صفحة الكاتب : هادي الدعمي

محاربة الفساد بالأدلة لا بالادعاءات
هادي الدعمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مسألة بناء البلد هي من مسؤولية الحاكم ، ومن يتولى أمور الحكم من دونه ، في عملية إدارة شؤون البلد وكيفية تقديم أفضل الخدمات ، من خلال المراقبة المباشرة ، وملاحقة المفسدين في اي مكان ، وهذا ما وضعه لنا الإمام علي عليه السلام ، أثناء توليه الحكم ووضع للامة  جملة من المهمات تشمل الحفاظ على الوحدة الاسلامية ، والانسانية حيث قال الامام علي عليه السلام ، من واجبات الحاكم ان " يجمع امرهم ، والقيام بالمهمات العسكرية والامنية، اذ قال (ع) : " يقاتل به العدو وتأمن به السبل ويؤخذ للضعيف من القوي  ويفسر(ع) بأنه سبب عدم استجابته لدعوات الخروج في المعارك الصغيرة ضد جيش الشام بعد التحكيم : " لا ينبغي لي ان ادع الجند والمصر وبيت المال وجباية الارض والقضاء بين المسلمين والنظر في حقوق المطالبين ثم اخرج في كتيبة اتبع اخرى ،  ويحدد الامام للاشتر واجباته حين ولاه مصر قائلاً ان عليه : " جباية خراجها وجهاد عدوها ، وان على الحاكم ان "يحفظ اطرافهم" كما اهتم الامام كذلك بواجب تعميق الحرية الانسانية والسياسية
ومن اهم واجبات الحاكم السياسية هو تعيين الامناء والاكفاء في مراكز الدولة ، المهمة، لاسيما ذات التأثير في سير الاحداث والمجتمع . وإلى 
تعيين من يملكون هذه الصفات ، وفي مرحلة لاحقة ، تأتي عملية المراقبة والمحاسبة ليؤدوا ما عليهم من واجبات دون تلكؤ أو تقصير وقصور . إذ قال الامام : " ثم تفقد اعمالهم [ أي الولاة ] وابعث العيون من اهل الصدق والوفاء عليهم فان تعاهدك في السر لامورهم حدوة لهم على استعمال الامانة والرفق بالرعية " ونرى هذا المبدأ متجلياً يشكلٍ ملفت النظر في الممارسة العملية عند الامام اثناء فترة حكمه حيث نبه وحاسب وراقب ولاته على مسائل الثروات الخاصة والسلوك الشخصي والاجتماعي والاداء السياسي لهم ، ناهيك عن مسؤولية القضاء الذي اولاه الامام اهتماماً خاصا .فمسالة بناء البلد هي مسؤولية الحاكم بل مسؤولية الجميع كلا من موقعه أن يسعى لمحاربة الفساد والمفسدين من خلال المحاسبة المباشرة ، وغير المباشرة ، وما نشاهده من دعوات في مجلس النواب ، ماهو إلا مسألة إعلامية أو عملية مزايدة حزبية أو انتخابية ، وهذا لايحقق نجاح لبناء دولة ، وما هي الاعملية تسيس وتغطية عن الفساد الذي تفشى في جذور بعض الجهات العليا ، والطعن ببعض من يخدم بإخلاص ويعطي المشاريع والإنجازات بصورة صحيحة ، لكن للأسف نشاهد المعرضين الذين يتشبثون بالماء العكر ، يريدون عرقلة هذا العمل بدون دليل يذكر ومجرد ادعاء لاحقيقة له ، وإن الفساد في اي بلد هو نتيجة وليس سببا ، ولم يأتي مصادفة أو من دون جهد حثيث ، وجهاد كبير من أجل البقاء في السلطه ، ( وشحده الياخذه ) ، وتناسى المأسات التي تجري في بلده وشعبه ، من مشاعر الألم والاسى والغضب ، ونسى محاسبة الباري عز وجل له جراء تسلطه على عرشه ، وهذا يذكرني في قصة بهلول العابد مع هارون الجائر ((قصة طريفة لطيفة فيها حكمة : 
كان الملوك يحضرون مجلسهم العام بعد حضور الناس ، لكي يقوم الناس بجماعتهم لتعظيمهم ولا يقومون لأحد ، وفي يوم كان مع الداخلين بهلول العاقل ، وكان ملك زمانه وخليفة الظاهري هارون الرشيد .
