صفحة الكاتب : علي التميمي

عندما تهان الشهادة الجامعية
علي التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الطموح والآمال وحب الأستزادة لم تكن يوما من المحظورات لا في القوانين الالهية ولا الوضعية، وعلى الانسان كونه فطر على حب التطلع نحو الأفضل، والسعي للحصول على أكثر مما يمتلك بين يديه.
تظهر معالم هذه الرغبة منذ طفولته وبشكل جليّ، وتستمر وتنمو في داخله حتى الكِبر، مما يجعلها مستساغة لدى الجميع ولا غرابة فيها.. إنما يكمن الاستغراب في من لا يملكون أي طموح، لتطوير أنفسهم وذاتهم وإن كانوا كبار العمر.
على الرغم من يقيننا أن الزمن يقلص رغبات الانسان بشكل تدريجي، كذلك يضائل طموحاته شيئا فشيئا فيصبح بمرور السنوات أقل حماسا وسعيا .
تبقى حقيقة إن لكل مرحلة من مراحل الحياة، طموحاتها وأمنياتها الخاصة بها، فيتوجب على الشباب الطموح أن لا يسقط في فخ الروتين اليومي، ويصبح بذلك كالآلة ينتهي عملها بنهاية ما حُدد لها من وقت.. البحث عن تطوير الذات ليس حكرا على أحد، بل هو مرهون بما يقدمه الشخص لذاته، من زيادة في التعلم وعدم الاقتناع بما تحقق من مستوى علمي، والمداومة على إرتياد الاماكن التي ينال فيها زيادة في العلم، وما يحدث من تطور ودائما ما نسمع عن شيء جديد، بل أكثر من ذلك فما أن تستعد لدراسة حدث معين، يكون الذي يليه قد ولد، وبذلك من يريد تطوير ذاته عليه الاستمرار.
حالة إنفرد بها وفرضها واقعنا نتيجة تنذر بخطورة مرحلة قادمة، وهي تعطيل طاقات الشباب وبشكل متعمد أحيانا.. والدليل هو ما تناقلته بعض مواقع التواصل الأجتماعي، عن إعلان لفرصة عمل في إحدى محلات بيع الحلويات، وبصفة عامل وهذا طبيعي, لكن ما يدعوا للغرابة هو وجود شرط حمله للشهادة الجامعية!.
لنسأل هنا ما الذي تفعله الشهادة في عمل يخص الحلويات؟
العبرة ليست لمكانتها أو كيف تم الحصول عليها، بل عن الكيفية التي يتعامل بها المجتمع مع أصحابها.. فما حدث ويحدث ليس وليد الصدفة وإنما هو نتيجة طبيعية للتفرد بالقرار، وفشل واضح في إدارة أهم مؤسستين حيويتين هما، التعليم والشباب الذين يمثلان القاعدة الرصينة لبناء دولة قوية.
قضية شخصنة أغلب المؤسسات ألقى بظلاله السلبية على إدائها، الآن ومن خلال ما تنتهجه بعض الجهات السياسية، من إحتضان شريحة الشباب ومنحهم الفرصة، يبعث برسائل أمل لمرحلة قادمة، الاساس فيها الذهاب لدولة شابة قادرة، تتمتع بطموح الوصول الى ما يوازي التطور، كذلك تبنّي تشريع قوانين، تعيد الشهادة الجامعية الى سابق عهدها بل وأفضل منه، فلازال هناك بصيص ضوء في نفق مظلم، سيتحقق معه الهدف الكبير بالخروج منه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي التميمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/02/23



كتابة تعليق لموضوع : عندما تهان الشهادة الجامعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net