صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

الكل يدّعي الإصلاح فمن هو الفاسد ؟ّ!
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شعارات رٌفِعَتْ في الإنتخابات الأخيرة، والتركيز على كلمة الإصلاح، كونها كلمة مؤثرة والمواطن ينتظرها ويتشفى للتخلص من الفاسدين، فيما لو تمت محاسبتهم وفق القانون والدستور العراقي، وخصوصاً حسب قاعدة "من أين لك هذا"، علما أن كل الذين رفعوا الشعار أعلاه، إشتركوا بالحكومات السابقة، منذ عام الفين وثلاثة لحد هذه الدورة، سيما آخر حكومة التي إنقضت مدتها، والتي أحد شروط التحالف عند تنصيب السيّد العبادي، وشعاره اللامع "الإصلاح"، الذي لم نرى أيّ تطبيقٍ للعهود التي ألزم نفسهُ بها، وإنتهتْ الدورة دون أيّ إصلاحٍ !.

لنكن بالصورة ونفكك كلمة الإصلاح، وما تعنيه هذه الكلمة من كل جوانبها، لرأيناها تحوي برنامج متكامل، كالذي يبني بيتا ويبدأ من الصفر، وينتهي بالبناء المتكامل، ليتم إشغاله من قبل صاحبه، يعني أن يبدأ من الصفر لغاية الإنتهاء، أمّا الاصلاح يجب ان يكون وفق مخطط متكامل، ويتم عرضه على المواطن بكل خطواته، ويبدأ برأس الهرم الذي كان السبب في انهيار كل المفاصل الأمنية، وجعلها مخترقة من قبل من لا يريد الإستقرار للعراق،  الذي جعله ساحة تصفيات للدول، التي مولت ولا زالت تمول الإرهاب بكل فصائله، والإعتراف الأمريكي الذي وضّح الصورة بعدما كانت يلفها بعض الضبابية، أشارت هيلاري كلنتون في حملتها الإنتخابية، وفضحت كل الأدوار التي ساهمت بشكل وآخر بديمومة داعش، منذ الولادة حتى القضاء عليه .

ظهر السيد العبادي ومن منبر رئاسة الوزراء، ووضع النقاط على الحروف وأشار بأصبعهِ، على من كان السبب في الخراب الذي حل بنا، ووعد بالمحاسبة وإحالة كل الملفات للمحكمة الإتحادية وهيئة النزاهة لفتح كل الملفات، لكن كان خطابهٌ كان كلاماً حاله حال الوعود التي تسبق الإنتخابات، وعلى مدار الأربع سنوات المنصرمة لم نلمس أي تحرك بهذا الخصوص، هل لان المتهمين من حزبه؟ أم أن هنالك أيدي خفية هي من تدير دفة ملفات الفساد، وخاصة بملفات الفساد! ولا ننسى كيف تمت تصفية الراحل الدكتور أحمد الجلبي، الذي وعد بإسترداد كل الأموال المسروقة ومحاسبة كل الفاسدين .

اليوم ونحن على أعتاب تشكيل حكومة جديدة، ربنا يعلم كيف  سيكون حال تشكيلتنا الوزارية، واللجان وباقي المفاصل التي ستدير الدفة، لكن يبقى سؤال محيّر! هل سينتهي شعار اللإصلاح بمجرد تقاسم الأدوار؟، أو ستكون حكومة ليست كسابقاتها، ومن سيتصدى للحيتان التي كسبت أصوات، ناهيك عن المزورين الذين عرفوا كيفية التوغل والصعود، وهم ليسوا مرغوب فيهم لكثرة فسادهم الذي يزكم الأنوف، أم ستكون محاصصة ونبقى ندور في فلك الدول التي تريد العراق تابع لرغباتها وهكذا دواليك، أم أن هنالك برنامج لابد من تطبيقه، ونخرج من النفق المظلم نحو بناء دولة مؤسساتية، كما رأينا في برنامج بعض الكتل التي طرحته وبدون خجل هذه المرة، وتريد فعلا بناء دولة .

إذا كانت كل الكتل والأحزاب تريد الإصلاح كما تدعي في برنامجها الإنتخابي، فمن الذي أفسد؟! المؤسسات والدوائر ونهب الأموال، ووضعها في البنوك الأجنبية، كما أعلنت أحد الدوائر العالمية المهتمة في تناقل الأموال، أعتقد أن المواطن العراقي يعرف الحقيقة كاملة، لكنه ليس بيده شيء سوى الإنتخابات، والتي بدورها ترفع من تريدهُ، وتُخرج من لا تريده، لكن النتائج الأولية التي خيبت الظن! أن رأس الفساد والمؤشر عليه أكثر من مؤشر صعد! وأشخاص تستحقون البقاء إنتهى أمرهم وأصبحوا في خبر كان، فهل ستكون هذه الحكومة تطبق البرنامج، الذي أعدته نحو بناء الدولة؟ أم سنترحم على أيام فلان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/04



كتابة تعليق لموضوع : الكل يدّعي الإصلاح فمن هو الفاسد ؟ّ!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net