صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تأملات في القران الكريم ح352
حيدر الحد راوي

سورة فصلت "السجدة" الشريفة

السورة الشريفة من سور العزائم الاربع , ولها خصائص وفضائل كثيرة منها ما جاء في كتاب ثواب الأعمال : عن الامام الصادق عليه السلام : من قرأ حم السجدة كانت له نورا يوم القيامة مد بصره وسرورا وعاش في الدنيا محمودا مغبوطا.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حم{1}

تقدم الكلام بخصوص الحروف المقطعة .

 

تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{2}

تستهل السورة الشريفة (  تَنزِيلٌ ) , القرآن , (مِّنَ الرَّحْمَنِ ) , للمؤمن والكافر في الدنيا , (  الرَّحِيمِ ) , للمؤمنين فقط .  

 

كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{3}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ) , بيّن الاحكام وسنها , (  قُرْآناً عَرَبِيّاً ) , بلغة العرب , (  لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) , ذلك , وخصّ العالمون لانهم الاكثر انتفاعا ومعرفة به .    

 

بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ{4}

تضيف الآية الكريمة (  بَشِيراً ) , للمؤمنين بحسن العاقبة والثواب الجزيل , (  وَنَذِيراً ) , للكافرين بسوء العاقبة والعذاب الاليم , (  فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ ) , انصرف اكثرهم عن قبوله وتدبره , (  فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ) , سماع متدبر متعظ .    

 

وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ{5}

تروي الآية الكريمة على لسان المعرضين :

  1. (  وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ ) : أغطية غلفتها .
  2. (  وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ ) : ثقل او صمم .
  3. (  وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ ) : خلاف او ان اغلفة قلوبنا وثقل اسماعنا يمنعانا من فهمك او الاتصال بك .
  4. (  فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ ) , فأعمل على دينك , فأننا عاملون على ديننا .

 

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ{6}

تخاطب الآية الكريمة النبي الكريم محمد "ص واله" (  قُلْ ) , لهم يا محمد , (  إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ) , لا أختلف معكم من ناحية الخلقة , (  يُوحَى إِلَيَّ ) , فضلتكم بالوحي , (  أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) , ابلغكم عنه جل وعلا بانه واحد لا شريك له ولا نظير , (  فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ ) , بالتوحيد والايمان والطاعة , (  وَاسْتَغْفِرُوهُ ) , مما كان منكم , (  وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ) , تهديد للمشركين المعاندين . 

 

الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ{7}

تستمر الآية الكريمة (  الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) , بخلا او لعدم اشفاقهم على مستحقيها او عنادا , (  وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) , لا يؤمنون بيوم البعث .  

 

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ{8}

تقرر الآية الكريمة (  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) , بالله ورسوله , (  وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) , النافع من الاعمال , (  لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) , غير مقطوع , لا يمنّ به عليهم , لأنه جزاء اعمالهم . 

 

قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{9}

تستمر الآية الكريمة (  قُلْ ) , لهم يا محمد , (  أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ) , تكفرون بالله الذي خلق الارض في يومين لا يعلم انها من ايام الدنيا ام من ايام عالم الملكوت , بينما يرى بعض المفسرين ان اليوم هنا بمعنى الوقت "مدة" ولا يشترط كونه اليوم المتعارف , (  وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ) , شركاء من الاصنام , (  ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) , جمع عالم . 

 

وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{10}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا ) , وجعل في الارض جبالا شاهقة , (  وَبَارَكَ فِيهَا ) , فكثرت خيراتها , (  وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ) , قسّم فيها الارزاق في مدة اربعة ايام او اربعة اوقات , (  سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ) , يختلف المفسرون في النص المبارك فمنهم من يرى :  

  1. للسائلين عمن خلق الارض .
  2. للسائلين طلبا للرزق , سواء كان طلب الرزق في لسان المقال كما هو الحال لدى المخلوقات العاقلة او كان طلب الرزق بلسان الحال كما هو لدى المخلوقات غير العاقلة .

 

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{11}

تستمر الآية الكريمة مضيفة (  ثُمَّ اسْتَوَى ) , أي قصد , (  إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ ) , بخار او غاز , (  فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا ) , فقال الله عز وجل للسماء والارض أتيا لمرادي وارادتي , (  طَوْعاً أَوْ كَرْهاً ) , طائعتين او مكرهتين , او شئتما او ابيتما , (  قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ) , اجابا انهما اقبلا بالطاعة والانقياد .    

جاء في تفسير القمي ( سئل الرضا عليه السلام عمن كلم الله لا من الجن ولا من الأنس فقال السماوات والأرض في قوله ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) . 

 

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ{12}

تستمر الآية الكريمة (  فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) , خلقهن سبع سموات خلقا ابداعيا , (  فِي يَوْمَيْنِ ) , يرى القمي في تفسيره " يعني في وقتين إبداء وانقضاء" , (  وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا ) , نظامها الذي تقوم عليه , او الى اهلها بالتوحيد والطاعة , (  وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) , بالنجوم , (  وَحِفْظاً ) , يرى اغلب المفسرون ان ذلك الحفظ من استراق الشياطين السمع فيها ,  ويضيف اخرون كالفيض الكاشاني في تفسيره الصافي ج4 " من الشيطان المسترق وسائر الآفات" , (  ذَلِكَ ) ,  الخلق البديع الواسع , ما خفى منه وما ظهر , (  تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ ) , في ملكه وملكوته , الغالب امره , (  الْعَلِيمِ ) , به .      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/18



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في القران الكريم ح352
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net