صفحة الكاتب : حسين فرحان

وجيها بالحسين ..
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبل أيام قلائل حدث وأن مات شخص من اهل مدينتنا ، وكأي حالة موت هرع الاقربون ومن يهمهم الامر الى أداء ذلك الواجب في التكفل بمراسيم التشييع والدفن والعزاء برجاء الثواب وردا للمعروف .
لكن عندما يكون هذا المتوفى خادما للحسين عليه السلام فسيكون الامر مختلفا بنحو كبير ، لتسير هذه المراسيم الجنائزية على مسار آخر يحمل صفة الوجاهة وتفوح على جانبيه رائحة ولائية تستمع فيها لذلك النداء ( خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة .. )وكأن الناعي لهذا الميت هو صوت الحسين لا صوت آخر وفيه من الحزن  مافيه لتستشعر النفس قرب الحسين عليه السلام من خادمه في كل خطوة يخطو بها حملة الجنازة الى مثواها الاخير .
انهالت التوفيقات على اصحابه الذين قضوا معه أياما طويلة من الخدمة في الموكب فما كان منهم الا أن يتجهوا بنعشه من باب داره الى مكان الموكب الذي أسسه معهم انزلوه بجوار المنبر وافرغوا عبراتهم ودموعهم على ذلك النعش ، حملوه وطافوا به في اروقة القاعة التي شهدت بكائهم ولطمهم وحزنهم على الحسين وكأنهم يقيمون مجلسا حسينيا بمحضر نعشه .
رسموا معه لوحة وداع من نوع نادر تعجز عن وصفها الكلمات ثم توجهوا به الى النجف ، وكانت هذه هي الزيارة الاخيرة التي يصحبونه بها ثم اكملوا مسيرهم الى وادي السلام وقد ضمنوا أن صاحبهم يستحق أن يكون وجيها بالحسين فلا خوف عليه وهو ممن قد أسس بيتا من بيوت العزاء معهم وانبرى لاحياء الشعائر معهم وشاطرهم كل شاردة وواردة في أداء الخدمة الحسينية .
وما أن عادوا حتى كان لمكانه في الموكب حصته من التوفيق ، صورته وهو يلطم صدره على مقعد جلوسه وصلاته، وقد اتكأت على ذلك المقعد الخشبي عصاه التي تحكي أن رجلا خادما للحسين كان يتوكأ عليها كل يوم قادما من بيته ليؤدي فرض الخدمة في موكبه .
ومن توفيقات تلك الوجاهة الحسينية أن وافى شهر رمضان لينعم هذا العزيز بهدية ختمة القرآن ولينعم بدعاء خدام الحسين ولينعم بما وفقوا له وينعم كذلك بدعاء ختمة المجالس ( الاخوة المؤسسون تقبل اعمالهم بأحسن قبولك ) مادامت المجالس باقية .
هذا بعض مما استشعرته جوارحنا بأن يكون الانسان الخادم وجيها بالحسين عليه السلام في الدنيا وما أعده الحسين لشيعته ومواليه في الآخرة أمر لايسعنا أن ندرك ماهيته وكيفيته فهنيئا لمن كان حسيني الوجود.
اللهم اجعلني وجيها عندك بالحسين عليه السلام في الدنيا والآخرة ومن المقربين .
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/05/28



كتابة تعليق لموضوع : وجيها بالحسين ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net