كلام الهادي(ع) حصانة للمؤمنين من أباطيل الغافلين
عبد الناصر السهلاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

اعظم الله تعالى اجوركم بشهادة الامام علي الهادي عليه السلام

تعد الزيارة الجامعة الكبيرة، اضافة الى زيارة يوم الغدير من اهم الوثائق العقائدية والتاريخية التي وصلت الينا من كلام الامام الهادي(ع)، وهما من نعم الله تعالى التي حُفِظت لاتباع اهل البيت(ع)، في مثل ظرف الامام(ع) الذي لم يكن يُتَوقع ان يصل الينا منه شيء بعد الظلم الذي تعرض له ورافقه طوال سنين حياته القصار وتلك المحن الجسام التي ابتدأت باستشهاد ابيه الجواد(ع) وهو في سن السابعة، ثم الاضطهاد، والاعتقال، والاقامة الجبرية، ومحاولات الاذلال والحط من قدره، وعدم السماح له بلقاء الناس، ومع كل هذا التضييق، فان وصول نص مبارك منه(ع) يعد عناية ربانية، فكيف اذا كان هذا النص فيه من بيان منازل اهل البيت(ع) ما يثبت عقيدتنا بهم وباجلى بيان وتركيب فبالتاكيد انه سيكون ثروة روحية لاتباع اهل البيت(ع).

هذه الزيارة الجامعة فيها رد واضح على اوهام بعض اصحاب المقالات الباطلة، فهذه الزيارة ترسم العقيدة الواضحة في اهل البيت عليهم السلام ومعها ترد اباطيل الهرطقات التي نفثت من صدور بعض (المتنورين)، ومن تبعهم على عمى فهم متنورون في كل شيء الا من نور كلام اهل البيت(ع) وفهم عقيدتهم .

ولنعطي امثلة سريعة لبعض شبهات هؤلاء ممن يدعون الانتماء لمدرسة اهل البيت(ع)، وكيف القمتهم الزيارة الجامعة حجراً.

 

- #قال_احدهم*: ((التشيع اجتهاد من الاجتهادات في الاسلام، لان الحقيقة ليست عند احد، ولا يستطيع احد ان يقول انا اقرب الى الحقيقة من فلان...)) هذا بعض كلامه ويسترسل بحيث يجعل حتى من الملحدين مجتهدين ومن ابن تيمية مجتهد بتجسيمه لله وهكذا كل الملل والنحل من هندوسية وبوذية وزرادشتية بحيث لا يحق لك ايها الشيعي ان تقول في قبالهم انا اقرب الى الحقيقة منهم !!!!

والآن لنقرأ كلام الهادي(ع) في قطعة قصيرة جدا من الزيارة في وصف اهل البيت(ع): ((فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم واليكم)) . فايهما نصدق برأيكم ؟!!!

هذا المسكين خلط بين مايكون مصدره الله تعالى وحججه من الانبياء والاوصياء وبين باقي الناس واجتهاداتهم، فنحن نساله: هل التشيع اسسه الناس حتى تقول بانه اجتهاد ولا يملك الحقيقة فيه احد، ام انه خط الهي يعبر عن الاسلام الصحيح، اسسه الله ورسوله ودلت على هذا التاسيس احاديث متواترة متضافرة مستفيضة من حديث الثقلين الى حديث الغدير الى حديث السفينة الى غيرها من الاحاديث، فهل النبي واثنا عشر اماما والزهراء صلوات الله عليهم، من الذين لا يجوز لهم ان يحددوا الحقيقة فنقول بقولهم، ام ماذا ايها النحرير؟!!! فنحن نحدد الحقيقة بتحديدهم، ونقطع بقطعهم، فدع الاجتهاد لك وعدم معرفتك بالحقيقة، ودع لنا الحقيقة التي اخبرنا بها ابو الحسن الهادي عليه السلام، ولا نطيل اكثر.

 

- #وقال_آخر**: ( ان النبي والائمة مجتهدون يحتمل في سلوكهم الخطأ سواء في جانب الفعل او القول، فهم معصومون لا يخطئون في تبليغ الدين فقط، واما في باقي حياتهم فهم بشر يتعرضون للخطأ في اجتهاداتهم).

وهذه الدعوى البليدة تردها كلمات الزيارة كلها وهي تبين عظمة هذه النفوس الشريفة في كل المجالات، سواء المرتبطة بالله او الناس، بالدين او الدنيا، بدون تفريق، ونختار من هذه العبارات على سبيل المثال قوله(ع): ((وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحق والصدق والرفق، وقولكم حكم وحتم، ورأيكم علم وحلم وحزم))

فأين هذا القائل المسكين من هذا الوضوح، ومن اي مشرب تلبس بهذا القول الفاشل علماً ووجداناً، فهذا شأنهم وقولهم وفعلهم، تصفه لنا هذه النفحات الربانية التي سطرها ابو الحسن الهادي(ع)، وهي تأكيد لما قاله آباؤه الطاهرون من قبل، فكل معاني هذه الزيارة الجليلة موجودة في كلمات اهل بيت العصمة عليهم السلام، ولكن من يركن تراثهم على الرف سيكون مآل عقله الى هذا السخف من القول .

 

- #وقال_ثالث***: في وصف كل الذين اسلموا في بداية دعوة النبي(ص) بدون تمييز بينهم، حيث قال بالنص: ((اذا كان الاسلام قد قدم خدمات جليلة للانسانية على صعيد ايقاض البشر وتهذيبهم معنويا، ورفع مستواهم الحضاري فلا ريب ان لهؤلاء الافذاذ ديناً ليس في اعناق المسلمين فحسب بل في عنق التمدن البشري على الاصعدة كافة، وان التعرف على هؤلاء لا يعيننا على فهم الاسلام من مصادره الاولى فحسب، بل سيكون بوسعنا قراءة شخصية محمد بمعالمها الدقيقة في عيون هؤلاء الرجال))

ولا ادري ماذا اصف هذه السطور، فهؤلاء الذين وصفهم هذا القائل، فيهم المنافقون والغاصبون لحق اهل البيت(ع) والمعادون والمحاربون لهم، فكيف جمعهم في وصف واحد مع امثال: الحمزة، وعمار، وابي ذر، وغيرهم من الاوائل، ولا ادري كيف يمكن ان اقرأ شخصية النبي(ص) من خلال من قال له (انك تهجر) او الذي (سرق ارض فاطمة ع) او الذي (يكنز الذهب والفضة)، فايهما تصدقون كلام هذا المسكين ام كلام الامام الهادي(ع) الذي يقول: ((من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله،... من أتاكم نجى، ومن لم يأتكم هلك،... سعد من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضل من فارقكم، وفاز من تمسك بكم، وأمن من لجأ إليكم،))

فبعض هؤلاء(الافذاذ)، والذين(هذبوا البشر وخدموا الانسانية) في كلام هذا القائل، هم اعداء الله في كلام الامام(ع)، ولا مزيد.

 

والسلام على ابي الحسن الهادي غريب سامراء وعلى آبائه وابنائه الطاهرين ورحمة الله وبركاته.

والحمد لله اولا واخرا وصلى الله على محمد واله ابدا

واسألكم الدعاء

عبدالناصر السهلاني

————————

اصحاب الشبهات الثلاث اعلاه

*كمال الحيدري

**حيدر حب الله

***علي شريعتي

الموضوع السابق الطلبُ والرجاءُ بـ(ارزُقْنا فرجَه)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat