها الأسى
فقد انتهى كل شيء بعد ان ودعتك
21
لقد خدعتني هذا الحياة
فما زلت طفلا
من يرشدني الى نفسي الحائرة
22
كان حبك ينبع ولاينضب
وعلى ضياء قلبك يأتي الفرح
فقد كان قويا بما يكفي 
لكي لا ننكسر
23
السحر الذي تملكين
يجعل من ملمس عواطفنا
طريا وجميلا ومثاليا
24
تبتكرين كلاما يسر القلب
تصنعين حياة مهمة
في هذا الزمن وهذا المكان
25
الحقيقة أنك كنت اما
قبل هذه الحياة
وان الاشياء التي حدثت
كانت استمرار لوجودك
26
اعترف باني كنت أكره بأن أفكر
بأنك سترحلين يوما ما
فعندما كنا نذهب لزيارة المقبرة 
كنت اتحاشى النظر الى وجهك
27
مشاعري ببساطة ادونها على عجل
فربما كنت احلم
او كنت على ضفة السحر
اشعر بالخضوع لحبك
28
انا سيء لأني لا أزور قبرك كل يوم
لدي حياة مزع فيها الكثير من التفاصيل
والمسرات والخيبات التي غابت عنك الان
29
انتظرت طويلا لكي اكتب 
رثاء يليق بك
يشبه الالوان التي تحبينها
30
لقد انتظرت طويلا ان تعودي
لم أكن لأصدق غيابك هذا
فما زلت انتظر عودتك
بقلق
31
وانت تمكثين بعيدا 
لا يمكن لنا مرافقتك 
فروحك الان تحلق فوق المنزل
32
بشكل سريع ومفاجئ 
تهاوى جسدك
ايقنت بانه لم يعد قويا
منذ ان نظرت في عيني
33
كان المك كبيرا هذه المرة
فلم يسعفك قلبك
واصبحت ورقة ذابلة
34
ارتعشت من الخوف في تلك الليلة 
كنت أفقد الامل في الامساك بيديك
وأدرك بفزع باني سأشتاق اليك

35
الورقة الذابلة لم تقل شيئا
فقد احتقرت هذا العالم
المثقل بالخطايا ورحلت
36
اعتذر اليك فربما لم أكن
كما اردتي
ربما ابتسمت بعد غيابك
ولكني كنت ابكي كطفل
37
في آخر المطاف تبدو الحياة كمستنقع آسن
وجدت فيه طريقا للخروج بسلام
الى السماوات
38
اتذكرك في كل لحظة
هل يكفي هذا 
لكي تقولي للموتى: انه ابني
39
هل هدأت آلامك الآن؟
وذهب عنك الحزن
هل تعرفين باك خسارتنا
وأننا نشعر بالفراغ؟
40
ابحث عن غيمة تبكي لكي اشاركها البكاء
عن حلم يمر على فيه انت
اعيشه قدر ما أستطيع


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هيثم الطيب
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/08/06



كتابة تعليق لموضوع : مراثي القلب الاعظم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net