صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

استقالة التيار الزنكَلاديشي
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ليس من السهل على الفرد الزنكَلاديشي الحصول على مقعد في البرلمان، ذلك بسبب كثرة الأحزاب والتوجهات الزنكَلاديشية، وكذلك بسبب ما يشوب العملية الانتخابية من تلاعب وتزوير بسبب رشاوي بأموال طائلة وتدخل اجندات لدول إقليمية.

   لذلك يُعد من الغرابة تقديم أعضاء كتلة التيار الزنكَلاديشي استقالتهم، وهو الفائز الأكبر بعدد المقاعد البرلمانية، فلماذا يا ترى فعلوا ذلك؟ أظنهم كانوا يعتقدون أن الإطار الزنكَلاديشي سيرفض هذه الاستقالة، ويذهب إليهم ليتفاوض معهم، ويقرب وجهات النظر، ويقدم تنازلات، ويتوسل إليهم للعودة، وأن العملية السياسية لا تتم الا بتوافق جميع الأطراف؛ لكن المشكلة أن اعتقادهم هذا ثبت بطلانه، فقد رحب الإطار بالاستقالة، واحترام رأي وقرار كتلة التيار النيابية. فهل توجد خطة بديلة يا ترى؟!
   تذكرني هذه الاحداث بقصة طريفة فيها من الحكمة والعبرة الشيء الجميل: في يوم من الأيام كان الثعلب يلتهم حيواناً قد قتله، وفجأة علقت عظمة صغيرة في حلقه ولم يستطع بلعها، وفوراً شعر بألم فظيع في حنجرته، وبدأ يركض ذهاباً وإياباً يئن ويتأوه، باحثاً عن أحد يساعده، حاول أن يقنع كل من قابل ليزيل له العظمة قائلاً: سأعطيك أي شيء إذا أخرجتها. أخيراً وافق طائر الكركي على المحاولة، فاستلقى الثعلب على جنبه، وفتح فكيه إلى أقصى حد، فوضع الكركي رقبته الطويلة داخل حلق الثعلب، وبمنقاره حرر العظمة وأخرجها أخيراً. قال الطائر: هل تسمح بأن تعطيني ما وعدتني به؟! كشر الثعلب أنيابه عن ابتسامة ماكرة وقال: كن قنوعاً، لقد وضعتَ رأسك في فم ثعلب وأخرجته آمناً أليست هذه جائزة كافية لك؟!
   في بعض الأحيان يظن البعض أن لديه سياسته (مكر) الخاصة، ويطن بأنه قادر على اللعب مع السياسيين (الماكرين) الاخرين، لكنهُ يصطدم بمفاجآت ومطبات كثيرة تحرجه مع جمهوره قبل جمهور الاخرين، فبوجود (ثعلب السياسة الزنكَلاديشية) كما عبر عنه صاحب مقولة (والله ما أدري) لا أظن بأن التيار الزنكَلاديشي يستطيع فعل شيء، بل حتى قانون الرعب الغذائي لن يمرر أبداً وسيرد من قبل المحكمة الاتحادية كما في السابق.
   هنا لفتت انتباهي حكاية زنكَلاديشية أخرى: تعرضت غابة لحريق كبير، فهربت الحيوانات خارجها، ومن تلك الحيوانات كانت أفعى تحاول الزحف بأسرع ما يمكنها، لعل وعسى تنجو من النار. وأثناء هروبها وحال خروجها من الغابة مرهقة مصابة بالعطش، نظرت فوجدت فأراً. في تلك اللحظة خشي الفأر على نفسه منها، فأراد الهرب فنادته وقالت: لا تهرب أيها الفأر، فإنني نجوت الآن ولن أقتلك بعد هذا الخوف الذي رأيته، توقف الفأر وقال لها: لم أفهم. قالت له: أنا عطشى وأريد أن أكون صديقتك منذ الآن، فقط اسقني الماء. قال لها الفأر: الحقيني. مشى الفأر ومن خلفه الأفعى تزحف متعبة ومصابة بالعطش. حتى وصلا إلى بيت كان قد أعده وتعب عليه لفترة طويلة فدخل وخرج ومعه بعض الماء ليسقيها منه. شربت الأفعى حتى ارتوت. ثم قالت له: أريد النوم، هل من مكان هادئ؟ فأجاب الفأر الطيب: ادخلي إلى بيتي فهو معد بعناية. دخلت الأفعى ونامت واستيقظت بعد ساعات مستعيدة عافيتها كاملة فنظرت إلى الفأر فوجدته في البيت وقالت: اسمع، أنا أعقد اتفاقاً معك على أن أعيش هنا فلا نعتدي على بعضنا ونعيش براحة وأمن وسلام. أجاب الفأر متردداً: نعم. نعم. أنا موافق. بعد دقائق وبعد أن جالت الأفعى في بيتها الجديد حسب ما وصفته، قال لها الفأر أنا ذاهب لإحضار بعض الطعام فقالت له: لا تتأخر! وصل الفأر باب بيته وعندها التفت إلى الأفعى وقال: وداعاً إلى الأبد مبارك عليك بيتي، حياتي أهم. فنادته الأفعى: لماذا تشك بي؟ فأجابها: هذا اتفاق بين قوي وضعيف ليس لي فيه حول ولا قوة بل إنني وافقت عليه خوفاً على حياتي والآن أنجو بها.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/06/17



كتابة تعليق لموضوع : استقالة التيار الزنكَلاديشي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net