صفحة الكاتب : جمال العسكري

صلح الامام الحسن وفق نظرية الثابت والمتغير
جمال العسكري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هداية الناس ودعوتهم الى الله،  هي المهمة الرسالية الاساسية للانبياء والمرسلين، ودعوتهم الى الطريق الاصح في خضم تشابك الطرق المحاطة بسيل من الشبهات والاشواك،  واعادة صناعة الانسان وفق رؤية ربانية، وتحويله من شاخص جامد مقيد باغلال المادة الى متحرك على الارض ينفتح على الواقع بروح الايمان، ويجسد النظرية الاسلامية فكرة وتتطبيقا.
  الائمة عليهم السلام هم  الامتداد الطبيعي للانبياء، اذا ماستثنينا مختصاتهم عليهم السلام، والتي من ابرزها النبوة ونزول الوحي، الامام الحسن عليه السلام هو  الحلقة الثانية في سلسلة الائمة الاثني عشر عليهم السلام، الذين تقع على عاتقهم هداية الناس ودعوتهم الى الله.
  ولكن وظيفة الائمة لاتقف عند المهمة الرسالية، وانما تتعداها  الى ممارسة دور سياسي يساهم في نظم الامة وادارة شؤونها.
   اذن هناك وظيفتان للامام الاولى ثابتة وهي الهداية والتبليغ  والثانية متحركة  وهي الاضطلاع بدور سياسي من شانه تدبير شؤون الامة والحفاظ على النظام العام.
  الامام الحسن استفاد كثيرا من الوظيفة الثانية وهي الوظيفة المتغيرة، وقدم مشروعا سياسيا جرئيا لم تقدر العامة على تقبله، الا ان الامام كان يدرك جيدا نتائج هذا الصلح وماتعود به من فوائد لعامة المسلمين ولصحابة علي عليهالسلام خاصة،
 من ميزات هذا الصلح  ان الامام فصل فيه بين الوظيفة الاساسية الثابتة للامام وهي الامامة التي من اهدافها الهداية والتبليغ وبين الوظيفة المتغيرة المتمثلة بالدور السياسي الذي يتسنمه الامام، وكذلك كشف بشكل واضح زيف معاوية الذي كان يدعي العدالة والايمان، وايضا موافقة معاوية على شروط الصلح التي من ضمنها اعترافه بالولاية الدينية للامام لمن يقبل ولايته، وهذا يعد اعترافا جليا من قبل معاوية بعدم احقيته الدينية بالخلافة والا لماتنازل عنها.
  تحت قاعدة ان الاحكام تتغيير وفقاً لتغيير الموضوعات،  وللصفات القيادية النادرة التي تتمتع بها الشخصية الرسالية للامام الحسن،  قدم الامام مشروع الصلح السياسي الشهير، الذي يستحق ان يدرس بعناية ويدرس.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال العسكري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/03



كتابة تعليق لموضوع : صلح الامام الحسن وفق نظرية الثابت والمتغير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net