صفحة الكاتب : واثق الجابري

أجبن المخلوقات السياسية
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كتب زميلنا هادي جلو مرعي مقالًا بعنوان " لا تنتقدوا الفاسدين لكي لا يضعوكم في السجن"، فرد عليه أحدهم وقال: "إنهم أجبن المخلوقات"

المقال مزامنا ليوم حرية الصحافة، التي يأمل منها العراقيون أن تكون سلطة رابعة، قادرة على انتقاد السلطات وتقويم العملية السياسية، التي لم يعد الإعلام لوحده ينتقد عيوبها، بل باعتراف قادتها بأن معظمهم فشل في أداء مهامه، إن لم يكن شريكًا في الفساد والفشل، فهو لم يستطيع تشخيص الخلل وإيجاد حلول لمعوقاتها.

ينعقد الأمل على الصحافة،كي تكون رائدة وقائدة للرأي العام للتأثير على صناعة القرار وتقويم المسار، ولا ننسى أنها سلطة رابعة تنطلق من الشعب وتعيش وسط معاناته، وكل الذين يعملون بهذا المجال ويبتعدون عن أولئك المتملقين والعائلين على فتات موائد الفاسدين، فهم ينطلقون من الحياة اليومية بحلوها ومرها، ورحمة مسؤوليها الذين فسدوا ولا يتلفتون الى شعب يواجهة غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء والعواصف الترابية وفقدان الأمن والحالات الطارئة على المجتمع، وبذلك لا ينتظرون ما تقوله السلطات ويملي على الشعب جديده القاسي وكل ما فات عليه مات، فيكشف الإعلام ما يخفى على الشعب، لا ما تكشفه خلافات الفاسدين من تبادل اتهامات، وقنابل موقوتة تطيح بالكبار وتسقط شعاراتهم.

من جملة الأخطاء الكبرى، ترى البرلمان يتخذ قرارات من خارج أسواره، وبعض الكتل مأمورة تنتظر متى يتفوه قائدها، كي تبدأ فلسفات تفسير ( الأطروحة) والأمزوحة وساعة الغضب ورد الفعل، وحديث الالتفاف والتحايل وخداع الشعب، حتى تصبح الحكومة ليست شكلاً لرأي الشعب، بل فعلاً لإرادة بعض القوى، أو أداة لإرادة خارجية.

إن القرارات والمواقف والتفاوض والتناحر، صارت محصورة بين رؤوساء الكتل، وأي اجتماع يريد تشكيل الحكومة ويتجنب الإنسداد السياسي، تراه ينحصر باجتماع ثلاثة قادة، أو اتصال هاتفي بين اثنين وسكوت الثالث، وهكذا بالنسبة للمخالفات ومنها الدستورية، فلا اعتراض على مخالفة حليف سياسي، وبغض النظر عن شعارات الإصلاح وتقويم العملية السياسية.

عُدَّ النائب بمثابة مدير أعمال المواطن، ويفكر بالحل قبل أن يطالبه، ويناقش ويبحث ويسهر على راحة المواطن، لكن معظمهم لا يملكون إرادة وكتلهم فرضت عليهم أن يكونوا مستمعين مطيعين وببغاوات لا تجد على ألسنتهم سوى ما لقادتهم يمتحدون، وليس لهم رأي وفي الاجتماعات لا يُستدعون، بل منهم من يمنعون حتى في التعليق على صفحات التواصل الاجتماعي، وإذا كان من ينوب الشعب بهذا الشكل ومهدد بالطرق من الكتلة أو الاغتيال وبذلك يقبلون ويخضعون، فإنهم بالفعل أجبن المخلوقات، وهم سجناء تحت وصاية كتلهم، وجبناء لأنك أن انتقدتهم سيلجؤون الى محاولة سجنك وإسكاتك، وبالفعل إنهم سجنوا شعبًا بفرض شعاراتهم وكسروا إرادته بإضعافة إقتصاديًا وإجتماعيًا وخدميًا، ولسان حال المواطن يقول اجتمعوا بمدير أعمالي، ولا يقرر مصيري أجبن المخلوقات السياسية، الذين يخافون من نقد فسادهم، فيسعون لتكميم كل الأفواه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/20



كتابة تعليق لموضوع : أجبن المخلوقات السياسية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net