• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شئ عن ..المُقَدّسْ..المُبَجّلْ..المُعَظّمْ.؟ .
                          • الكاتب : صادق الصافي .

شئ عن ..المُقَدّسْ..المُبَجّلْ..المُعَظّمْ.؟

–واِنكَ لعلى خُلقٍ عظيم –أجمل الآيات الكريمة في مدح الرسول محمد
 
هل يتفق العقل والحكمة في التقديس.؟
هل المقدس أمر تضعه فوق قدرة البشر على التفكير.! 
عندما تقدس شيئاً..توقف عقلك,بأعتقادك أنه –مقدس- غير قابل للنقاش ولا الأخذ والعطاء.؟
هل التقديس مجرد فكره..وهل تعطي القدسية على الافكار والأماكن –حتى لو كانت وطناً أو صخرة مرَّ بها نبي أو جلس عليها-والأشخاص هذا مقدس و ذاك بالنقيض. هل التقديس شئ شخصي,تمنحه لمقدساتك,أو لأنسان تجد فيه الأهمية التي تشعر أنه يستحقها بجدارة وامتياز .؟
التقديس في أصل اللغة –من شرف الصفات-بمعنى (التطهير)(التعظيم والأجلال) – قَدَّسَ- يُقَدِسُ – تَقْدِيساً- فهو ( مُقَدَسْ) كل أمر عظيم الخصال طاهر,منزه من العيوب والنقائض ,تشمل الديانات السماوية(قَدَّسَ الله عَظّمَهُ و بَجَلَهُ ونَزَهَهُ عما لا يليق بألوهيته)التقديس هو أصلا التعظيم لله,غاية التعظيم  كماله وتمامه – ولله الأسماء الحسنى جميعاً-وأفعاله كلها حكمة( فَعّال لما يريد )المستحق وحده لأعظم تقديس, والبعض يشمل أيضا الأنبياء ..بعض الأولياء(تقديس الرجل تطهيره ومباركته,و تقديس الكاهن أقامته للقداس)
التعظيم(لصفوة الخلق رسلاً وأنبياء وملائكة)(البقاع الطاهرة التي يصطفيها الله)(الكتب السماوية-القرآن-التوراة –الأنجيل –الزبور-) الشهداءالحقيقيين-( أحياء عند ربهم يرزقون)و البعض يُعَظّم –بعض البشر-
ف(القداسة)مفهوم حيوي زئبقي,قد تُمسك فيه أو ينفلت منك بحذرٍ أو رهبة وخوف كاشف عبر التلويح بالعقاب, وقد يبقى مفهوم –القداسة- غامضاُ.
تقديس بمعنى التعظيم لكتب الصابئة والهندوس والبوذا , مثلاً تقديس لكتب الهندوس- كتاب الويد-اعظم كتب الهندوسية-كيتا –رامايانا- رغم أشتراك أعداد من الناس في تأليفها
يقول الفيسلسوف أميل دور كايم (أن المجتمعات لا تتكون من مجرد مجموعات من الأفراد الذين يحتلون مكاناً معيناً-أرضاً-في ظل ظروف معينة ,بل أن المجتمع هو قبل كل شئ مجموعة من الأفكار والمعتقدات والمشاعر المتلونة والمختلفة التي تتحقق بواسطة الأفراد )وأن السبب الرئيسي لوجود المجتمع في المحل الأول فكرة الأخلاق المثالية , ودراسة الدين هي دراسة لظروف تكوين هذه الأخلاق المثالية.؟
 فالأشياء المقدسة غالبا ما ينتجها المجتمع, بينما الأشياء الدنيوية يصنعها الفرد ,ما يجعلنا نبحث عن الاصل الاجتماعي للمقدس,بغض النظر عن مضمونه و طبيعته.
أن الاهتمام بالمعتقدات والعادات تعّد من متطلبات معرفة ثقافة المجتمعات الأنسانية وتحليل الفعل الأجتماعي,فالخيال الأجتماعي مجموعة القيم والرموز والبديهيات والاعتقاد والايمان,التي تدور في مجال كسب القناعات,ويأتي المعتقد من بين القضايا التي تثير الجدل حسب الهوية والثقافة والظاهرة الدينية(منفتحة أو منغلقة)
معتقداتهم عاداتهم ,والتي يستوجب الدقة في تحليلها, ومنها مفهوم –المقدس-المعظم –المبجل –الولي الصالح-البركة-الحلال –الحرام-( رغم أن المجتمعات الحديثة الغربية خاصة تميل الى تعرية التقديس من الكون سواءً -الارض- الاشخاص- رجال او نساء -ملوك –رؤساء غيرهم-التصور للكون حيوانا او نباتا او جمادا بعيدا عن التقديس)
فأن كنت باعثاً للوعي الحقيقي المستنير..فأنت وحدك من تعاني من تقلب مشاعرك وان الله أودع فيك –العقل- فهل تكتفي بالنوايا..أم تدخل في جدل متشعب لتفصح عن المعاني العميقة – للمقدس-
