صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الرثائيون الأشاوس!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

"يقتلون القتيل ويمشون في جنازته"
مَن قتل العراق؟!!
مَن قتل بغداد؟!
مَن قتل الموصل؟!
مَن قتل الفلوجة والرمادي وصلاح الدين؟!
مَن قتل الإنسان العراقي؟!
مَن قتل الجمال والمحبة والأمن والأمان؟!
مَن قتل الدين؟!
مَن قتل التأريخ واللغة والهوية والعروبة؟!!
مَن قتل الوطنية والمواطنة والوطن؟!!
مَن قتل العدل والرحمة والألفة والأخوة الإنسانية؟!!
مَن؟؟؟!
الجميع قتلة عدوانيون يتمترسون في عواطفهم السوداء وإنفعالاتهم الهوجاء , ومشاعرهم السلبية المتأججة على جمرات الأحقاد والكراهية والعدوان!!
الجميع قتلة بعشائرهم وقبائلهم ومذاهبهم ومعتقداتهم , فهم يؤدون طقوس القتل الفظيع بإسم ربهم الذي يعبدون وبإسمه يشهدون , ولا فرق بينهم أجمعين.
قتلة محترفون , بل أن القتل عندهم مذهب ودين , وطقس يقربهم إلى ربهم المُصنع على أهوائهم.
فأين ربهم مما يقترفون؟!
وأين كتابهم مما يدعون؟!
وأين نبيهم مما يعملون؟!
إنها لقارعة واقعة , وعَمَهٌ يسود , وتُبّعٌ تقود , ورعاع وقود , والمُضَلَلون جنود , وكلُّ يفعل وفقا لفتاوى مُراءٍ  لا يعرف الحدود.
اليوم الحدباء ذات التأريخ المديد , وقبلها شواهد ومراقد ومساجد وجوامع وصوامع ,  ومعالم أجيالٍ أفاضت إبداعها وسطرت تطلعاتها ورسائلها لأجيالٍ حسبتها تحفظ الرسائل والعهود.
وما علمت بأن الفساد سيكون دينا , والخيانة دينا , والتبعية مفخرة ووطنية وتأتيك بالثراء المجيد.
وغدا شواهد على إمتداد البلاد , يتم قتلها بدم بارد , وتنطلق الأقلام لتملأ الصفحات رثاءً وعويلا , فهذه هي المهمة , أن نبكي ونلطم ونتظلم , ودع البلاد تتخرب والعباد تتبعثر , والمتوحشون يعيثون نهبا ودمارا , وما علينا إلا أن نتمادى بالرثاء , فهذا دورنا ورسالتنا البكائية المطلوبة لكي ندخل جنات النعيم , التي وُعدنا بها ونحوها نهدف بما نفعله ونقترفه من آثام وخطايا وشرور.
فكل منارة ستسقط , ما دامت المتفجرات جاهزة والممولون أسخياء , والمصانع مستعدة لتقديمها بالمجان , لكي ينمحق ما يشير للعرب وللتأريخ , فهم في عرف الطامعين لقطاء وهمج وهذه ليست أرضهم , وأنهم قد إغتصبوها من أهلها الحقيقيون الذين يطالبون بإمتلاكها وأسر خلقها.
فاستعدي أيتها الأقلام لمسيرات رثاء وعويل على خرائب الوجود العربي في كل مكان , فالعرب بلا تأريخ ولا حضارة , والشواهد الآثارية أكاذيب وتقوّلات يجب أن تزول.
والقاتل يمشي في جنازة مَن قتل , ويبكي ويلطم , وهو يستعد لقتلٍ جديد.
فمَن هو القاتل ومَن هو القتيل؟!!
أ ليس الجميع قتلة وقتلى؟!!
وأنّ الجريمةَ دين!!
تفكروا بما تفعلون وتتصورون وتقولون , فالقاتل والقتيل واحد , وفوهات بنادقكم توجهونها نحو صدوركم وأنتم في غياهب الغي تعمهون!!
فهل إستحقت أنفسنا وأوطاننا الترحم وقراءة سورَتَي الفاتحة وياسين؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الرثائيون الأشاوس!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net