• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصيام تثبيت للإخلاص .
                          • الكاتب : احمد الكاشف .

الصيام تثبيت للإخلاص

أذا لم يمارس الإنسان الرياضة الجسدية, سوف يتهالك جسده بمرور الزمن, وتطرى عليه حالات مرضية, ويكبر أو يتقهقر قبل أوانه, على اقل تقدير.

من كتاب آداب ومعنوية الصلاة, للإمام الخميني(قدس سره) يقول فيه كما يحتاج جسم الإنسان إلى الرياضة, كذلك تحتاج الروح إلى رياضة شهر رمضان  لصقل النفس من الصدى.

أذا تركت الروح بدون رياضة تتهالك حالها حال الجسد, أذا ما ترك أو  همل. فتبدأ على الروح علامات أمراض النفسية, من أرتكاب الموبقات من المعاصي والمحرمات, فتنسلخ عما كانت عليه بالسابق, من النقاء والصفاء والفطرة التي انفطرت عليها.

كما أذا كانت رياضة الجسم المعروفة بالسير و الجري, والمشقة والتعب, فان الغاية منها تنقية الجسم من السموم, ومن أجل بنية قوية خالية من  الإمراض الجسدية, فان رياضة الروح تبنا أيضا بالطقوس العبادية الصعبة, و الشاقة للخلاص من المعاصي والآثام, كما ويجب إجهاد النفس بالذكر وكثرة الصلاة, وكبح النفس عما تريد, وحرمانها من ملذات الحياة والترف.

دخل أبو جعفر على أبيه (عليه السلام) فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد, وقد أصفر لونه من السهر, ورمدت عناه من البكاء, ودبرت جبهته من السجود, وورمت قدماه من القيام في الصلاة.

 فقال: أبو جعفر فلم أملك حين رايته بتلك الحال من البكاء, فبكيت رحمة له, وإذا هو يفكر فألتفت إلي بعد هينة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف, التي بها عبادة علي (أمير المؤمنين) فأعطيته فقرأ فيها يسيراً, ثم تركها من يده تضجراً, وقال: من يقوى على عبادة علي ابن أبي طالب. 

 فما كان منا ولآبدة, أن نتعلم من رياض تلك النفوس. مدرسة  أهل البيت الأطهار (عليهم السلام) من طول الوقوف بين يده تعالى وأستدامة الركوع و كثرة السجود, والسعي لقضاء حوائج الناس, والمواظبة على قراءة القران, و حسن تدبر الأحكام, وصوم المستحبات من شهر شعبان, والواجبات من شهر الرحمة, رمضان الذي انزل فيه القران,  اختاره الباري تعالى وفضله على الشهور تغلق به أبواب الجحيم وتفتح به أبواب الجنان, إخلاصا منه تعالى ومحبةً وكرمة.

 الإخلاص بهذه الشهر المبارك تحفيزا لغيره من الأشهر الباقية, على رياضة و تهذيب النفس, وترويضها ومنعها من الصغائر, حتى تتجنب الكبائر, كما هنالك أحسن من قال: وقول: "احذروا الصغائر فإنها كالحصى, ترمى فتصبح  كالجبل" أو بصورة أخرى أحذر الجبال فإنها من حصى.

رسالتي: كما إن الجسد بحاجة إلى الرياضة, كذلك الروح بحاجة إلى تنقية النفس, أخلاصا وتثبيتا كما قالت الزهراء(عليها السلام) في الخطبة الفدكية وجعل "الصيام تثبيتا للإخلاص".




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93841
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18