صفحة الكاتب : عماد الاخرس

صحفيو السلاطين
عماد الاخرس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     هناك حقيقة إعلاميه معروفه وهى إن التقرب من ذوى النفوذ في الدولة هو ذروة السقوط المهني وتعنى البعد عن الممارسة الشريفة للعمل الصحفي وعدم نقل الحقائق والوقائع بمصداقية.
     أما عن عنوان المقال فهو قريب من تسمية وعاظ السلاطين التي أطلقها الكاتب العراقي الكبير ( على الوردي ) على إحدى مؤلفاته وهم من يقدمون النصح والمشورة للسلطان مقابل مكاسب شخصيه و موجودون في كل زمان ومكان.
     وفى التاريخ السياسي العراقي الحديث ظهرت شريحة جديده هم صحفيو السلاطين وهؤلاء يسخرون أقلامهم بما يخدم مصالح المتنفذين أصحاب القرار في الساحة السياسية ويكتبون ويحللون الأحداث بما يشرعن أعمالهم وتصرفاتهم الخاطئة وحتى يبررون ظلمهم وطغيانهم .
     وللعلم فان مهمتهم تختلف عن الوعاظ في الأسلوب وتلتقي في الغاية وهى المكاسب الشخصية. 
     إنهم يتسابقون للتقرب من القادة ولقائهم ويتهجمون ويقذفون بالإساءة كل من ينتقدهم أو يكشف أخطائهم ويبذلون جهدا ويتوسلون من اجل  التقاط الصور معهم ونشرها في الصحف المقروءة والمكتوبة وبالأخص صفحات التوتير والفيسبوك ومواقع الانترنيت.
     وللنكتة أقولها لا اعلم إن كان هؤلاء يتصورون بان إتباعهم مثل هذه الأساليب قد يثير الخوف والرعب في نفوس البعض من أقرانهم ممن لا يحبون ولا يمتلكون هواية التقرب من القادة . 
    والغريب إنهم يصنفون أنفسهم ضمن النخب الإعلامية ولا اعلم من الذي منحهم هذا التكريم لان المعروف بان النخب لا تلهث وراء القادة والعكس هو الصحيح.
         أما اغلبهم فكانوا يمارسون نشاطهم الصحفي في العهد البائد والجديد وبنفس المساحة وتجدهم يرفضون الصحفيون الجدد ممن بدؤا ممارسة نشاطهم بعد التغيير ويبذلون ما بوسعهم في وضع العراقيل والصعاب بوجههم.
          وبحكم مهارتهم في المديح والتملق تجدهم لازالوا يسيطرون على اغلب النشاطات ولم يفسحوا المجال لصحفي بعد التغيير للعمل واختراقهم وعن الحقوق والامتيازات فهي حصرا بهم ويتقاسمونها فيما بينهم ولاهم لهم سوى حرمان الآخرين منها.
         وأقول لهؤلاء يجب أن تعلموا بان اغلب صحفيو بعد التغيير لم يستطيعوا ممارسة نشاطهم الصحفي سابقاً بحكم عدم قناعتهم بالعمل في خدمة قاده العهد البائد والكتابة والتحليل بما يتناسب وأهوائهم ومزاجهم. 
         عليكم أن تغلقوا أفواهكم ولا تتحدثوا بأي  شيء يسئ إلى صحفيو القادة في العهد البائد لأنكم لا تختلفون عنهم وسنوثق تصريحاتكم وكتاباتكم وتحليلاتكم و نحتفظ بصوركم مع القادة الحاليين المهيمنين على القرار ونعرضها على من سيحل محلهم في الدورات الانتخابية القادمة. 
        أخيرا أتمنى أن تبقى السلطة الرابعة مستقلة ولا يتكرر الصحفيون المداحين المصابين بداء التقرب من القادة.
18\12\2011

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد الاخرس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/12/19



كتابة تعليق لموضوع : صحفيو السلاطين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net