صفحة الكاتب : د . عادل عبد المهدي

المعارضة.. المرجعية. تحديات الامس، تحديات اليوم (3)
د . عادل عبد المهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم انقطع منذ 7 سنوات عن كتابة افتتاحية جريدة "العدالة".. وكما نرى فان جوهر الموضوعات التي كنا نناقشها يومها ما زالت هي التي نناقشها اليوم. كل فقرة تبدأ بعنوان الافتتاحية انذاك، وتاريخها وأهم نصوصها:
1- ["غياب عمل المعارضة الدستورية يعطل عمل النظام" 21/11/2011: المعارضة الدستورية او الاقلية السياسية قد تكون الاغلبية المقبلة.. انها البديل الجاهز.. فان اصاب العطب اداء الحكومة فانها جاهزة لتبدأ من حيث انتهى الاخر وليس من الصفر... تعالج الاخطاء وتبدأ من جديد. حكومة اغلبية منسجمة قوية تشكل مباشرة بعد الانتخابات او حتى قبلها.. ويتطابق عدد الوزراء مع الضرورات الحكومية وليس المحاصصة.. مسؤولة عن تطبيق برنامجها الوزاري.. فالحكم التداولي الديمقراطي هو تفاعل وتدافع الموالاة والمعارضة  في اطار المؤسسة، يراقبه ويقومه الشعب والرأي العام. فالشعب ليس قوة هلامية.. انه ليس مجموع اعداد افراده.. انه قوة جبارة.. قوة حية تموج بالحركة، تختزن وتراقب.. تتطور وتتزايد ليس كماً فقط بل نوعاً ايضاً. لها توازناتها التي تعطيها عوامل الاستقرار وعوامل التفجر والغضب، حسب سوء او حسن الادارة. تكتسح -كما يكتسح التسونامي- الشواطىء والبيوت والناس.. لتنحسر تاركة الموت والدمار. او كأمنا الارض تحملنا وتطعمنا، نعطيها القليل لتعطينا الكثير. فالشعوب شانها شأن الحاكم والمعارض تخطىء وتصيب.. لكنها خلافهما تمتلك من الوقت والعوامل ما يسمح لها باكتشاف نهجها وحكمها العادل، تفجراً او تجديدا. واهمية الراي العام في السياسة هو كاهمية السوق في الاقتصاد.. يلتقي فيه العرض والطلب ليستقر السعر وتتحقق البضاعة. فهو ليس مجرد اعمال مقايضة او حوانيت صغيرة مبعثرة. انه نقطة اللقاء لكل عوامل الاقتصاد وغيرها... والراي العام ايضاً هو نقطة اللقاء في المجتمع ومركز اعصابه ومحركه النهائي، القائم على ملايين الحقائق والذي يوحد، ويجسد، ويكثف، ويختزل مصالح وثوابت وحقوق ومطامح واتجاهات الشعب، كل الشعب، وليس شارع، وفريق، وحزب او عشيرة منه. فالرأي العام تصنعه الاغلبية والاقلية. تصنعه الاحزاب والاعلام والنقابات ومنظمات المجتمع المدني وغير الحكومية.. يصنعه الفرد والعائلة والعشيرة والجماعات.. يصنعه الاقتصاد والاجتماع والعلم والجامعات.. تصنعه المعتقدات والقيم والزمان والمكان. تصنعه باختصار اتجاهات الحياة وحقائقها. الرأي العام ليس مجرد انطباعات وشعارات وقتية تأتي وتذهب.. ان الرأي العام، مؤسساتياً ووظائفياً غائب. فمعاني الحكم والمعارضة والدستور والمؤسساتية قد غابت لفترات طويلة ولم تبن بعد بالشكل المتكامل. واننا اليوم، وفي كل يوم، مخيرون بين تسونامي الدمار وموجات الغضب، او بين الرشد وحسن الادارة.. فهناك توازنات ان لم نحترمها، فان الحياة وحركة الشعب ستفرضها علينا شئنا ام ابينا.
2- "المرجعية.. ميزان الذهب 26/2/2011: السيد السيستاني لا تأخذه في الحق لومة لائم.. يعلم تماماً مسؤولياته ودوره ويزن مواقفه بموازين الذهب. لا يحب ولا يكره الا في الله. من لا يفهمه هو من يقولبه ويضع له ادواراً يفترضها هو ويريدها على مقاساته. اما المرجعية فلها لغتها وطرائقها وغاياتها المستقلة تماماً عن منطق الاحزاب والحكومات والسياسيين والمتناظرين.. فهي الممثل الاعلى لمصالحنا الدينية والوطنية والتاريخية والمستقبلية.. وهي الحافظة والمؤتمنة عليها ليس في يومنا فقط، بتوازناته الراهنة، بل في غدنا ايضاً بتوازناته المنتظرة.. لذلك بقدر ما يرى السيد السيستاني الامور اليومية والمواقف المختلفة، فانه يحتويها بموقف شمولي عام، هو المسؤول والحافظ فيها لمصالح الخاص والعام، الحالي والمستقبلي، على حد سواء. يطالب السيد في بيان مكتبه احترام مطالب المتظاهرين من حضر منهم ومن غاب. ويطالب الحذر من المندسين الذين يريدون استغلال التظاهرات لمآربهم الخاصة. ويصدر نقداً لاذعاً للحكومة والمسؤولين ومجلس النواب ومجالس المحافظات وتحذيراً شديداً "من مغبة الاستمرار على النهج الحالي في ادارة الدولة، ومما يمكن ان ينجم عن عدم الاسراع في وضع حلول جذرية لمطالب المواطنين التي صبروا عليها طويلاً". السيستاني لا يغطي على الاخطاء والمسؤولين اسلاميين كانوا ام غير اسلاميين.. شيعة كانوا ام غير شيعة."] 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عادل عبد المهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/02/14



كتابة تعليق لموضوع : المعارضة.. المرجعية. تحديات الامس، تحديات اليوم (3)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net