فمن يدرك هذه المعاني في زمن التنوع الديني,الامم,المذاهب,وهل كلما نبتعد عن –التقديس- نقترب من الرؤيا الواضحة.؟ 
الايمان بالله كمحبة وطاعة وقناعة..لماذا نعبد الله ولم نراه.؟ ونتمسك بالعبادات.. هل الحرام والحلال والعبادات والتقاليد تعتبر من المقدسات عند الكثيرين.؟ ام ان الحب الالهي بالفطرة..نفحة من روح الله المقدسة..حب مقدس ومن خلاله نقدس –مخلوقاته-وهل يدرك مستوى العقل..التقديس ورفع مكانة-البعض-وتقليل شأن بعض.؟
لذلك فان بعض –الانسان المؤمن المخلص-مقدس بقدسية من روح الله.!؟
يقول –جون وندوس-John Windus
من الصعب تعريف الولي,كما يصعب معرفة كيف أصبح هؤلاء أولياء, لكن أي شئ خارق للعادة يصنع -ولياً- فالبعض أصبحوا أولياء بسبب الوراثة,وآخرين بسبب بعض المهارات الخاصة,وكثيرون بسبب غبائهم أو حمقهم,والبعض بسبب خبثهم البالغ.؟ والميل الى كراماته وبركته وتجنب الناس عقابه و سخطه.؟ومدى علاقة هذا –المقدس-بالتأريخ
أن الأنبهار والأفتتان بالولي –كل من نظرته-هو مركز الجذب, تندرج وفق حاجة المجتمعات الحضرية أوالقروية لضبط الاستقرار وكتم الصراعات والفوضى خاصة في الازمات والحصار وفوضى الحرب والكوارث الطبيعية,بل وحتى ينتقل-الولي- المقدس من العادي الى –التقديس-عندما ينغلق الشعور وتتجمد الرؤية و تبقى مجرد طقوس وشعائر فقط –حسب الاختلاف الديني المذهبي القومي الثقافي – فهناك فكرة التقديس – من خلال محاكاة الآله كمفهوم مؤصل عند غالبية الأديان ماجاء في التوراة – (كلم الرب موسى قائلا)….الخ- والمسيحية في رسالة بولص الرسول الى اهل أفسس –( كونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء) وفي الأسلام روايات وأحاديث كثيرة وآيات عن التشبه بأخلاق الله – (وأنك لعلى خلق عظيم) –
وقد يدخل نهر أو نخلة كالتي ولدت تحتها-السيدة مريم-السيد المسيح-ع- او كهف-أصحاب الكهف-أو غار مثل غار حراء أوبئريوسف أو صخرة ترتبط قدسيتها بفعل –جلوس نبي او ولي عليها-أو مرّ عليها أو أختبأ خلفها.؟
أو رؤيا رمزية أيدلوجية في زمن سياسي معيَّن لتمرير أعمال وافعال وخطابات زعماء السياسة او قيادات الاحزاب في كل العالم مثل تقديس الشيوعيين لماوتسي تونك, هوشي منه,جيفارا..وغيرهم مع ذلك هناك ممن لايقدسون الله وهذا خيارهم وهم من يتلقون النتيجة والعواقب
تعظيم الأشخاص-أحترامهم,محبتهم,الأدب بالقول والذّود عنهم,ذكر محاسنهم ولا يجوز أعتباره –تقديساً-انما –أحتراما-أعظمها درجة النبوة والرسالة,والاشخاص الاولياء اوصافهم وكراماتهم العاملون بطاعة الله المجتنبون جهد الامكان لمعصيته.! هم عباد الله الصالحين-( الا أن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون)و قال تعالى (وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدونِ)
الأماكن من اهمها المسجد الأقصى و –الكعبة-التي شرع تعظيمها بالطواف حولها,وكذا المسجد النبوي وغيرها من الاماكن المحترمة التي يستوجب في زيارتها الأجر والثواب
الأزمان مثل الاسراء والمعراج و ليلة القدر و المبعث النبوي والهجرة النبوية و الايام كالاعياد المعروفة
يمكن أستخدام العقل في فهم كلام الله-احترامه-الايمان به وقد يقع بعض الناس .في أخطاء السعي لتقديس كل من يدّعي أنه يتكلم على-لسان الله-
التقديس  لكل مدرك واعي يجد ان الله –خارج- التقديس اصلاً(لانه- ليس كمثله شئ) فقط –الملك القدوس-تقديس بالغرق والذوبان في حب الله
 
 
كاتب-اعلامي-ناشط مجتمع مدني



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=68172
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28