صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

حوار مع مدرب التنمية البشرية  الأستاذ عبد الواحد علي الخفاجي 
علي حسين الخباز

   جرت العادة في الحوارات أن نبدأ بمقدمة عن الضيف، وإيجاد المفتاح المناسب لدخول الحوار، أما في المحاورة مع مدرب التنمية البشرية الأستاذ عبد الواحد، فقد تركنا له ذلك الاستهلال، فقال:

 الحديث عن الأدب والأدباء لا بد أن يتطرق الى تأثير الأديب على جمهوره، ونحن في العلم التنموي عندنا طريقة تسمّى طريقة التأثير، أي كيف يؤثر المدرب على جمهوره؟ كيف يحدد الجهة المستهدفة؟ وما هي رسالته؟ وما هي المصادر الموثوقة للرسالة؟ وما هي الوسائل التي يستخدمها للوصول؟
 عنده رسالة ولابد أن تكون من مصادر موثوقة، وهو مرسل يحمل ثقافات المرسل، ويحمل صفات المؤثر، والمرسل اليه ليس كما الأدب شمولي مفتوحًا، وانما في التنمية يكون الخطاب لفئة محددة، واختيار الموضوع الذي هم بحاجة اليه.
 أنت لا تختار الجهة عندما تكتب كأديب، بينما عندنا مُسمّى يسمّى الاحتياج التدريبي، أنتم في الأدب تسمّونه المواءمة التدريبية، وعلى وفق هذا الاحتياج نقرر هذه الفئة تحتاج لهذا النوع من التدريب، عندنا التدريب منه على معلومات وعلى حقائق وعلى نظريات وعلى مفاهيم أو مدرب مهارات يدوية وأخرى ميكانيكية صناعية, فضلًا عن تدريب المعرفة وتدريب المهارات وتدريب السلوك.
 هناك سلوك خاطئ، والأدباء والمفكرون شخّصوا هذه الفئة من المجتمع، والسلوك الخاطئ يحتاج الى تصحيح كبقية التصحيحات، منه التصحيح السلوكي بناء على عقائد ونظريات ومصادر معروفة ومفهومة ومنطقية تصحّح مسار المجتمع. 
- ما هي المصادر التي تعتمدون عليها في محاضراتكم التنموية؟ 
  مصادر القرآن الكريم، وسنة الرسول (ص)، وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) هم أساس التنمية البشرية التي أعطوها تسميات الغرب وعملوها على شكل كورسات، وبدأوا تدريسها في الجامعات، وهي أساسًا صيغ أهل البيت (عليهم السلام)، والقرآن الكريم، وأحاديث الرسول (ص)، وهذه الأمور تعتمد على ثقافة المدرب الفني.
 البشرية تستضيء بمعلومات من المصادر التي يختارها فكر أهل البيت (عليهم السلام)، حيث فيه الكثير من الأمور التنموية كتنمية الذات ومفهوم النفس.
هناك سؤال مثلًا: أي مصدر تأخذ للحديث الصحيح للنفس، هل نأخذه من فرويد أم من القرآن الكريم؟ ففي القرآن هناك النفس اللوّامة، والفنس الأمّارة بالسوء، ويعني توجد نفوس مختلفة، المصدر الرئيسي أن تعرف نفسك من خلال الخطب، تعطي مفهومًا للنفس، وتوضّحه للناس.
 هناك النفس المطمئنة، ما هي النفس؟ تعطي تعريفًا للنفس، ثم تعطي وصفًا ما دام الحديث عن الذات، الذات يعني هناك مشاعر، هناك أفكار، وتعريف بالسلوك، وكيفية تغيير السلوك، هذه المفاهيم إذا أنت استطعت أن تغيّر نفسية شخص باتجاه المنطق الصحيح بحيث يمثل الكلام تمثيلًا منطقيًّا، ويرسخ في عقله مفاهيم جديدة حديثة منطقية، إذن أعطيت المؤثر، ليس فقط المؤثر أنت لديك الحكمة والإقناع والتأثير، هذه المفاهيم تتطلب في شخصيتك أنت أن تتعامل بها, ثقافتك، علمك، مصادرك، هندامك، لغتك، كيف تكون مؤثرًا دون لغة؟ كيف تكون مؤثرًا وأنت لا تقابل الناس بهندام مقبول؟ كيف تكون مؤثرًا وجمهورك مستهدف لرسالتك؟ أنت لديك رسالة مؤسسة للطلاب تطلقها على العمال، وتارة على الطلاب وهذا ما تسمونه المواءمة.
- قنوات التوصيل هل لها دور معين أم من الممكن أن يتم التوصيل بدون إذاعة أو بدون فضائيات؟ هل هذه القنوات مهمة جدًّا للعمل التنموي؟
  لدينا رسالة واقعية حقيقية نوصلها عبر الوسائل المؤثرة على الجمهور مثل: الخطابة, المنابر, الإذاعة, التلفزيون, شبكات التواصل الاجتماعي، في التنمية البشرية نعتمد نظام الدورات أي استهداف فئة موظفين أو طلاب، مثلًا نحتاج الى تحضير المادة التدريبية، لدينا طرائق ووسائل خاصة لإيصال رسالة المدرب، يعني الفئة مستهدفة والحاجة التدريبية تُصمّم عليها برامج التربية تكلمنا بشكل عام مثلًا عن ميل بعض الشباب الى الإلحاد أو ميل بعضهم الى الغرب، نحن لدينا وسائل إعلام كثيرة، ولدينا مفكرون من الأدباء، وعملوا رسائل رائعة جدًّا للشباب وللجيل وللمجتمع تتضمن التفاؤل والمستقبل والأمل, لو سألنا عن أفكار التشاؤم بأيّ وسيلة يؤثرون بها على جمهورهم، كانوا سابقًا يقرأون الصحف الآن لم أرَ أحدًا يقرأ جريدة!
 سابقًا كان جهاز الراديو، وهناك حرص على سماع الأخبار؛ لأن الراديو كان يعدّ وسيلة مؤثرة في حينه، شبكات التواصل الاجتماعي هي حائط متروك للشخبطة، ليس شيئًا محترمًا أو شيئًا مقدسًا، هناك أماكن مقدسة تجد فيها رسائل مختصرة إرشادية، علمية، فنية، ثقافية، المكان محترم والرسائل مختصرة ترشح في عقل المتلقي لتصل الرسالة.
- لاحظت معلمي التنمية لديهم أكثر من فنّ يستخدمونه مثل فنّ الإلقاء، فنّ الصورة، ويعتمدون على التصوير، ويعتمدون على استفزاز المتلقي بالأسئلة المحورية، ويحثونه على المشاركة، يبدو أنهم أخذوا جوهر الأدب، فالأديب اذا فشل أهمل متلقيه، الأديب الناجح هو الذي يستطيع أن يشرك المتلقي في أدبه.
 في التنمية، لاحظت المشاركة الفعلية عملية ترجع الى أول كلمة قلناها في الحوار، هو التأثير، عندما تتنوع قنوات التواصل تتنوع الوسائل: صورة, فلم, مَعلم من المعالم يشركها في حياته الخاصة، ويسأل متلقيه، ويرسّخ موقفًا معينًا، نحن الأدباء نتعلم من التنمويين، والتنمويون تعلموا من الأدباء؟ 
 الكل يتعلم من الكل، أهم ما تتعلمه سينفعك، وينفع الآخرين، العلم بالتدريب، ولدينا أثر ما بعد التدريب، أنا مدرب عليّ أن أقرأ ماذا دربتهم لنفترض دربتهم على آلة جديدة، لا بد أن أرى الفرق بين مهارته الجديدة والمهارة القديمة أثر ما بعد التدريب، مهارة المدرب هي متابعة المؤسسة التي أرسلت المدرب لتخريج المهارات. 
 - التنمية منذ بدايتها الى الآن، هل طوّرت نفسها من نفس الآليات؟ 
  اسمها تنمية، ولدينا مصطلح آخر يسمى النمو والتنمية، النبات ينمو، الطفل ينمو، وبعد النمو يصل مرحلة معينة، التنمية لا تتوقف عند حدّ، تبقى في مرحلة تطور ونموّ مستمر، التنمية البشرية بدأت للعالم بعد الحرب العالمية الثالثة التي نالت الناس منها الويل والحروب والدماء والقتل، فعدّوا ناسًا مفكرين لخدمة الإنسانية، وتعزيز برامج التربية تتم عن طريق تعريف الانسان بطاقاته، فكلّ إنسان لديه إمكانات وطاقات كامنة لا يدركها، فهناك من يحفز هذه الطاقات، ويخرج الابداع، ويخرج هذه القوة الكامنة.
صدى الروضتين:ــ شكرًا جزيلًا لهذه المحاورة، ونودّ أن نختمها بأن لدينا عقلًا قياديًّا عند المرجعية، اهتمّ بقضية التنمية، لدينا مثلًا سماحة السيد محمد صادق الخرسان، أصدر كتابًا بعنوان (التنمية عند الامام جعفر الصادق عليه السلام)، إذن التنمية تنميتنا أساسًا، هي من صميم علمنا علم أهل البيت (عليهم السلام).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/02



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع مدرب التنمية البشرية  الأستاذ عبد الواحد علي الخفاجي 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net