ولما دخل هارون وقبل جلوسه على كرسييه قام بهلول وجلس على كرس الملك قبله وبقي هارون واقف ، فأخذ الحرس بهلول و بدءوا يجلدونه ويضربوه ويركلوه أمام الملك والناس .
فأخذ بهلول بالبكاء بالعويل والصياح العالي والصراخ ، وبعد فترة من الضرب والجلد والركل ، أمر هارون الرشيد بالكف عنه . 
وقال له هارون: هل أوجعك الضرب والجلد ؟
قال بهلول : لا !!.
فقال له هارون : إذن لماذا هذا البكاء والعويل والصياح والصراخ إذا لم يوجعك الضرب؟ 
قال بهلول : بكيت عليك و أعولت على حالك ولم أبكي على نفسي !!
فقال هارون : وكيف والضرب والجلد وقع عليك والبكاء والصراخ صدر منك ؟!!
فقال بهلول : أنا جلست على هذا الكرسي أقل من دقيقة أنالني من الضرب من الجند والحرس ما قد رأيت لولا أن تأمرهم بالكف عني لما كفوا ، وأنت جالس على هذا الكرسي سنين فكم ستحصل عليه من الضرب والجلد من جند الله وملائكته وحرس جهنم ولا يكف عنك ، فلذا شغلني حالك عن حالي وبكيت عليك .
فيقال : استحسنه الحاضرون وأعتبر كلام بهلول حكمة علمية وعملية مع ما فيه من موقف طريف ونادر وعجيب ويدل على الذكاء والفطنة في الوعظ ، ولكن بتصرف يحسب أوله من الجنون والبساطة .))، حتى أصبح اليوم من هم يدعون الحكم والإخلاص باتهام البعض بالسرقة وعدم الشروع بالأعمار في بعض المحافظات ، وتناسوا المشاريع والإنجازات التي تحققت في تلك المحافظة ، لكن على قلوب اقفالها ، والسبب لأن بعض المحافظين ممن ينتسبون إلى حزبهم اخفقوا في عملهم وظهرت السلبيات عليهم ، أرادوا أن يكون لهم قرين بدون دليل يذكر أخذوا يتهمون هذا وذاك ، وتناسوا أن الله رقيب على كل شى .
لماذا لايحاسبون بعض أعضاء البرلمان وأعضاء مجالس المحافظات الذين ينتسبون للحزب ( س) عندما خرجوا الآن يكسون الشوارع ، وينصبون الملاعب ، وتصرف الأموال بدون تخطيط ، لماذا لايسالون أنا لك هذا ، و نشاهد عضو مجلس محافظة يقف ومعه الآليات بين ليلة وضحاها وهو يشرف على اكساء شارع ، أو وضع السبيس، ألم يسأل هذا أين كنت خلال أربعة سنوات ؟ ؟!! ألم يسأل من أين لك هذا ؟ ؟ وغيرها .
لذا نقول على الجهات الحكومية أن تعمل بشفافية صادقة لمحاربة الفساد وبالادلة المنطقية والقانونية ، لا بالادعاءات الكاذبه ، وتضرب الرؤوس الفاسدة التي يثبت فسادها والاتهامات والتشويه السمعه دون ادله إنما هو فساد آخر يختبئ خلفه الفاسدون ، وقال تعالى   ((وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي الدعمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/27



كتابة تعليق لموضوع : محاربة الفساد بالأدلة لا بالادعاءات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net