صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

العلمائية والعلمانية
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شتان ما بين الاثنين بل ان المقارنة بينهما كالمقارنة بين الثور والثريا ، الهمزة والنون لهما دلالتهما في التفريق بينهما ، فالعلمائية لا يستطيع من هب ودب يدعي العلمية لانه سرعان ما يفتضحه اصحاب الصنعة ، اما العلمانية فانه من هب ودب يستطيع ان يدعيها بل انهم ياتون بافكار هشة بل اكثر من هشاشة زبد البحر ، العلمائية يثبتون ادعاءاتهم بالقرائن العلمية اما العلمانية فان ادعاءاتهم يثبتونها بالمزاجات النفسية ، بل التخبط في طرح مستجد افكارهم يجعل العقلاء  يستهجنونهم على سبيل المثال يقول احد العلمانيين برنامج العين بالعين للاعلامي طوني خليفة ـ قناة الجديد) ان الله مؤنث ويقول اريد من يثبت لي انها موجودة اي الله عز وجل موجود ، هكذا عقول حذرنا الامام علي من مناقشتها .
العلمائية يدرسون الشبهة من كل جوانبها وبمختلف الازمنة حتى يكون ردهم علمي ، بينما حامد ابو زيد العلماني يستشهد بسياسة معاوية وعدم شرعيته للحكم وينتقد الخطاب الاسلامي وهو من يقر عدم شرعيته للحكم لان الطرف الاخر وهو الامام علي هو الحاكم الشرعي فهل قرا مفهوم الحاكمية وفق راي الامام علي عليه السلام ؟
العلمائية تبني اراءها وتدافع عنها بعيدا عن الطعن بالاخرين ، بينما العلمانية تقتات على مهاجمة الراي الاخر ولا اسس علمية لديها لكي تدافع عن مبادئها ، فاطلاق الشعارات ممكن جدا فالمتسول له شعارات يكسب منها قوت يومه بل انه في بعض الاحيان يقول حكم للتعبير عن حالته بعيدا عن صدقه او كذبه .
العلمائية لا تهرج ولا تستاجر ابواق من اجل الاعلان والبحث عن من يسير في ركبهم ، بخلاف العلمانية التي تهرج في اي وسيلة اعلامية متاحة لها لكي تلفت انتباه الاخرين للبحث عن مؤيدين .
ارقى اختراعات العالم تجدها ضمن الطبقة العلمائية ، واخبث جرائم العالم تجدها عند الحكومات العلمانية ( هيروشيما وناكازاكي انموذجا )
العلمائية لا تمتلك اجهزة استخباراتية لقمع الراي الاخر ، بينا الدول العلمانية تفننت في صناعة اجهزة التعذيب لابادة من يلوح بفكر حر نير يدحض افكارهم ، العلمائية لم ولن تستخدم القوة لنشر ثقافتهم ، بينما العلمانية تستخدم القوة وبذخ المال وحياكة المؤامرات لتستميل عقول الاخرين .
ابحث كثيرا وافكر طويلا اذا ما قرات راي علمائي لا اقتنع به وراي العلمائي ليس بالضرورة ان يكون صحيح فالكثير من العلماء تراجعوا عن ارائهم عندما يثبت لهم خطائها ، بينما العلمانية لم ولن تتراجع عن خطواتها حتى ولو كانت السبب في سفك الدماء ولن اجد اي عناء في الرد على افكارهم عندما اقرا كتبهم لانها حقيقة خاوية ولا تستند الى اي دليل ، نعم بالعموم هنالك اراء علمانية صحيحة ولكنها غير مطبقة مثلا الحكم لمن يفوز بالاغلبية ولو فاز بها رجل متدين هنا يرفضون الفوز الذي حصل عليه اي انهم يريدون الفوز لمن يرغبون ، وهذا واقع الحكومات العلمانية فانها تنتقي من يحق له الترشيح للرئاسة واولهم امريكا ، بينما العلمائية لا احد يستطيع ان يرشح نفسه لرئاسة مجلس علمائي بل نتاجاته ومدى مقبوليتها وكثرة اتباعه هي من تحدد استحقاقه الرئاسي.
نعم هنالك من ادعى الاعلمية وتبعه الهمج الرعاع ليس لعلمه بل لكثرة ماله ، وكثرة ماله يستحيل ان يكون ملكه بل تمويل من جهات خبيثة غايتها نشر التفرقة والتناحر بين افراد المجتمع . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/27



كتابة تعليق لموضوع : العلمائية والعلمانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net