• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في رحاب الفكر الحسيني ( 13)   .
                          • الكاتب : رضا الخفاجي .

في رحاب الفكر الحسيني ( 13)  

  في ظل الأنظمة الديكتاتورية الغاشمة، عانى غالبية الشعب العراقي أنواعاً من الاضطهاد، وألواناً من العذاب والعقاب، دفع خلالها ضريبة باهظة من الدماء الزكية من خيرة أبناء البلد: من مفكرين عظام، وقادة سياسيين، ومثقفين مبدعين في مختلف المجالات.. حتى وصلنا إلى هذا العصر المبارك بفضل دماء الشهداء، وكفاح وجهاد الصابرين المثابرين المخلصين.. لذلك لا يجوز الآن أن تبقى الممارسات الخاطئة، والأنظمة والقوانين والدساتير الجائرة على حالها دون تعديل وإصلاح شامل ينسجم مع المرحلة الجديدة، ويحقق مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية..
 ومن أخطر هذه المؤسسات هي مؤسسة التربية والتعليم العالي، لقد أخطأ الذي فصل بين وزارتي التربية والتعليم العالي؛ فكلاهما عبارة عن مؤسسة تعليمية ثقافية فكرية واحدة، يتوقف حاضر ومستقبل البلاد على كفاءة أدائها ونسبة تطورها.. لذلك لابد أن ينتبه صناع القرار وواضعو الدستور والقوانين في بلادنا إلى خطورة هذه المؤسسة البالغة الحيوية، وأن يصححوا مسارها وفق مبادئ الحق والعدل، أي وفق نسبة الغالبية من الشعب، فلا يجوز بعد الآن أن تبقى نسبة(80%) من الأكاديميين متحققة عند الأقلية، ونسبة(20%)من الأكاديميين من حملة الشهادات الجامعية العليا متحققة عند الأغلبية، ونحن ندعي بأننا نعيش عصر الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمساواة..
 إن من أهم عناصر قوة الدولة هو نسبة العلماء والمفكرين والمبدعين المبتكرين فيه؛ فإذا أردنا تأسيس وتطوير دولة تحقق طموحات غالبية أبناء الشعب، علينا أن ننتبه إلى مؤسساتنا التربوية والتعليمية أولاً؛ لأننا نعتقد بأن الصراع الفكري والحضاري هو أخطر من صراع الحروب المباشرة بين الدول، وأن الاستعمار الحديث يؤكد على الغزو الثقافي والفكري أكثر مما يؤكد على الغزو العسكري؛ وما نظام العولمة إلا دليل على صحة ما نذهب إليه.
إذن، لابد من إحداث التغيير الجذري الشامل في وزارتي التربية والتعليم العالمي، ولابد من توفير الزمالات والبعثات في داخل وخارج البلاد للأغلبية المظلومة المسحوقة، حتى تتساوى -في هذه المرحلة على الأقل- مع الأقلية التي استحوذت على حصة الأسد..!
 إن المسار الصحيح للنظام الديمقراطي الجديد في العراق، لابد أن يخطو خطوات فاعلة على أرض الواقع، حتى يحسّ أبناء شعبنا بالمتغيرات الايجابية بالملموس، لا بمجرد طرح الشعارات.
 إن على قيادتنا المخلصة الواعية أن تنتبه لأساليب الذين يريدون تعطيل وعرقلة العملية السياسية في العراق وبكافة جوانبها؛ وعليهم أن لا يترددوا لحظة في الوصول إلى الهدف المنشود، مهما كانت التضحيات، ومهما كان حجم التآمر، ومهما كان عدد الخونة، وعليهم أن يؤمنوا تماماً بأن وراءهم شعباً عظيماً أصيلاً حاضراً في ساحات الجهاد، باستطاعته أن يقلب جميع مراهنات الأعداء، ويكفي أن نضرب مثالاً واحداً حتى يدرك الأعداء حقيقة هذا الشعب.. ولهذا المثال الانتفاضة الشعبانية الجماهيرية المليونية المباركة، حيث خرج الشعب الأعزل، وسيطر على غالبية المحافظات العراقية، متحدياً أشرس وأقذر طاغية في العصر الحديث، وأكثرهم إجراماً وإيغالاً في الدماء، وكاد الطاغية أن يحمل حقائبه ويرحل لولا التدخل الرجعي الامبريالي الصهيوني المشبوه الذي فرض صدام المقبور على هذا الشعب بقوة السلاح، وأعطاه جرعة إضافية؛ لكي يعيد ترميم نظامه المتهرئ.. لذلك نقول لكل أعداء العراق: إن الشعب الذي اقتدى بمبادئ الإمام الحسين(ع)، ورفض الذل والعبودية، قادر على إلحاق الهزيمة بأعدائه في جميع المنازلات، وهذه هي واحدة من أبرز صفات هذا الشعب الأصيل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158764
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29