صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

يا ليتكم بشجاعة زهراء بنت الحشد .
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كلنا يعرف كيف تكون الحشد، بعد عجز رئاسة الوزراء المتمثل بحزب الدعوة! وخلال السنوات الخمسة عشر المنصرمة، وما لحق المواطن العراقي من غبن وحيف وعوز، وصل لحد الملل والنفور! ومن نتائجها عدم الحضور والإدلاء بصوتهم لإختيار أعضاء يمثلونهم تحت قبة البرلمان، ومنه تشكيل الحكومة التي أثبتت فشلها ولا تستطيع أدارة دولة، لكن المناقع الشخصية والسرقات والأرصدة التي جمعوها خلال الفترة الماضية، التي لم يكونوا يحلموا بها يوماً لازالت تعمل وبوتيرة عالية، وكل إعتقادهم أن من إنتخبهم من جمهورهم المستفيد منهم أنه يريدهم، وهم قلة، لكن مبغضيهم اليوم في ساحات التظاهر رافضاً لهم .
أول أيام الفتوى المباركة، ظهر على مواقع التواصل مقطع صغير لطفلة لا يتعدى عمرها الأحد عشر عاماً، وهي تلبس اللباس العسكري، مع تلك القوات المتجحفلة التي تروم تحرير المناطق في شمال صلاح الدين، وهي ترتجز بكلمات إرتجالية تجعلك عاجزاً عن ما يجول بقلبها وعقلها، وتقول في نفسك من علمها هذه الكلمات؟ التي يعجز سياسيوا الصدفة عن نطقها، بل قالت كلمات وكأن وحيٌ قد علمها، النصر قريب، وكان ذلك النصر الكبير الذي أذاق الدواعش مر الهزيمة، التي وضعتهم أمام نيران هذا الحشد الذي إجتمع بكلمة من مرجع قلب الموازين، وحرر العراق بتلك الكلمة، وراحت الأموال التي صرفتها دول الخليج وعلى رأسهم أمريكا أدراج الرياح .
زهراء ليست من الطائفة الشيعية، لكنها قالت بملء الفم، أنها بنت الشيعة بنت الجنوب، وهي من سكنة محافظة صلاح الدين قضاء الشرقاط! ومن عشيرة الجبور، فهل قالها من السياسيين الذين يدافعون عن مذهب السنة؟ أؤلئك الذين يدّعون أنهم مهمشين، وجلهم مشارك بالحكومة وبمناصب سيادية! كذلك تلك المناصب لم يحلموا بها يوماً، وهذا يجعلنا بمفترق طرق، هل هؤلاء السياسيين جاءوا بدون إنتخاب وأصوات؟ ام هنالك من إنتخبهم! واذا كانوا كذلك فلماذا خرجت تلك التظاهرات في وقتها؟ وأدت لدخول داعش الذي دمر المدن، وخسرنا شباب بعمر الورد جراء تحرير تلك المناطق من دنس هؤلاء الرعاع، الذين تم إستقدامهم من كافة أصقاع الأرض .
اليوم لازالت التظاهرات مستمرة، وهذه المرة ليست كسابقتها، بل تعدت ذلك  بكثير بعد الملل الذي أصاب المواطن، جراء الوعود غير المتحققة للفترة الماضية، التي طالما نسمع بها دون نتاج، وهذه المرة تختلف كذلك من حيث الذي سيتولى المسؤولية، أن عليه تنفيذ المطالب المشروعة وليس كالسابق! ومن خلال النتائج ونوع التظاهر أنه لابد من التغيير، ولا يمكن الرجوع للوراء لنكرر نفس المسرحية، تلك الايقونة التي إنتهت صلاحيتها، وما الفترة التي ستطرح معالجات شتى، يلاحقها التخدير بوعود على الورق وبعضها يتم تطبيقه، ومن الممكن يكون حالها حال الوعود التي سبقت، بالتالي التغيير قادم لا محالة .
أمية الجبارة تلك المرأة التي تعادل مئة رجل بالأسم، وقفت وقفتها المشهودة بوجه الإرهاب التكفيري، ورفعت سلاحها مع ثلة من المؤمنين الذين يؤمنون بالقضية، هي من نفس المحافظة التي تنحدر منها زهراء بنت الحشد، بنت الجنوب، بنت الشيعة كما تدعي، وعلى خطى أمية، فهل هنالك تزامن من المؤمنين بالقضية التي ترفض الإرهاب بكل أشكاله لاعنتهُ ومبغظتهُ، كما تحاربهُ زهراء اليوم؟ وبالطبع هذا طريق ذات الشوكة، فهل سيتجرأ سياسيوا الصدفة ويقول كما قالت زهراء كلمتها؟ ويعلن إنتمائه للعراق وليس لطائفته ومبغض للطرف الآخر، وكلنا يعرف كيف تم إستهداف الثائرة أمية لتذهب لربها شهيدة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/07/27



كتابة تعليق لموضوع : يا ليتكم بشجاعة زهراء بنت الحشد .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net