صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

ألقُ المآذن
علي حسين الخباز

 أبا الفضل يا قمر المهتدين، وقرة عين الامام الحسين (عليه السلام)، فهذي منائرك الشامخات ككفيك تستقبل الوافدين شموخا على هضبات المجد والاباء.. كفوف تحتضن السماء لترفع نداء (الله أكبر) منارات وجد يهتدي من سنا ضوئها المؤمنون.. (الله أكبر) وكأن الكون ينطلق من حضرته الى عنان السماء، رغم تقادم الأزمان.. ومنذ بنائها في العهد الجلائري حتى اليوم مرت بمراحل اعمار عديدة، منذ القرن الثامن للهجرة ترتفع هذه المآذن في سماء الطف شامخة وكأن الخط الكوفي جوهرها، ففي سنة 1221هـ تم إكساء ونقش مئذنتي العتبة العباسية المقدسة بالقرميد المزجج بألوان زاهية براقة وزخارف هندسية رائعة. وفي سنة 1310هـ تم تذهيب الجزء العلوي من مئذنتي العتبة.. وفي سنة 1984م أعيد تذهيب المنارة الشرقية بـ 17، 548كغم من الذهب، وحرص مجلس امانة العتبة العباسية المقدسة برئاسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) على ايلاء المشاريع الفكرية والثقافية والخدمية اهتماما بالغا، وكان للمشاريع العمرانية خصوصيتها وخاصة المآذن؛ كونها تعرضت لتصدعات كبيرة بفعل العوامل الجوية والمياه الجوفية والاهمال وتقادم السنين، أثرت على القرميد المزجج. ولغرض اصلاح ذلك، يتوجب إزالة القرميد وتقوية هيكل البناء. هنا طرح سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) فكرة مشروع تذهيب المنارتين، فكان المشروع يعيش في وجدان الجميع، وقد خصص له 108 كغم من الذهب الخالص، و120 كغم من المينا. وفي ليلة الاول من شعبان سنة 2008م أقامت العتبة العباسية المقدسة حفلاً مهيباً في قاعة الكفيل إيذاناً ببدء العمل، وتم التذهيب بالطرق اليدوية بالطرق على الذهب باستخدام جلد الغزال ليتحول الى طبقات رقيقة لصقت باستخدام الزئبق الابيض، وتم المحافظة على النقوش والكتابات وإعادة رسمها كما هي، والمحافظة على ابعادها وتوزيعها وقياسها وتقوية البدن باستخدام الحديد والصلب والمواد الانشائية، واستمر العمل بهذا المشروع قرابة العامين، ورفع الستار عن ضمائر الجود في احتفالية ميلاد المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) في الرابع من شهر شعبان المعظم 1431هـ المصادف 2010م وأزيل القرميد لتلبس المنارة حلة الذهب المطعم بالمينا.. والسلام عليك يا مولاي يا أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/01



كتابة تعليق لموضوع : ألقُ المآذن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net