صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

تعييناتُ القطاع العام علاجُ الخطأ بالخطيئة
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الخطأ في اللغة هو ضد الصواب وعكسه ، وهو مايُرتكب بدون قصد لذا جاء في الأثر " رُفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما أُكرهوا عليه" الا ان يكون خطأً جسيماً يؤدي إلى ضرر فحين ذاك يستدعي التعويض أو الدية كما في القتل الخطأ ، أما الخطيئة فهي ارتكاب الخطأ عمداً وقصداً لذا فهو ذنب وإثم . منذ سنوات وخبراء الاقتصاد ووزراء المالية والتخطيط يصرحون ويلمحون ويصرخون ويهمسون ان الدولة العراقية كبلت نفسها بملايين الموظفين الذين لايجدون حتى كراسي يجلسون عليها ، وان اقتصاد العراق الريعي سيجعل من هذه الملايين قنبلة موقوتة ستنفجر حالما تهبط اسعار النفط وتعجز الحكومة عن تسديد الرواتب . وفي كل مرة تتظاهر شريحة ما إما لتعيينها أو لزيادة مخصصاتها فتستجيب الدولة !!! ففي تظاهرات تشرين عيّن السيد رئيس الوزراء السابق -وهو الخبير بشؤون الاقتصاد والتدبير - عيّن 500 ألف موظف مما أضاف عبئاً جديداً على الموازنة العاجزة أصلاً عن تسديد الرواتب قيبل الإضافة بسبب انهيار اسعار النفط في ظل جائحة كورونا . اليوم رئيس الوزراء الكاظمي يطلق درجات وظيفية جديدة ومخصصات جديدة للموظفين كلما رأى تظاهرةً أو سمع باعتصام ، أو بلغ بإضراب ، بينما يحذر خبراؤه الاقتصاديون من كارثة اقتصادية مقبلة حتماً ، وتتحدث وزارة المالية في حكومته عن قانون اقتراض داخلي وخارجي لسداد الرواتب للأشهر الثلاثة القادمة . في حين تتراخى الدولة عن الحلول الاخرى كتنمية الصناعة والزراعة والتجارة والاعتماد على الذات وخفض النفقات غير الضرورية . معادلة يصعب فهمها هل هي تحضير العراق لكارثة اجتماعية واقتصادية وامنية ، أم أن ما يعلن هو مجرد تهويل وتخويف ؟ من يتأمل تصريحات المختصين يتوقع ان يكون هناك تقشف في مجال الصرف وتقليل الاجور وضبط الانفاق الحكومي مهما كانت قوة المعارضة . فرنسا التي واجهت مشكلة اقتصادية فاصدرت قوانين تؤذي طبقة من الناس لم تتخلّ عنها رغم استمرار مظاهرات ذوي الستر الصفراء لعامين ولم تلبِّ إلا النزر اليسير من مطالبهم بحدود المستطاع لكنها تشرح للفرنسيين ما لها وما عليها دون خوف أو مواربة ، فأقنعت الأغلبية من شعبها وقلصت عدد المتظاهرين . الشعب يتفهم من المسؤول سياسات الدولة إذا ايقن صدق المسؤول ونزاهته واخلاصه لوطنه وشعبه . في اليونان بلغ الحال أن توقفت رواتب المتقاعدين لأشهر بل وتبخرت أرصدتهم ومدخراتهم في البنوك والمصارف ، لكن الحكومة تصارح الشعب يومياً بما تنوي القيام به لتخطي الأزمة وكان لها ما أرادت . فمتى ما جعل المسؤول همه وطنه ومواطنيه وأصحر لهم بمكنون الأزمة ومسبباتها ورؤية العقلاء لحلها استجاب الجمهور وتحمل العناء . اللهم احفظ العراق وأهله .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/11/01



كتابة تعليق لموضوع : تعييناتُ القطاع العام علاجُ الخطأ بالخطيئة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net