صفحة الكاتب : د . رعد هادي جبارة

لبنان ضاق ذرعاً بالأسلوب الاستعلائي السعودي معه*
د . رعد هادي جبارة

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هل يحق لسفيرٍ ما، في عاصمة معيّنة أن يعترض على تصريحات وزيرٍ في حكومة البلد المضيّف له علناً في وسائل الإعلام؟!

□الجواب بالنفي طبعاً

هل هناك قانون غير اتفاقية فيينا، ينظّم علاقة السفير السعودي مع الدولة اللبنانية؟!

□ الجواب: ايضاً لا، طبعاً.

هل ما قاله الوزير اللبناني جورج قرداحي عن شن السعودية و الامارات الحرب على اليمن خاطئة و تستدعي الاعتذار من قبل قرداحي و لبنان الى الرياض و دبي ؟!

□الجواب: قطعاً لا.

و هل تصريحات قرداحي و قوله بأن السعودية هي التي شنت حرباً عبثية على الشعب اليمني و أطلقت عليها (عاصفة الحزم!) جاءت بعد تولّيه الوزارة في حكومة ميقاتي؟!

□الجواب: أكيد (لا).

في رأيي؛ لقد قال الرجل كلمته ، و طرح رأيه، بموجب حرية التعبير المكفولة ضمن الحريات الواردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي تبنته الأمم المتحدة 10 ديسمبر 1948 في قصر شايو في باريس.

اذن لماذا يسمح السفير السعودي في بيروت لنفسه بتوجيه سهام النقد لوزير لبناني عبّر عن رأيه الخاص ،و لم يكن مخطئاً ،بدليل ان الملك السعودي نفسه و ولي عهده و وزيردفاعه، و كل المسؤولين و ضباط القوات السعودية الباغية و المهاجمة و المحتلة و المعتدية لم يقولوا إن اليمن هو الذي هاجمهم أولاً فاضطروا للدفاع عن انفسهم!، بل كانوا و ما زالوا يرفعون عقيرتهم و يفخرون بأن الجيش السعودي قرر التدخل عسكرياً في اليمن لإعادة الشرعية!! أي اعادة عبد ربه [يعني عبد هواه] منصور هادي ~ الرئيس المستقيل رسمياً ~ الى الحكم في صنعاء، و هو شخص مهزوز و مخذول و عاجز حتى عن ادارة عدن بل إدارة داره لوحدها !!.

يبدو أن لبنان

و الشعب اللبناني

و الوزير اللبناني

و الرئيس اللبناني قد ضاقوا ذرعاً بالاسلوب الاستعلائي الذي تتعامل به السعودية مع لبنان، و الذي تمظهر في رد فعلها على تصريحات محقة و شخصية لقرداحي، انطلقت من وحي ضميره الحي،بحيث استدعت الرياض السفير اللبناني لديها للاحتجاج ، و ضغطت على ثلاث دول خليجية (ومجلس التعاون الخليجي) لاتخاذ الإجراء نفسه تجاه السفراء اللبنانيين لديها ، علما بان تلك الدول تعلم و ترى بأم عينها أن اليمن الصامد وشعبه المدافع عن وطنه، منذ 7 سنوات يعاني من العدوان السعودي جواً،و براً،و بحراً.

بل و حتى الحكومة الامريكية الجديدة و بعض الدول الاوروبية قررت (و لو ظاهرياً) وقف تعاونها العسكري و تعليق تصدير الاسلحة الى الرياض لهذا السبب نفسه.

شخصياً؛ لقد اعجبتني شجاعة و شكيمة قرداحي:

الانسان

والاعلامي

والوزير،

ورفْضُه أي اعتذار من قول الحق أو التراجع عن تصريحات أدلى بها منذ 3 اسابيع قبل استيزاره ، ورفْضُه التعامل الاستعلائي مع بلاده،

و رفْضُه الإبتزاز من اي دولة او سفير لدولة في بيروت، لأن لبنان دولة ذات سيادة ولا يحق للآخرين التدخل في شؤونها وتحديد من يكون وزيراً او لا يكون فيها، أو ماذا ينبغي ان يقول هذا الوزير اللبناني او ذاك .

بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية عام 1961 ؛يحق للبنان أن يطلق صفة[شخص غير مرغوب فيه] على سفير السعودية في بيروت، ولا يحق للرياض أن تصف وزيراً محترماً في لبنان او دولةأخرى بأنه غير مرغوب فيه،

فرغبة الشعب اللبناني هي الفيصل

و رغبة مجلس النواب اللبناني هي الاساس في تعيين وزراء الحكومة

وليس ال سعود،أبداً.

☆رئيس تحرير مجلة "الكلمة الحرة".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . رعد هادي جبارة
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/10/28



كتابة تعليق لموضوع : لبنان ضاق ذرعاً بالأسلوب الاستعلائي السعودي معه*
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net