صفحة الكاتب : منتظر العلي

في حومة السرداب
منتظر العلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يجوبون صومعة الأسئلة عن أنفاس الماء- طعمه - لونه- مساغه - مبتداه، فيستيقظ الحنين لنجوب هذا الألق المزدهي سلاماً نجوب السطوع صاغرين- نرتقي هدب السلالم نزولاً إلى أعالي الرواء ثماني درجات مسرجة بالصمت الوقور- تهبط سلالم السرداب إلى حيث حياض النور وماء البركات- إذ تطفح الروح بالبشرى لنرى كيف يحمل الماء كل هذا البهاء- درجات من المرمر الأبيض، سنا يحتشد الماء ليعلن براءته من ظمأ مثرٍ سامه أعداء الحياة... الماء يقبل أقدام كل زائر يلج المكان- غيث ضمير يأتلق بالخير فيعضد العزائم- المياه صافية بحيث ترى عروق القدمين ليس مجاً ولا مالحاً... 
يرى البعض أنه من بقايا نهر العلقمي- الفرات- العلقمي مجرى حوِّل إلى وادي قناة (كري سعدة) ويسمى بالعلقمي نسبة إلى الوزير العلقمي، وهناك من يرى أن علقم تعني المرارة... ظمأ رواه الصبر فجاء يخشع لمهابة هذا القمر الهاشمي، لائذاً عند ضريحه المقدس من خوف... وكما يرى البعض من ندم يعلن توبته ليل نهار. يعترض البعض على أن يكون هذا الماء نهر العلقمي. فالتاريخ يؤكد اندثار النهر منذ قرون !! هذا ماء آخر... ربما هو دموع الزائرين، ولذلك يطول الحديث عن كراماته... البعض يرى أن الماء في السرداب راكد غير جارٍ، بعض الجدران  المتوارية مبنية بالنورة والرماد والآخر بالأسمنت- الماء له نكهة زكية ببركات القرب من ضريح العباس (ع) لا يتعفن ولا يأوي الطحالب إطلاقاً. وأكد الدارسون إن الماء لم يحدث أي تصدعات إلا عند سحبه كلياً. وقد شيد السرداب على طراز رومي، وبعض المسالك ضيقة وبعضها ملتوٍ، الماء نحمله بركات شفاء... لا تخشى منه على الضريح... فهو محمول على أجنحة الملائكة المقربين. وهناك من يرى أن النهر استحى من عتاب الإمام زين العابدين فتوارى خجلاً بين أضلاع المكان. 
التحليلات المختبرية أثبتت أنه ماء صالح للشرب. وقد روى أحد المؤرخين أن الماء في السرداب كان يجري مثل النهر، لكن من شيد المرقد المبارك ردمه خشية على المرقد منه... ثمة علاقة بين الماء وسيد الرواء، أما الحديث عن الكرامات فكثير... ومنه يروى أن السيد محسن الحكيم جلس فيه يجهش بالبكاء، حيث رأى أن الماء قد فاض وطغى، لكنه حار حول القبر ولم يلامسه، فأمر بفتح باب السرداب، ليرى الناس هذه المعجزة... ماء يقف لطوله، دون أن يمس جدار القبر الشريف.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


منتظر العلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/25



كتابة تعليق لموضوع : في حومة السرداب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net